عجب النزاهة الأخلاقية!
يرتكز السلوك الأخلاقي على المبادئ المشتركة وقيم المجتمع، ويتغلغل هذا في امتثال الشركات لعمليات التطابق والمراجعة ومعايير النزاهة، ويمكن أن يؤثر على الآخرين، إذا أسقطنا حذرنا وتركنا التفاح الفاسد ينتشر.
إن التأثيرات على الامتثال كبيرة، إذا لم يتم التحقق من هذه العناصر السيئة، فسيتخذ العديد من الموظفين موقفا مثل "لم يحدث لهم شيء، فلماذا أحاول أن أكون أخلاقيًا ومتوافقًا؟" أو فلان فاسد ومعلوم ويترقى ليصل إلى بعض الأحيان إلى منصب رئيس شركة، بينما يخشى الآخرون إخبار أو مواجهة أي شخص مسؤول بالسلوك السيئ الذي يشهدونه خوفًا من الانتقام.
عامل الخوف هذا معروف جيدًا ويمثل مشكلة، ليس فقط في عالم الشركات ولكن أيضًا في المجتمع، في كثير من الحالات، يرغب الناس في فعل الشيء الصحيح ولكن يخشون الانتقام، بينما يجب أن يلتزم المديرون باتخاذ القرارات وفقًا للقيم الأساسية مثل الصدق والنزاهة واحترام الآخرين وتحمل المسؤولية عن أفعالهم والمساءلة عنها.
وتقوم الإدارة على أعلى مستوى بإنشاء مدونة أخلاقيات الشركة، هم المستوى الأول من الإدارة التي تؤثر على ثقافة الشركة والأمر متروك لهم للتأكد من أن مدونة الأخلاقيات تتوافق مع جميع قيم الشركة ومبادئها.
إنما تكمن الكارثة في وصول رئيس شركة كبيرة معروفة على رأس المنظومة، على سبيل المثال الافتراضي، فاسد من عديمي النزاهة معلوم للجميع بفساده، فهنا وجب التأكد من تطوير العمليات التجارية في إطار خضوع جميع العمليات لضوابط مالية كخط دفاع لمثل تلك النوعية الفاسدة حتى لا يضر بمنظومة كاملة في سبيل تحقيق منافع شخصية.
وهنا يأتي دور الجهات الرقابية وليس فقط الأشخاص، كما يجب مساعدة الموظفين والعاملين على الإبلاغ عن المخالفات وإن كان ذلك الإجراء ليس بالسهل لما قد يعرضهم من مخاطر خسارة وظيفتهم أمام شركة على رأسها فاسد أو مخرب، إنما يظل إجراء مهما جدا وأن تكون جميع التعليمات موثقة وليست شفاهية.
وتظل القيادة الأخلاقية هي التي تتخذ نهجًا نفعيًا لقيادة منظومة بأسلوب في قيادة تسترشد بها قرارات العمل بمبدأ توليد أكبر قيمة للمجتمع ككل والتي تعمل على تحسين ثقافة الشركة من خلال جعل عملك فعالا ذات قيمة، حيث يتم تشجيع الموظفين للقيام بالشيء الصحيح دون خوف من خلال التحلي بالشفافية وتشجيع التواصل.
