ملاحظات حول مقبرة الخالدين
جاء قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء مقبرة الخالدين، البلسم الشافي لأسر عظماء مصر الذين دخلت مقابرهم ضمن أعمال التطوير في القاهرة، وكذلك الشعب المصري الذي انتابته حالة من القلق تجاه أعمال هدم مقابر رموزه.
إن أهمية قرار إنشاء مقبرة الخالدين تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الرئيس السيسي يدرك قبل غيره قيمة رموز مصر العظيمة، لكنه في الوقت نفسه يدرك أن قطار التطوير لا يمكن أن يتوقف، فكان هذا الحل العظيم الذي يلقى ترحابًا كبيرًا من المصريين.
القيمة الأخرى للقرار تكمن في أن الرئيس السيسي يقدر قيمة مثقفي مصر ويتابع ما يؤرقهم وما يطرحونه من أفكار بناءة التي تصب في صالح وطنهم، ففكرة مقابر الخالدين طرحها مؤخرا الكاتب الكبير محمد سلماوي وآزره فيها عدد آخر من كبار مثقفي هذا البلد، وعلى رأسهم الدكتور مصطفى الفقي.
وعلى الرغم من عظمة فكرة مقبرة الخالدين فهي تطرح أمامنا عدة أسئلة أولها من هم الخالدون المقصودون: هل هم رجال الصناعة؟ هل هم أعلام الثقافة والفكر؟ هل هم السياسيون المحنكون؟ هل يكون من بين العظماء فنانون؟ وهل يكون من بينهم رجال دين وكيف نقصي الأيديولوجيات الفكرية أو العقائدية وغيرها عند تحديد الخالدين؟.. كلها أسئلة مطروحة حول هذا الأمر؟
كما أن مقبرة الخالدين تطرح أسئلة أخرى حول آلية اختيار هؤلاء الخالدين، هل يكون من خلال لجنة مُشكَّلة لذلك، أو هل يتم تدشين مؤسسة أو هيئة تختص باختيار الخالدين؟ وإذا كان اختيار الخالدين من الراحلين قد يكون أمرًا سهلًا نسبيًّا؟ إذ إن هناك ما يشبه إجماع شعبي فإن السؤال المطروح الآن: ما ضوابط تحديد الخالدين الذين على قيد الحياة لينضموا إلى مقبرة الخالدين بعد رحيلهم؟
