هل يجوز عدم توزيع لحم الأضحية؟.. اعرف حكم أكلها بالكامل وعدم التصدق منها
هل يجوز عدم توزيع لحم الأضحية؟ سؤال يراود أذهان العديد من المسلمين في هذه الآونة، فالأضحية سنة مؤكدة قولًا وفعلًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك العديد من الآيات القرآنية الدالة على فضل الأضحية، كما أن هناك الكثير من الأحكام المختصة بـ تقسيم الأضحية، وشروط الأضحية والمضحي، وسن الأضحية، وغيرها من أمور متعلقة ينبغي الاجتهاد في معرفتها لتكون الأضحية مقبولة وخالصة لوجه الله تعالى.
هل يجوز عدم توزيع لحم الأضحية؟
يتساءل بعض المسلمين، هل يجوز عدم توزيع لحم الأضحية؟ أو بمعنى آخر هل يجوز أكل الأضحية بالكامل دون التصدق منها؟ وهو ما أوضحت إجابته دار الإفتاء المصرية مؤكدة بأنه جائز ولكنه على خلاف ما هو أفضل وما هو مسنون عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالأصل في الأضحية هو التصدق بها، والأصل فيها تقسيمها إلى ثلاثة، ثلث للمضحي وأهل بيته، وثلث للأقارب، وثلث للفقراء والمساكين.
ولكل من يتساءل هل يجوز عدم توزيع لحم الأضحية؟ فالجواب هو لا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتصدق من الأضحية فقال: "فكلوا وادخروا وتصدقوا"، كما أن وجوب الصدقة من الأضحية هو مذهب الشافعية والحنابلة، ففي المذهب الشافعي، يفضل التصدق بالنصيب الأكبر من الأضحية على الفقراء والمحتاجين، على أن يأكل منها المضحي وأهل بيته القليل، وفي المذهب الحنبلي، تقسم الأضحية إلى ثلاثة، ثلث للفقراء، وثلث للمضحي، وثلث للإهداء، وإذا ما كان المضحي موسرا يفضل أن يتصدق بالثلثين.
هل يجوز عمل وليمة على الأضحية؟
يرى بعض المسلمين أن عمل وليمة على الأضحية لدعوة الأقارب والأهل عليها، قد تغني عن توزيع لحم الأضحية، وفي ذلك يرى جمهور أهل العلم، أن الأضحية هي قربة لله تعالى، وقد ذكرت في مواضع عديدة من الآيات القرآنية كقول الله تعالى " فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ"، وفي آية أخرى " فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ" سورة الحج.
ومن هذه الآيات القرآنية، يتضح أن الأصل في الأضحية هو الأكل والإطعام منها، ولذلك فلا حرج إذا أخرج المضحي الثلث، ووزعه على الفقراء، وأكل الثلثين مع أهل بيته وأقاربه، فالأمر فيه سعة وهو رأي جمهور أهل العلم والذي أجازوا أيضا تقديم لحم الأضحية في حفل الزفاف الخاص بالأقارب، حيث يشرع للمضحي استعماله أضحيته في الوليمة.
توزيع الأضحية دار الإفتاء
وبالعودة إلى بحث جواب، هل يجوز عدم توزيع لحم الأضحية؟ فقد أوضحت دار الإفتاء المصرية كيفية توزيع الأضحية وتقسيمها، في منشور سابق لها على صفحتها الرسمية بموقع فيس بوك قائلة:
"للمضحي المتطوع الأكل من أضحيته أو الانتفاع بها لحمًا وأحشاءً وجِلدًا كلها أو بعضها، أو التصدق بها كلها أو بعضها، أو إهداؤها كلها أو بعضها، إلا أنه لا يجوز إعطاء الجِلد أجرةً للجزار، وكذلك لا يجوز بيعه.. والأفضل في الأضحية أن تقسم إلى ثلاثة: ثلث له ولأهل بيته، وثلث للأقارب، وثلث للفقراء. والله سبحانه وتعالى أعلم".
وتابعت: "الأضحية سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ لما رواه أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ثَلاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرَائِضُ، وَهُنَّ لَكُمْ تَطَوُّعٌ: الْوَتْرُ، وَالنَّحْرُ، وَصَلاةُ الضُّحَى)، ولأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضَحَّى والخلفاءُ مِن بعده".
"أما ما يقسم من الأضحية فهو اللحم، لأنه المقصود الأعظم، وهو الذي يعود نفعه على الفقراء والمحتاجين، وأما أحشاؤها من كبد وغيره فإنه يستحب تقسيمه، وإن لم يقسمه فلا حرج في ذلك، والرأس لا تقسم بل تكون لصاحب الأضحية، ولا يبيعها ولا يعطيها للقصاب -الجزار- أجرة له من المتطوع بها".
هل تقسيم الأضحية ثلاث أثلاث له أصل في الشرع؟
يتساءل عدد كبير من المسلمين، هل تقسيم الأضحية ثلاث أثلاث له أصل في الشرع؟، وهو من الأسئلة المهمة في التوقيت الحالين فقد بدأ العد التنازلي لعيد الأضحى، وفيه يبدأ موعد ذبح الأضحية من بعد صلاة العيد مباشرة يوم 10 ذي الحجة، حتى غروب شمس آخر أيام التشريق يوم 13 ذي الحجة.
ولكل من يتساءل هل تقسيم الأضحية ثلاث أثلاث له أصل في الشرع؟ فقد بين الله تعالى جهات توزيع الأضحية لتندرج في الأكل منها والإطعام، والإطعام يشمل الأقارب والفقراء والمساكين، ففي قوله تعالى "وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ" سورة الحج: 36.
كما أوضح النبي صلى الله عليه وسلم، أن جهات توزيع الأضحية هي، الأكل والادخار والإطعام، وتقسيم الأضحية ثلاث أثلاث هو المستحب عند الحنفية والحنابلة، ودليلهم قول عبد الله بن عباس رضي الله عنه في صفة توزيع أضحية النبي صلى الله عليه وسلم: (ويُطْعِمُ أهْلَ بَيتِه الثُّلثَ، ويُطْعِمُ فُقراءَ جِيرانِه الثُّلثَ، ويتصدَّقُ على السُّؤَّالِ بالثُّلثِ).