باحثة بالجامع الأزهر: لا يجوز لأحد الوالدين إجبار ابنته على الزواج بشخص لا تريده
أكدت الدكتورة فتحية محمود الحنفي، أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالقاهرة، أن الشريعة الإسلامية كفلت للمرأة جميع الحقوق والواجبات التي ميزتها عن غيرها في الحضارات السابقة، مضيفة أن من ضمن حقوقها أن جعلت لها مهرا وكفلت لها حقها في اختيار الزوج.
فتحية الحنفي: الشريعة الإسلامية كفلت للمرأة حقوقا وواجبات ميزتها عن الحضارات السابقة
وأوضحت أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، خلال محاضرتها بندوة "حق المرأة في المهر واختيار الزوج"، والتي جاءت ضمن الجولة الثانية من سلسلة "حقوق المرأة في الشريعة الإسلامية" التي أطلقها الجامع الأزهر الشريف، أن الإسلام وضع معايير وضوابط للمرأة في اختيار الزوج واعتبرت أن الدين والخلق هما العاملان اللذان بهما تعيش الأسرة في سعادة واستقرار.
من جهتها، قالت الدكتورة أوصاف محمد عبده، أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، إن الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، مضيفة أن الدين والقيم والأخلاق هي أبرز المعايير الضابطة للمجتمع والحامية له من التفكك الأسري بسبب الطلاق، مشيرة إلى أن المتتبع للواقع المعاصر يجد آلاف وقائع الطلاق التي تحدث بعد عام من الزواج، بل وصل الأمر إلى وقوع الطلاق بعد شهر وأسبوع بل وبعد يوم وربما بعد ساعات قليلة من الزواج.
وأرجعت أستاذ العقيدة والفلسفة، سبب ذلك إلى قيام الزواج على أسس ومعايير واهية، ربما تمثلت في المال أو حسن المظهر أو الكلام المعسول، وأسباب أخرى كلها ليست من ضمنها ما حث عليه الشرع الحنيف من الدين وحسن الخلق اللذين وردا في الحديث الشريف.
أوصاف عبده: الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع.. والدين والخلق هما المعايير الضابطة والحامية للأسرة من التفكك
ولفتت د.أوصاف عبده، إلى أن الزواج هدفه عمارة الأرض، وأن الراحة النفسية أساس الاختيار الصحيح للزوج لإخراج أسرة صحيحة سليمة، مشيرة إلى أن التيسير في المهر مطلوب حتى تكون الحياة الزوجية قائمة على السعادة والراحة، وليست قائمة على الديون والمتاعب.
من جهتها، أوضحت د. حياة العيسوي الباحثة الشرعية بالجامع الأزهر، أن للمرأة حق اختيار الزوج وما للولي إلا التوجيه والإرشاد، ولا يملك وليها أن يجبرها على الزواج ممن لا ترضى عنه، فالزواج يعتبر من خصوصيات المرأة، ولا يجوز لأحد الوالدين إجبار ابنته على الزواج بمن لا تريد.
حياة العيسوي: المهر واختيار الزوج من خصوصيات المرأة التي لا يجوز لولي الأمر إجبارها على التنازل عنهما
وأضحت الباحثة بالجامع الأزهر، أنه من الظلم تعد ولي الأمر على حقوق المرأة، وهو يتناقض مع ما جاء به الإسلام، مشيرة إلى أن الزواج يجب أن يقام على المودة والرحمة والسكن، كما جاء في قول الله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " .
ولفتت إلى أن المهر حق خالص للمرأة فرضه الله على الزوج، وليس لأحد من أهل المرأة أن يسقطه كله أو بعضه إذا طابت بذلك نفسها، قال تعالى: " وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا ".، مشيرة إلى أن دور المرأة مهم لا يقل أهميه عن دور الرجل، فلكل دوره في بناء الأسرة والمجتمع.
وتحظى قضايا المرأة والأسرة، باهتمام ملحوظ من الجامع الأزهر، وفقا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر، حيث دشن الأزهر الشريف وقطاعاته خلال السنوات القليلة الماضية العديد من الملتقيات العلمية والندوات التوعوية، التي تناقش الكثير من القضايا التي تهم المرأة والطفل والأسرة بأكملها.
وتعد هذه الندوات ثاني الجولات التي بدأها الجامع الأزهر، ضمن برامجه الموجهة للمرأة، حيث عقدت أولى الجولات قبل شهر رمضان الماضي، وجاءت تحت عنوان: "التحديات الأسرية وكيفية التعامل معها"، وتضمنت سلسلة محاضرات على مدار شهر كامل، وحاضر فيها عدد من كبار الأساتذة والمتخصصين من أساتذة الأزهر الشريف وواعظات مجمع البحوث وقيادات الأزهر بمختلف التخصصات.