الأهلي ضد الطبيعة
عندما نتحدث عن النادي الأهلي يجب أن نتذكر عبارة "الفيلسوف الفرنسي" رينيه ديكارت" بأنه (لا تقبل شيء على أنه حق إلا إذا تبين لك بالبداهة أنه كذلك).
فيدعونا (ديكارت) إلى تحكيم العقل في تحليل الظواهر الاجتماعية. وإذا سلكنا مسلك علماء المنطق في تحليل قضاياهم المنطقية بأن نضع المقدمات ويترتب عليها النتائج. فإذا كانت المقدمات سليمة ومقطوعة بصحتها كانت النتائج سليمة ومقطوعة بصحتها. وإذا كانت المقدمات غير سليمة وغير مقطوعة بصحتها كانت النتائج غير سليمة وغير مقطوعة بصحتها.
وبإنزال هذه المفاهيم على كيان "النادي الأهلي" نجد أننا أمام ظاهرة لا بد أن تدرس ويتم رصدها.
والحقيقة أننا في هذا المقال ليس في معرض الدفاع عن النادي الأهلي وإثبات عراقته وقيمته، ولكننا نحاول في هذه السطور القليلة أن نرصد العديد من النقاط التي أظهرها هذا النادي العريق والتي تنبئ عن وجود علم جديد قد يظهر حديثا يسمى "علم النادي الأهلي"، يحمل مناهج تدريسية وسيكون كباقي العلوم الاجتماعية الاخرى التي تناقش الظواهر الاجتماعية وعلاقتها بالفرد والمجتمع.
ونتساءل هل رجال النادي الأهلي ومنذ إنشائه في عام 1907 كانوا يهدفون إلى وصوله إلى هذه الدرجة من القيمة والشعبية والانتماء؟ أعتقد انهم أسسوا النادي وتعاملوا معه معاملة الفرسان النبلاء، وصارت تلك المعاملة تتوارث جيل بعد جيل إلى أن تراكمت وبات النادي الأهلي هو الرمز والشعار وبأنه فوق جميع اعضائه وجماهيره "فالأهلي فوق الجميع" ومرت الأيام والسنون والشعار لا يتغير بتغير إدارته، والكل يتوارى في اسم كيان النادي الأهلي.
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف حافظ النادي الأهلي على أن يكون الرقم الأول والأوحد في معادلة الرياضة المصرية منذ عام 1907 وحتى الآن؟
المثير للانتباه أو بمعنى آخر سبب طرح هذا السؤال هو عدم وجود كيان مستمر محافظا على تفوقه منذ نشأته حتى الآن.
فلا يوجد كيان اقتصادي أو اجتماعي أو حتى سياسي استطاع أن يكون الأول منذ تاريخ تأسيسه وحتى الآن فالنادي الأهلي على مدار 116 سنة يحتل المرتبة الأولى منذ بدايته، وحتى هذه اللحظة فهذا الأمر خارق للعادة وللطبيعة أيضا.
لذلك ندعو العلماء والباحثين لدراسة النادي الأهلي والدعوة لتأسيس علم جديد يسمى "علم النادي الأهلي" يدرس فيه مبادءه وأخلاقياته وتفوقه الدائم المستمر حتى تستفيد كافة المؤسسات والكيانات الأخرى.
الحقيقة الظاهرة تجاوزت عبارات المدح والشكر وهي بالفعل تستحق الدراسة. وأجد أن كل ما قيل في حق النادي الأهلي قطره في بحر المهم والمفيد للأجيال القادمة دراسة هذا النادي والوصول إلى توصيات ونتائج تتبعها كافة المؤسسات.
فالعلم نشاط عقلي يقوم به علماء متخصصون ويتخذ طابعًا لا شخصيًا بمعنى أن النتيجة التي يتوصل إليها العالم تصبح على الفور ملكًا للبشرية جمعاء لذلك ادعى علماء الاجتماع لبحث ودراسة النادي الأهلي ووضع معالم العلم الجديد وتحديد مناهجه ويسمى "علم النادي الأهلي" مثل علم الفلسفة / علم الكيمياء / علم الأنثروبولوجيا حتى يستفيد منه المجتمع والأجيال القادمة.
تحية وتقدير لرجال النادي الأهلي، تحية وتقدير لجماهير النادي الأهلي العريقة وكل من ينتمي للنادي الأهلي بصلة. تحية وتقدير لأخلاقيات النادي الأهلي.
