حضرها القذافي ومبارك والبشير.. تفاصيل آخر قمة عربية بحضور بشار الأسد
12 عامًا و9 قمم متتالية، تغيب خلالها الرئيس السوري بشار الأسد عن اجتماعات مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، إذ كانت آخر قمة عربية حضرها الأسد في مدينة سرت الليبية والتي جاءت بدعوة من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لعقد دورة استثنائية لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، عقب القمة العربية العادية التي عقدت في المدينة ذاتها مارس من ذات العام (2010)، والتي شارك بها بشار الأسد أيضًا، ليشارك الأسد الابن في دورتين متتاليتين بالجامعة العربية على مستوى القمة قبل أن يتغيب عنها لـ 9 قمم متتالية.
وكانت أول قمة عربية تغيب عنها الرئيس السوري في العاصمة العراقية بغداد عام 2012 وآخرها القمة العربية الماضية التي عقدت في العاصمة الجزائرية نوفمبر من العام الماضي 2022، والتي صدرت قبيل انطلاقها أنباءً بإمكانية عودة دمشق لحاضنتها العربية قبل أن يعاود وزير الخارجية السوري حينها التأكيد على عدم مشاركته في القمة العربية بالجزائر.
وما بين القمتين سابقتي الذكر عقدت القمة العربية 2013 في الدوحة بقطر، تبعتها قمة أخرى عام 2014 في الكويت، وقمة شرم الشيخ 2015، وقمة موريتانيا 2016، وقمة الأردن 2017، وقمة الظهران بالسعودية 2018، وقمة تونس في مارس 2019، تبعها دورة غير عادية للقمة العربية عقدت في مدينة مكة المكرمة بالسعودية، وتعذر انعقاد القمة عامي 2020 و2021 لأسباب فيروس كورونا، قبل أن تمثل قمة الجزائر 2022 آخر القمم العربية التي تتغيب عنها سوريا، وذلك بعدما أكد وزير خارجية دمشق فيصل المقداد، خلال وجوده بالاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية 2023 بجدة، أن الرئيس السوري بشار الأسد سيشارك بالقمة المرتقبة الجمعة المقبلة.
آخر قمة عربية عادية لبشار الأسد
واحتضنت مدينة سرت الليبية آخر دورة عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بحضور الرئيس السوري بشار الأسد، والتي عقدت بحضور الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة، والسوداني السابق عمر البشير، والرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، وأمير دولة الكويت الراحل الشيخ الصباح الأحمد الجابر الصباح، وأمير دولة قطر السابق الشيخ خليفة بن حمد بن جاسم، إلى جانب رؤساء موريتانيا والصومال وجيبوتي وجزر القمر، والعاهل الأردني ورئيس السلطة الفلسطينية.
فيما شهدت القمة حينها، تغيب العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، بسبب توتر العلاقات بين البلدين في ذلك الوقت، ومثل المملكة في تلك القمة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، كما تغيب الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، عن القمة العربية الـ 22 في دورتها العادية التي عقدت بمدينة سرت في مارس 2010، لأسباب صحية، وترأس الوفد المصري رئيس الوزراء حينها أحمد نظيف.
كما امتنع عن تلك القمة الرئيس اللبناني حينها ميشال سليمان، بسبب قضية اختفاء الإمام موسى الصدر عام 1978، وشهدت القمة حضور الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون، والرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، بصفته رئيس وزراء بلاده حينها، إلى جانب رئيس الوزراء الإيطالي في ذلك الوقت سيلفيو برلسكوني.
وشغل عمرو موسى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية في تلك القمة، والتي عقدت تحت شعار دعم صمود القدس، ودعت القمة ذاتها إلى قمة عربية استثنائية في ليبيا بشأن القضية الفلسطينية، وعقدت في أكتوبر من ذات العام في المدينة ذاتها (سرت).
القمة العربية الاستثنائية بحضور مبارك وبشار الأسد
وببلوغ شهر أكتوبر من عام 2010 احتضنت مدينة سرت الليبية آخر لقاء جمع الرئيس السوري بشار الأسد بنظرائه العرب تحت مظلة جامعة الدول العربية، وفي مقدمتهم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، والرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة، وأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، واليمني الراحل أيضًا علي عبد الله صالح، والرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، والرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، وأمير دولة قطر حينها الشيخ خليفة بن حمد.
كما حضر القمة العربية الاستثنائية، الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، الأمين العام لجماعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى، وممثل عن السلطان العماني الراحل قابوس بن هيثم، والرئيس العراقي الراحل جلال طالباني.
وبحثت القمة ملفين على درجة عالية من الأهمية تم إرجاؤهما من قمة سرت العادية في مارس من ذات العام، وهما تطوير منظومة العمل العربي المشترك، ومبادرة الأمين العام للجامعة العربية والتي عرفت باسم (رابطة الجوار العربية)، وصدر عن القمة غير الاستثنائية بحضور بشار الأسد عدد من القرارات المتعلقة بالتطورات العربية.
إذ مثلت تلك القمة آخر حضور سوري عربي على مستوى القمة تحت مظلة الجامعة العربية، قبل أن يتم تجميد المقعد السوري الدائم بالجامعة العربية بتصويت من وزراء الخارجية العرب في نوفمبر من عام 2011، وتدخل العلاقات العربية من خلال الجامعة العربية مع دمشق جمود لم تعد كما كانت قبل ذلك التاريخ حتى السابع من مايو الجاري، والذي أعاد خلاله وزراء الخارجية العرب مقعد سوريا إليها بتصويت شهد توافق كل الدول على عودة دمشق (أحد الدول المؤسسة للجامعة العربية) إلى حاضنتها العربية.
وخلال الساعات المقبلة تتجه أنظار العرب والعالم إلى مدينة جدة السعودية في انتظار أول ظهور للرئيس السوري بشار الأسد، برفقة نظرائه العرب ومن ينوب عنهم أو ممثليهم بالقمة العربية في دورتها الـ 32 العادية، برئاسة المملكة العربية السعودية، بعدما أكد وزير خارجيته فيصل المقداد على حضور الأسد الابن للقمة المرتقبة الجمعة المقبلة بعدما حضر الوزير ذاته أمس الأربعاء الاجتماعات الوزارية التحضرية للقمة برفقة نظرائه العرب.
حضور بشار الأسد للقمة العربية يأتي استجابة لدعوة رسمية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، العاهل السعودي، ليمثل ذلك الحضور عودة الرئيس السوري لمقعده عقب 12 عامًا من التغيب عن القمم الـ 9 التي عقدت دون حضوره.
