قمة التاريخ والحضارة بين مصر وسلطنة عمان
على مر العصور والعلاقات المصرية العمانية يحيطها الأمن والسلام والتاريخ يشهد على ذلك فعندما وقَعَت مِصْر على اتفاقية السلام "كامب ديفيد" وكانت ردود أفعال الدول العربية عنيفا تجاه مصر، وتمت المقاطعة من الجميع إلا سلطنة عمان والتي أعربت حينها بأن مصر لها وجهة نظر سياسية يجب النظر اليها بعمق، ولم تقاطع مصر فدائمًا وأبدًا العلاقات الوطنية بين البلدين هي الحاكمة في كافة الملفات.
وتأتي الزيارة الأولى للسلطان هيثم بن طارق إلى مصر منذ توليه الحكم في يناير 2020 لتزيد العلاقات الوطنية بين البلدين، وهو ما أعرب عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي عند استقبال جلالة السلطان، وبأنه يتمنى التوفيق للسلطنة لاستكمال مسيرة التنمية الشاملة والنجاح في تحقيق رؤية عمان "2040"، وشهد السلطان أن مصر تمثل عمقًا استراتيجيا وثقافيًا للأمة العربية، وعنصرا أساسيا في الحفاظ على الأمن واستقرار المنطقة.
والحقيقة أن زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى مصر في هذا التوقيت تمثل أهمية قصوى لكونها تأتي في ظل حالة الزخم العربي وتعد قمة جدة التي استضافت القادة العرب، وكذلك في ظل التحولات الكبرى الذي يشهدها العالم والأزمات المتلاحقة والعلاقات بين الدول العربية بينها وبين بعض، خاصة بعد عودة سوريا لمقعدها بجامعة الدول العربية.
زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى مصر بأنها تاريخية وبأن العلاقات المصرية العمانية ممتدة ومستمرة منذ عصر الفراعنة وبأنها -أي العلاقات بين البلدين- تشهد تطورات مستمرة دون أن تشهد أي تصدع أو انكسار عبر التاريخ، فدائمًا وأبدا العلاقات المصرية العمانية مبنية على الثقة المتبادلة ووجود وجهات نظر مشتركة حول الأزمات المحيطة.
وأعتقد أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لسلطنة عمان في يوليو 2022 وفي حضور ملك البحرين الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة كان لها أثر عظيم في دعم العلاقات الثنائية والوثيقة التي تجمع بين مصر والبلدين (عمان / البحرين)، فضلًا عما أنتجته من التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وقد شهدت زيارة الرئيس السيسي في يوليو 2022 إلى سلطنة عمان توقيع تسع اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في كافة المجالات.