هل أنت معي؟
• السنة اللي فاتت وتحديدا في مارس 2022 في ولاية "يوتا" الأمريكية كانت الخلافات وصلت لذروتها بين الزوجة "كوري ريتشينز"، وبين زوجها "إريك".. "كوري" إنسانة محترمة وكاتبة ناجحة وأديبة شاطرة كتبت قبل كده مجموعة من القصص القصيرة الموجهة للأطفال واللي حقتت نجاح نسبي في الأوساط الأدبية.. "إريك" زوج طيب وناجح في شغله وبيحب بيته وأسرته المكونة من زوجته وأولاده الـ 3 اللي في قمة الجمال واللُطف.. طيب أومال لو الطرفين سعداء وناجحين وبينهم أطفال حلوين وهادين يبقى المشاكل جاية منين!.. حقيقي محدش عارف.. الفكرة بس إن "كوري" على طول من أنصار إنها تتكلم وحش على الناس من وراهم!.. إزاي؟.. يعني مثلا فيه صديقة مقربة منها وتعتبر زي أختها.. حصل منها موقف سخيف أو خلينا نقول إن "كوري" شافته موقف سخيف فقررت إنها تتكلم عنها لـ "إريك" كلام في قمة السوء ودي أخلاقها كذا كذا كذا!.. يا بنتي دي صاحبة عمرك إزاي تقولي عنها الكلام الصعب ده؟.. "كوري" تحس على دمها وتفوق وتحس إن كلام زوجها صح فتتراجع عن شتيمة صاحبتها بس بعد خراب مالطة وبعد ما تكون مسحت بسمعة البنت الأرض.. الماركت اللي بيجيبوا منه طلبات البيت بقالهم حوالي 10 سنين رفع أسعاره شوية بسبب الظروف الاقتصادية اللي حاصلة في العالم كله فـ "كوري" تتضايق فيحاول "إريك" يهديها.. يا بنت الناس ما الماركت ده إحنا عارفينه بقالنا سنين وحتى بعد الزيادة اللي حصلت يعتبروا أرخص من المحلات التانية اللي حوالينا!.. لأ دول استغلاليين وإحنا مش هينفع نتعامل معاهم تاني!.. يا بنت الناس يهديكي يرضيكي!.. لأ برضه.. يوم والتاني والتالت وبعد ما تهدا شوية وتحس إن كلام جوزها صح وإن المصلحة بتحتم عليهم إنهم يتعاملوا مع الماركت ده لإنه ما زال الأقرب والأرخص فتكبر دماغها وترجع تتشتري منه عادي.. بس كده؟.. لأ.. الهانم راحت رازعة الماركت بلاغ بالكذب في جهة حكومية عندهم في أمريكا زي جهاز حماية المستهلك إنهم بيبيعوا حاجات منتهية الصلاحية وإنهم بيبيعوا بأسعار عالية وإن عندهم عمال بيتحرشوا بالأطفال وكذا كذا كذا!.. كمية رمي جتة وافترا مالهومش آخر.. طبعا الموضوع عمل قلبان وتحريات وسمعة المكان بقت في الأرض وفقد كتير من زباينه حتى بعد ما تم اكتشاف إن دي كلها شكاوى كيدية مش أكتر!.. وهكذا حط مواقف زي ما أنت عايز.. "كوري" مندفعة، وبتاخد قرارات عصبية وبترجع تندم عليها بس بعد ما بتكون نيلت الدنيا، وللأسف كمان حتى بعد ما الدنيا بتتصلح ورغم إنها ممكن ترجع تتعامل عادي لكنها بتفضل شايلة وبيبقى انتقامها غير مبرر لإنك يا بنت الناس عرفتي إن تصرفك غلط.. تقول لك لأ أنا باخد حقي، وأخد الحق مفيهوش فصال!.. الحقيقة إن "إريك" كان هو الفرامل اللي بتوقفها عند حدها لحد مرحلة معينة بس مع إصرار مراته على تصرفاتها وبعد ما هو جاب آخره كان قرار الانفصال هو اللي اتفقوا عليه الاتنين!.. إحنا هنتطلق يا "كوري"، ومش هينفع نكمل.. وأنا موافقة يا "إريك" لإن دي شخصيتي ومش هتتغير.. استقروا على اليوم، وقبلها بيوم مات "إريك".. سكتة قلبية مفاجئة هدمت خطة الانفصال وغاب الزوج اللي كان ساند البيت ووفاته كسرت قلب زوجته وأولاده كسرة مفيش من بعدها قومة.. "كوري" فرغت حزنها على رفيق عمرها في كتابة قصة عظيمة للأطفال اسمها "هل أنت معي؟" أو "?Are you with me" ونشرتها وبتتكلم فيها عن علاقتها بزوجها والمحبة اللي كانت بينهم وإزاي إن حياتها بقت صفرية بعد رحليه، ودعت من خلال القصة كل الناس إنهم ياخدوا بالهم من حبايبهم لإن الموت بييجي في أي لحظة.. القصة نجحت وحققت انتشار كبير في الأوساط الأدبية المعنية بالأطفال بالذات وتم الاحتفاء بـ "كوري" جدا.. لحد هنا تمام.. بس اللي مش تمام واللي تم كشفه من خلال التحقيقات اللي استغرقت حوالي سنة كاملة وانتهت في مايو 2023 الحالي إن "كوري" هانم هي اللي قتلت "إريك" لما حطت له في كوباية العصير قبل موته بساعات 30 قرص من عقار "الفنتانيل" القاتل!.. الفكرة إن مجرد قرصين تلاتة كانوا ممكن يوصلوا لنفس النتيجة بس الحقد والكراهية اللي بيحركوا الإنسانة دي خلوها مش مدركة هي بتعمل إيه.. حاليا بيتم محاكمة "كوري" وسط توقعات بإن الأمر ينتهي بإعدامها.. تم عرضها على أكتر من أخصائي نفسي لتحليل اللي عملته ولما اتكلموا معاها قدروا يقروا شخصيتها فورا.. إنسانة خبيثة المقصد، مالهاش عزيز ولا غالي، وممكن تبيع أي حد في أي لحظة مهما كانت صلتها بيه المهم إنها ماتطلعش غلطانة.. للأسف أحد المحللين النفسيين اللي أشرفوا على الحالة حملوا جزء من المسؤولية لـ "إريك" الله يرحمه في إنه كان شايف خبث مقاصد زوجته في أكتر من مرة على مدار سنين وكان شايف إن ده أمر عادي أو يمكن تجاوزه.. بس الحقيقة إنه لأ.. غدر "كوري" بصديقتها، وخيانتها للشغل بتاعها، واللي عملته مع الماركت، وغيرها من عشرات المواقف كانت بتبين قلبها إسود إزاي بس الغلبان ده هو اللي كان بيكابر، وبالتالي كان الثمن حياته اللي فقدها.
• الإشارات بتبقى باينة من الأول بس المكابرة في انصلاح حال غيرك، وثقتك الخداعة في نفسك إنك تقدر تغير شخص الدنيا كلها ماقدرتش تصلحه بتخليك تضيع وقت وخسارتك بتبقى مضاعفة.. فيه مقولة عظيمة بتقول: “لا خير في ود اِمرِئٍ متلون إذا الريح مالت مال حيث تميل.. لا يؤتمن من يتقلب وده.. فمن يتقلب وده فلا سند فيه ولا اطمئنان في صحبته.. فمتقلب الود لا يؤتمن، وفاضح السر لا يؤتمن، وناكر الجميل لا يؤتمن، وكاسر الخواطر لا يؤتمن، ومن يأتيك وقت فراغه لا يؤتمن، وإن لم تأخذ الحذر مما سبق فأنت على نفسك لا تؤتمن”.
