الإذاعي القدير فهمي عمر يروي سنوات التكوين في القاهرة الكبرى
يستضيف الإعلامي حسين الناظر في حلقة اليوم من برنامج سنوات التكوين الذي يذاع في العاشرة والنصف مساء اليوم على موجات إذاعة القاهرة الكبرى الإذاعي القدير فهمي عمر رئيس الإذاعة الأسبق.
ومن خلال اللقاء يروي الإذاعي فهمي عمر، مولده في 6 من مارس عام 1928 في قرية الرئيسية التي كانت تتبع مركز دشنا وقتها، قبل أن تنتقل إلى مركز نجع حمادي بمديرية قنا آنذاك، وتأثير الأسرة ودور والده الذي أصر على إلحاق ابنه بمدرسة دشنا الابتدائية وهو في عمر 8 سنوات، ليتغرب لأول مرة في سن مبكرة وينتقل في عام 1936م؛ بمفرده ليعيش في مدينة دشنا التي تبعد عن قريته مسافة 18 كيلومتر، كان يقطعها إيابا يوم الخميس إلى قريته ويعود للمدرسة عصر الجمعة أسبوعيا، ما كان له أكبر الأثر في صقل شخصيته وإكسابه الاعتماد على النفس والاستقلالية والرجولة في سن مبكرة.
الإذاعي القدير فهمي عمر يروي سنوات التكوين في القاهرة الكبرى
ويروي فهمي عمر دور مدرسة دشنا الابتدائية التي حصل منها على شهادته الابتدائية بالنظام القديم عام 1940، في إتقانه الكثير من المهارات، وقصة فوزه بجائزة الخطابة وهي عبارة عن مجموعة كتب كانت نواة لمكتبه الخاصة.
كما يتحدث عن أثر مدرسه محمد الباجوري مدرس التربية الرياضية الذي كان سببا في حبه للرياضة الذي لازمه طوال حياته، وكان سببا في شهرته كمقدم برامج رياضية.
ويحكي فهمي عمر انتقاله للسكن في مدينة قنا للالتحاق بمدرسة قنا الثانوية، والتي كانت حاضرة كبيرة مقارنة بدشنا، وانبهاره بدار السينما في مدينة قنا التي خلبت عقله كما وصف، حيث كان يتردد على السينما مرتين أو ثلاثة في الأسبوع.
ثم يتحدث عن انتقاله نقلة كبرى إلى مدينة الإسكندرية، للالتحاق بكلية الحقوق أملا في تحقيق حلمه وحلم الأسرة في أن يصبح وكيلا للنائب العام، ويصف عمر النقلة إلى مدينة الإسكندرية بالكبيرةحيث قضى فيها أربعة سنوات من عام 1945م إلى 1949، وكان لها عظيم الأثر في انفتاح شخصيته وتعرفه على الآخر، حيث سكن مع أسرة يونانية في بنسيون، وكانت الإسكندرية تجمع خليطا من الجاليات الإيطالية واليونانية والإنجليزية وغيرها، وكانت مليئة بدور السينما، والأندية الرياضية كنادي الأولمبي والاتحاد والتروماي الذي كان من الأندية الكبيرة وقتها والفريق الوحيد الذي يغلب الأهلى في الإسكندرية.
ويتحدث الإذاعي فهمي عمر عن قصة التحاقه بالإذاعة فور حصوله على ليسانس الحقوق عام 1949، وتقديم أوراقه للالتحاق بسلك النيابة العامة، وتأخر إعلان النتائج بسبب انتخابات الوفد، فبادر صديق له بتقديم طلب له للالتحاق بالإذاعة ليمتحن أمام لجنة الإذاعة التي تضم مؤسسي الإذاعة كبار الإذاعيين عبدالوهاب يوسف وعلي خليل وعبدالحميد الحديدي وعميد كلية دار العلوم وقتها، ليتم اختياره مذيعا مع تدوين ملاحظة بضرورة التخلص من اللهجة الصعيدية التي نجح في تعديلها بعد عام من التدريب ليخرج صوته إلى العالم هنا القاهرة، ويتوج علاقة شغف وحب للإذاعة بدأت مع دخول أول راديو لقرية الرئيسية عام 1936م، عندما اشترى عمه العمده دولابا كبيرا يسمى الراديو.
ويتحدث عمر عن تكوينه الإذاعي وتأثره بكبار الإذاعيين حافظ عبدالوهاب وبابا شارو عبدالرحيم شعبان، وعبدالوهاب يوسف وصفية المهندس وتماضر توفيق وأنور المشري، بالإضافة إلى تأثره بكروان الإذاعة محمد فتحي الذي هجر العمل الإذاعي في عز نجوميته منتقلا لوزارة المعارف بعد أن أسند الملك رئاسة الإذاعة لمحمد قاسم شقيق حسن باشا حسني سكرتير الملك، فوجدها محمد فتحي كبيرة في حقه.
كما يتحدث فهمي عمر عن تأثره بالعقاد ومرافقته له صباح كل يوم ثلاثاء أثناء تسجيل حديث السهرة الذي يبث مساء نفس اليوم أسبوعيا، ويروي أن العقاد كان منضبطا وكان أجره 10 جنيه في الحلقة، وكيف تعلم منه الانضباط واحترام قيمة الوقت، وكيف كانت اللهجة الصعيدية مفتاحا لصداقة وقرب من العقاد لمدة سنوات وتردده على صالون العقاد يوم الجمعة من كل أسبوع.
وعن التكوين السياسي يروي عمر انه انصهر في مدرسة العائلة ذات التاريخ السياسي العريق، حيث كان عمه نائبا بالبرلمان.
كما يروي ذكرياته وتأثره بالرئيس جمال عبد الناصر وقصة أول لقاء تم في عام 1962م؛ بمنزل الرئيس أثناء تكريمه لبطل مصر عبدالحميد الجندي الفائز ببطولة العالم في كمال الأجسام، وكرمه الرئيس عبدالناصر، كما يروي تأثره بالرئيس السادات الذي كان أول من استقبله وقدمه للإذاعة ليعلن بيان ثورة يوليو عام 1952.