يسري جبر: هؤلاء عدم الزواج لهم أفضل
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نهى عن التبتل الكلي وهو الانقطاع الكلي لله وترك الدنيا وما أمر الله فيها من تعمرها، ومراعاة المسئول عنهم، مستشهدا بالحديث النبوي الشريف، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول".
وتابع العالم الأزهري، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة: إياك أن تتبتل وتنقطع تماما ثم تترك من تعول، أو تترك ما أقامك الله فيه، من مهنة أو كسب رزق حلال، لأن كل هذه عبادات أيضا، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم، يرجع إلى خديجة لأنها زوجته وأم أولاده فيتفقد أخبارها وأحوال أولاده، ثم بعد ذلك يؤنسهم ويتزود لليال أخرى حتى لا يقطع علاقته ببيته ولا يكون متبتلا، لأن التبتل نوع من الرهبانية التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم في شريعته بعد ذلك.
واستكمل: يعني إيه ترهب؟ يعني تنقطع بالكلية فلا يتزوج الشباب ولا يعمل أهل المهن في مهنهم، ويتفرغون لطاعة مولاهم فقط، بل علمنا صلى الله عليه وسلم، أن ننوي طاعة الله في كل نشاط نفعله، حتى في زواجك تنوي طاعة الله فيكون بزواجك أنت عابد، وتنوي طاعة الله بنفقتك على أولادك، فتكون نفقتك على أولئك عبادات، ورعايتك لأولادك ومؤانستك لزوجتك عبادة وهكذا تكون عابدا لله في كل أحوالك، وهذا معنى واسع لمعنى العبادة، غير المعنى الضيق الذي كان مشهورا في الأمم السابقة، ولذا فيه دليل على أن التبتل الكلي والانقطاع الدائم ليس من السنة.
عالم أزهري: هؤلاء عدم الزواج لهم أفضل
وأضاف: سيدنا النبي -عليه السلام- لم ينقطع في الغار وترك أهله بالكلية، وإنما كان -عليه السلام- يخرج إلى العبادة تلك الأيام التي يتحسن فيها، ثم يرجع إلى أهله لضروراتهم، ثم يخرج لتجنسه وقد نهى عليه الصلاة والسلام عن التبتل في غير هذا الحديث، فقال لا رهبانية في الإسلام، وهذا النهي إنما هو في من اتخذ ذلك سنة يستن بها، وأما من يتبتل لعدم القدرة على التأهل من قبل قلة ذات اليد أو عدم الموافقة فلا يدخل تحت هذا، يعني لو أنت ليس عندك رغبة للزواج، نفسك لا تحدثك بالزواج أو ليس عندك قدرة مالية أن تنشئ بيتا وتكون مسئولا عن أسرة مثلا، أو ليس عندك قدرة وجدانية إنك أنت تتحمل رعاية الأسرة كل هؤلاء الناس إذا تركوا الزواج لا إثم عليهم، لأنه ليس عنده أسباب نجاحه في الزواج، عشان تكون ناجح للزواج لا بد أن تكون ايه؟ يعني عندك طاقة نفسية تتحمل الزوجة برعايتها وتتحمل الأولاد وما يمر عليهم من أحوال مختلفة في أثناء تربيتهم وفي الحياة المختلفة، لأن كثيرا من الناس يقبل على الزواج وعنده من المال لكن ليس عنده الطاقة النفسية، فيفسد أسرته بسوء معاملته لزوجته وبتضييع رعايته لأولاده، فهذا ترك الزواج بالنسبة له أفضل.
وتابع: وبالتالي التبتل مقصود به ترك الزواج والتفرغ للعبادة، هذا منهي عنه، إلا لمن ليس عنده إمكانيات الزواج، اللي ما عندوش الإمكانيات يبقى خلاص له أن يتبتل، وأن ينقطع لذلك لما أقام الله فيه من مهنة فيتقنها أو عبادة فيتفرغ لها أو نصح للمسلمين، ويترك الزواج إذا كانت نفسه لا تطلب منه ذلك.