مشاعر مختلطة تجتاحني.. القاهرة 24 يحاور سارة شندي أول رقيب شرطة مصرية مسلمة بأمريكا
لا تكف النساء المصريات عن تسطير قصص النجاح حول العالم أجمع، فمثلما هناك أسماء عدة لمعت في سماء الإنجازات للمرأة داخليا، نجد بصمتها حاضرة وبقوة خارجيا في شتى المحافل الدولية، حيث ظهرت سارة شندي لتقف على ناطحة تصل بها إلى حد السحاب، حيث وضعت أحلامها، ممسكة بيديها علم بلدها الذي أصبح حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن أدت اليمين الدستورية ضمن أفراد قسم شرطة جامعة كيس ويسترن ريزيرف، في 24 مايو الجاري، وأصبحت أول رقيب شرطة مصرية مسلمة بولاية أوهايو.
سارة شندي أول رقيب شرطة مصرية مسلمة بأمريكا
وينفرد القاهرة 24 بإجراء أول حوار مع المصرية سارة شندي، حيث روت كيف كرّست حياتها لتنفيذ القانون وخدمة المجتمع، وكيف تحمي ما يصل لـ 12 ألف طالب ونحو 4 آلاف موظف بالحرم الجامعي.
ولدت سارة في أسرة مصرية مسلمة، وقبل أن تسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1990، وهي في السادسة من عمرها، عاشت في مصر والمملكة العربية السعودية، لذلك لا زالت حتى الآن متمسكة بلغتها الأم، اللغة العربية.
تحمل سارة الجنسيتين المصرية والأمريكية، وقالت إن هناك فرقًا كبيرًا بين حياتها داخل المنزل وخارجه، بسبب الانضباط والصرامة، فلم تحضر هي أو أحد إخواتها أبدًا العروض المدرسية الراقصة، أو مشاهدات كرة القدم، ورغم ذلك كانت تتساءل كثيرًا، لماذا لا يجب عليها فعل أشياء معينة يحذرها منها والداها؟.
وعرفت سارة فيما بعد، وبعد أن أصبحت شخصا بالغا، أن والديها كانا يفعلان ذلك خوفًا عليها هي وأخواتها، بسبب ما قد يحدث إذا خرجوا مع أشخاص لديهم عادات وأخلاق مختلفة، هي مدركة تمامًا المنافع التي جنتها من خوف أسرتها عليها.
والد سارة حاصل على درجة الدكتوراه في كيمياء البوليمرات من جامعة أكرون عام 1992، أما والدتها فهي تقوم بتدريس مادة اللغة العربية بإحدى الأكاديميات الموجودة داخل الجمعية الإسلامية في أكرون ومسجد كينت، ولديها 4 أشقاء.
تقول سارة إنها عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها، كتبت إلى الرئيس بيل كلينتون وأخبرته أنها ترغب في الحصول على وظيفة، لكن المكتب ردّ عليها موضحًا أن هناك قوانين تحظر عمالة الأطفال.
تخرجت شندي فيما بعد من المدرسة الثانوية، وبدأت في الالتحاق بجامعة ولاية كينت في عمر الـ 16، ثم تخرجت سارة بدرجة البكالوريوس في دراسات القانون.
ستصبحين ضابطة عظيمة.. تلك العبارة الرنانة ظلت في أذن المصرية سارة شندي حسبما وصفت، بعد أن قالها لها أستاذها بالعدالة الجنائية بولاية كينت، موضحة: وقعت في حب تطبيق القانون، ومنذ ذلك الحين لم تعد حياتي كما كانت عليه في السابق.
كانت سارة هي وإخوتها أعضاء في اتحاد الطلاب المسلمين، وعاشت مع مختلف الطلاب ومختلف الجنسيات داخل الحرم الجامعي، حيث قابلت طلابًا من الهند والجزائر والسودان وباكستان وغيرهم، ولا تزال تتواصل معهم حتى الآن.
وعن كونها أصبحت أول رقيبة في الشرطة مصرية مسلمة بأمريكا، قالت سارة شندي في هذا الصدد: أشعر بالسعادة وأشكر الله كثيرًا، أبدًا لم أتخيل أن أكون هنا وأصل إلى تلك المكانة.
وتابعت سارة شندي خلال حديثها مع القاهرة 24: أنا متفاجئة ومخضوضة جدًا، ولدي مشاعر كثيرة مختلطة، ولكني سعيدة للغاية، وأكثر ما يزيدني بالفخر والسعادة، هو أن أرى الابتسامة على وجه أبويّ، لأنهما تعبا كثيرًا معي أنا وأشقائي، عندما جئنا إلى أمريكا كانت الحياة صعبة، ولا تزال صعبة حتى الآن، ولكني مستمرة حتى أرفع اسم بلدي عاليًا.