خاب وخسر من لم يصل على سيدنا النبي
نعيش أياما أستحي أن أكتب وأقول إن هناك من يجعل اجتماع الناس وصلاتهم على حبيب الله صلى الله عليه وسلم بدعة!.. لا أعلم أهي حملاتٌ ممنهجة؟ أم أنهم طُبعَ على قلوبهم!.. كيف يوصَف من يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشرك؟.. كيف يمكن للصلاة على سيدنا صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة أن تُحدِث الفتن!
يقولون إن الصلاة عليه جماعة بدعة؟ فماذا عن الحديث الذي رواه الترمذي أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَا جَلَسَ قَومٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكرُوا الله تَعَالَى فِيهِ ولَم يُصَّلُّوا عَلَى نَبِيِّهم فِيهِ إلاَّ كانَ عَلَيّهمْ تِرةٌ، فإِنْ شاءَ عَذَّبَهُم، وإنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُم".
وماذا عن الحديث الذي أخرجه مسلم والذي أقر فيه النبي صلى الله عليه وسلم هذه المجالس حين قال: "لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ".
إذا فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم قد أقر وبشر خير بشرى لمن يجلس في مجلس يذكر الله ويصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم.. إذا فأين البدعة؟ لم تحرمون أنفسكم وتحرموا الناس من هذا الثواب العظيم؟
ثم انظروا إلى الآيات الكريمات التي جاءت في القرآن الكريم، تجدون أنها جاءت بصيغة الجمع لا المفرد؛ لتبين لدى كل ذي بصيرة أن الذكر جماعة ليس ببدعة.
- فيقول ربنا سبحان ربنا: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا".
- ويقول سبحانه: "الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم"
- ويقول سبحانه: "والذاكرينَ الله كثيرًا والذاكرات"
- ويقول سبحانه: "فاذكروني أذكركم"
إذا فغالبية الآيات التي حثنا الله فيها على الذكر جاءت بصيغة الجمع.
يأتي أحدهم ويقول: لا توجد مشكله في الصلاة على رسول الله، إنما المشكلة في تخصيص وقت معين لها، فما ردك إذا علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو بنفسه من حدد وقتا معينا للصلاة عليه حين قال: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليّ الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ" صدق سيدنا رسول الله عليه صلوات الله.
يصفون من يصلي على سيدنا صلى الله عليه وسلم بالبدعة، وهم يسبون أهل الدين ويصفونهم بالشرك ويتطاولون عليهم!
يصفون أنفسهم بأنهم يمثلون الله ويمتلكون صلاحياته وهم يفتقدون كل آداب الحوار!
فمن الأشياء الحزينة التي تحدث في هذا الزمن أن كل حزب وكل فئة وكل جماعة تعتقد أنها تُمثل الله وتمتلك صلاحياته، فمن يخالف هذه الجماعة وهذه الفئة فهو خارج عن رحمة الله ورضاه، حتى بعض الشباب الذين لا يعرفون شيئا عن الدين إلا ما قرأه من كُتيبات ترضي هواه، أصبحوا يُقللون من شأن علماء الدين الذين أفنوا حياتهم في العلم وفي خدمة الدين.
متى نفهم أن الدين يعني الفطرة السليمة التي تقضي بأن نعيش بالمحبة والسلام والرحمة والوفاء؟ متى نفهم أن الدين هو أن يسلم الناس منا؟ متى نفهم أن الدين هو المعاملة؟
نريد أن نرسخ في عقولنا أنه لا يجوز بأي حال أن نتطاول على أي شخص مهما اختلف معك في العقيدة أو المذهب أو أي نوع من أنواع الاختلاف، فما نراه اليوم ممن يتطاولون على رجال الدين هو أبعد ما يكون عن الدين.
أخيرا أقول: اجتمعوا وصلوا على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلنوا الفرح والسرور، فما خاب قومٌ صلوا على رسول الله.