الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الذكاء الاصطناعي وحديث الأديان بين ألمانيا واليابان

السبت 17/يونيو/2023 - 01:58 م

وجه نظام محادثة مبني على الذكاء الصناعي خطابا وعظيا إلى قاصدي كنيسة في ألمانيا يوم الجمعة الماضي، وطلب منهم رفع الأيادي والصلوات، أما في اليابان نصبوا روبوت في معبد بوذي لتعليم الناس مبادئ الديانة البوذية.  

تعد التجربة الألمانية خطابا وعظيا في الكنيسة الألمانية أعده نظام ChatGPT، وردده على مسامع الحضور 4 شخصيات افتراضية Avatars؛ رجلين وامرأتين، بثوا الخطاب الذي امتد إلى 40 دقيقة على الشاشات أمام أنظار أكثر من 300 شخص من رواد الكنيسة، وقد اشتمل على الخطاب والصلوات والابتهالات، الآلة تتلو الصلوات، وآذان الحضور تسمع صاغية.

أعدت الفقرة بشكل شبه كامل عبر نظام ChatGPT، وبإشراف عالم لاهوت يعمل في جامعة فيينا، وفق تصريح الرجل، نظام ChatGPT كان مسؤولا عن 98% من الخطاب، أي أن الآلة هي من صممت الخطاب من ألفه إلى يائه تقريبا -إن جاز التعبير-، وألقته على الحضور بشخصيات افتراضية محضة.

نفس الحدث يجري في ألمانيا كل سنتين، وكل دورة في مكان مختلف، هذه المرة أرادوه مختلفا بعض الشيء، وأدخلوا تقنيات الذكاء الصناعي في المجال الوعظي، في يوم الخطاب، مرتادو الكنيسة اصطفوا طوابير طويلة ليأمنوا لهم مقعدا غاية الاستماع للوعظ الذي ابتدعته الآلة.

أما عن التجربة اليابانية وعلى صعيد آخر وفي خبر ظهر قبل سنوات، معبد بوذي عمره أربعمائة عام في مقاطعة كيوتو اليابانية نصبوا فيه "روبوت" على غرار آلهة الرحمة (كانون) لدى البوذيين، هذا الروبوت كان مشروعًا مشتركًا بين المعبد وجامعة أوساكا اليابانية، وبتكلفة قاربت المليون دولارًا يهدف لتعليم الناس وتلقينهم تعاليم البوذية.

الروبوت الذي طوله مترين إلا سنتمترات معدودة، واقف باستقامة في المعبد يتلو نصوصًا مقدسة في الديانة البوذية. وخلال تلاوته لهذه النصوص، تظهر ترجمة إنحليزية وصينية لما يقوله على الجدار خلفه.

كما تم تضمين الروبوت تقنيات الذكاء الصناعي بحيث يتطور باستمرار للتفاعل مع الناس وإرشادهم، فكرة المعبد هو أن الراهب البشري البوذي عمره محدود، بينما أمد الروبوت أطول نظريًا، وباستخدام الذكاء الصناعي، يمكن لتراكم الخبرات والمعلومات مع طول العمر أن يفيد القاصدين أكثر، وبالتالي نشر تعاليم البوذية، وهذا الروبوت موجه بالدرجة الأولى لفئة الشباب الياباني التي باتت تتفاعل مع الروبوتات وتستجيب لها أكثر من تفاعلها مع البشر.

الروبوتات والآلات والذكاء الصناعي بدأت باقتحام عوالم الديانات والروحانيات، وهذا يخبر كثيرًا عما نحن متوجهين إليه، بعيدًا عن تأليه الآلات ورهبنة الروبوتات ومدى مشروعيتها، الفكرة تبقى مثيرة ومرعبة في آن واحد، قد يحسب لهم أنهم أرادوا تطوير أدوات مخاطبة الناس بمفهومهم، ولم يجدوا حرجًا في التعاون مع المؤسسات العلمية البحثية ليحاكي لغة الشباب.

الروبوتات والآلات لم تعد محصورة بين جدران المصانع والمؤسسات، بل باتت تعلم الناس أمور دينهم وحياتهم، وليس من المستبعد أن تجدد دينهم لاحقًا إن هي اقترنت مع الذكاء الصناعي. أبعاد الذكاء الصناعي إن لم تنظم وتحدد ستدهش وستصعق الألباب.

تابع مواقعنا