بالفرشاة والألوان.. أقصري يجسد الفرحة برسومات شعبية على جدران المنازل
يمسك فرشاته وألوانه فيحيل الجدران الصماء بالألوان الزاهية إلى لوحات ناطقة بالفرحة والبهجة والجمال برسومات من الفن الشعبي الصعيدي الأصيل، تماما كما وجد أجداده المصريين القدماء نقشوا وزينوا الحجر على جدران المعابد والمقابر بالأقصر.
هواية منذ الصغر
ويقول الطيب محمد النجار ذو الـ 62 عاما ابن القرنة بالبر الغربي لمدينة الأقصر في حديثه لـ القاهرة 24: أجدت وبرعت في الرسم منذ كنت طفلا صغيرا في الابتدائية فكنت أرسم وألون كل شيء تقع عليه يداي، ثم أصقلت ذلك بالدراسة في المدرسة الزخرفية بالأقصر.
تأثرت بالرسومات على المعابد والمقابر
ويضيف الطيب: أضاف لي عملي بالآثار وتعاملي مع البعثات الأجنبية الكثير؛ فقد خرجت على المعاش وأنا على درجة مدير عام الرسم الأثري بالقرنة، وكانت تبهرني دقة المصري القديم في النقش والرسم، وتساوي المقاسات والزوايا، وروعة الألوان التي برغم مرور آلاف السنين بقيت كما هي، وذلك لاستخدامهم مواد طبيعية من البيئة المحيطة انسجمت مع الزمن وتجاوبت معه.
ويقول الطيب: تطورت معي الهواية من حب لدراسة إلى حرفة؛ فكان يطلب مني أهالي البلدة وخصوصا في مواسم الحج والعمرة التي تمثّل لنا فرحة كبيرة نحن أهالي الصعيد أن أظهر تلك الفرحة والبهجة على بيت الحاج أو المعتمر بالألوان والرسومات الزاهية.
توثيق رحلة الحج بالصور
ويواصل الطيب: رسمت على جدران المنازل بداية رحلة الحج برسم وسائل المواصلات المؤدية لبيت الله الحرام من طيارة أو مركب وأتوبيس أو حتى جمال، وبرسم صورة الكعبة، ورسم الحجاج بملابس الإحرام البيضاء وعبارات توثق تاريخ رحلة الحج وآيات من القرآن الكريم.
ويقول الطيب: وكذلك رسمت فرحة النساء في البيوت وهن يرتدين الملابس ذات الألوان الصعيدية الزاهية وهن يحملن أكواب الشربات وينقشن الحناء على أياديهن، وكذلك الرجال وهم يرتدون الجلابية الكستور ويتعانقون مهنئين بالعودة أو بالسفر، وكذلك رقصهم بالخيول.
التمسك بالهواية حتى الاحتراف
ويضيف الطيب ناصحا الشباب: أن فن الرسم على جدران المنازل بدأ يندثر؛ وذلك لعزوف الشباب عن التمسك بهواياتهم وأحلامهم بتحقيقها، ولذلك أدعو الشباب ممن يجدون في نفسهم الهواية أن يثقلوها بالدراسة والاجتهاد.