أمين البحوث الإسلامية: رغم الكوارث البيئية ما زال الإنسان مستمرًا في تدمير عالمه
شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد في فعاليات مؤتمر دور القادة الدينيين في الحفاظ على البيئة، والذي ينظمه المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة؛ وذلك بحضور الدكتور محمود الهواري الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني، وعدد من وعاظ وواعظات الأزهر الشريف ورجال الكنيسة.
وقال الأمين العام في كلمته التي ألقاها بالمؤتمر، إن الحديث في هذا الموضوع من أوجب الواجبات بل هو ضرورة حياتية وفريضة دينية خصوصًا وأن الله -تبارك وتعالى- قد خلق الإنسان لغاية معلومة تتمثل في خلافته في الأرض والحفاظ عليها وعمارة الكون مصداقًا لقوله تعالى: {هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها}، مضيفًا: أننا نشعر بمزيد من الحزن والأسى عندما ننظر إلى الواقع الذي نحياه فيجد هذا الاختلال لعناصر الكون والتغير لعناصر الوجود، وليس أدلّ على ذلك عندما يطالع الإنسان خريطة العالم في الآونة الأخيرة فيجد أنهارًا قد اختفت في العديد من دول العالم.
وأضاف عيَّاد أنه بالرغم من كل هذه الكوارث البيئية، التي تسبب بها الإنسان نحو أخيه الإنسان، إلا أنه ما زال مستمرًا في تدمير عالمه بيده، وكأنه لا يكتفي أن يرى البيئة التي يعيش فيها وهي تنهار بأفعاله؛ بل يفعل أكثر من ذلك الانهيار، مشيرًا إلى أن الأمل ما زال موجودًا من خلال تلك الجهود المباركة التي تقوم بها بعض الدول شرقًا وغربًا في محاولة منها لرد الطبيعة إلى حقيقتها والعمل على عودة الإنسان إلى عقله واتزانه وإقامة علاقة إيجابية بينه وبين هذا الكون الذي خلقه الله -تبارك- وتعالى لعمارته والمحافظة عليه وتسليمه من جيل إلى جيل ومن حضارة إلى حضارة، دون أن يؤدي ذلك إلى اعتداء على مقدرات هذه البيئة وعناصرها.
الممارسة الجائرة بحق الطبيعة
وأوضح الأمين العام، أن المسؤولية الأساسية تتحملها تلك الدول الكبرى، التي ما زالت تعمل على الممارسة الجائرة بحق الطبيعة من خلال الحرص على مصالحها الخاصة دون النظر إلى أهمية التوازن البيئي، مؤكدًا أننا على الجانب الآخر نؤمن أيضا بالمسؤولية التضامنية بين كل البشر؛ باعتبار أن هذا الكوكب خلقه الله تعالى لنا لأداء المهام المنوطة بنا.
وختم الأمين العام كلمته بأن علماء الدين الإسلامي، لديهم القدرة -مع غيرهم من المؤمنين من مختلف الأديان- على الإسهام الفاعل في رفع الوعي الإنساني، بأهمية الحفاظ على البيئة، لكننا في حاجة أن يكون هناك حراك عالمي جديد، يبني وعيًا جمعيًا بالمسؤولية المشتركة عن هذا الكوكب، الذي نعيش فيه جميعا، داعيًا الجميع إلى توحيد الجهد والفكر؛ من أجل أجيالنا القادمة، ومن أجل إنقاذ مستقبل الأولاد والأحفاد، بأن نترك لهم أرضا صالحة للعيش في سلام وأمن، ولا نسمح بتدمير هذا البيت المشترك، الذي يأوينا جميعًا.
وخلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية أكد د. محمود الهواري الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني أن علماء الإسلام لديهم إرث ديني حضاري متميز، يمكنهم من المشاركة الفاعلة في العمل على إرشاد المجتمعات؛ للحفاظ على البيئة، والتعامل الرشيد مع الثروات الطبيعية، فالدين الإسلامي اعتبر الإنسان مُستخلفًا على الأرض، ومطالبًا بعمارتها والاعتناء بها، قال الله تعالى: {هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها}.
وأضاف الهواري أنه في المقابل حذّر الله من الإفساد في هذه الأرض، أو تهديد استقرار الحياة على سطحها، حيث حذر المولى -تعالى- أشد التحذير من ذلك، قائلًا في كتابه الكريم: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}، كما دعا سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- المسلمين إلى زراعة الأشجار، ونبه إلى أهميتها، حتى إنه قال: «إن قامت الساعة، وفي يد أحدكم فسيلة؛ فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها»، وحذَّر أصحابه بشدة من الإضرار بالبيئة والحضارة الإنسانية، حتى في حالة الحروب، قائلا: «لا تقطعوا نخلا، ولا شجرة، ولا تهدموا بناء»، كما ورد عنه -صلى الله عليه وسلم-، أنه عندما رأى أصحابه -وهم على سفر- قد أخذوا طائرين صغيرين من عشهما؛ أمرهم بإعادتهما، كما نهاهم -حتى- عن حرق بيوت النمل.