محمود عبد العزيز وعصا موسى
المولد بالإسكندرية.. وبها لحظات التأمل والاسترخاء.. ثم أيام عصيبة.. ورحلة طويلة.. أفرزت لنا بطلا.. يشبه أساطير الإسكندرية القديمة.. ليولد في عصر جديد وتبنى على يديه ومن معه من مبدعين جدد حضارة وفن لن تمحوهما الأيام السنون.
وكما حفر أسلافه على جدران المعابد الإغريقية واليونانية القديمة بالإسكندرية حضارة كانت وما زالت تشهدها المدينة الساحلية.. حفر "محمود عبد العزيز" بما قدمه لنا من سيرة ومسيرة عظيمة ورسائل لأجيال حالية وقادمة..
فمسيرة الأمم ونهضتها.. تبنى بمبدعيها.. والقاسم المشترك في كل حضارة.. هو ما قدمه المبدع من إبداعات وتصورات.
اختار محمود عبد العزيز هذا المسلك.. كي تستمر حضارتنا وتستمر الرحلة..
الرحلة التي في بدايتها مصاعب.. وأزمات.. واعتراضات.. وهو بعزيمة الأبطال.. تخطى كل تلك المصاعب.. للوصول إلى هدف (يكنه) في صدره..
الهدف الذي أراح من يخلفه الآن.. وأصبحت رسالته محفورة في أذهان وعقول وقلوب محبيه بل ومبغضيه والحاقدين وأعداء النجاح.
وبذلك لم يعد (شريط) السينما ذو قيمة مع إبداع حفر كما حفرت النقوش على جدران معابدنا القديمة.
"محمود عبدالعزيز" تغلغلت رسائله بوجدان كل مشاهد لما قدمه سابقا.. بل وستتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل.
فأصبحت كلماته "متداولة".. وأعماله خالدة في الأذهان.. تسترجعها فقط بصورة له في مخيلتك.. أو مشهد عابر على قناة فضائية.
إنه "الشيخ حسني" الذي يضيء الطريق لمن حوله.. ولا ينسى نصيبه من الدنيا.. مستمتعًا كما يحلو له.. ببصيرة نافذة.. مصارعًا لجيل سابق يلومه.. وجيل قادم يرجو منه المزيد والدعم.
وهو في صمته حال خلوته أو وسط محبيه ومريديه ومستمعي فنه.. مستمعا للجميع (يراهم)
ويعطي كل ذي حق حقه.. بصراحته المعهودة.. تلك الصراحة المؤلمة أحيانا.. المعذبة "للطواغيت".. المشعلة لنيران المستغلين له ولغيره وسارقيه.. المخزية لكل لعوب غاوية.. هكذا كان الشيخ حسني.. ابن الكيت كات البار. الغارق في نيلها.. عمدًا ثم طواعية.. ليشرب من مائه العذب مرتين.. فينجو ويغرق في نهاية المطاف كل من حاربوه. وكأنه يملك في يمناه عصا موسى.. التي أغرقت الطاغية.
الساحر محمود عبد العزيز.. والذي قدم مسيرة حافلة لن يسردها مقال.. أو حتى جداريات معنونة باسمه.
تحل هذه الأيام ذكرى مولده.. فنسترجع لمحات بسيطة مما قدم وأبدع.