أمومة في رحاب الامتحان│ أمهات يؤازرن أبناءهن أمام لجان الثانوية العامة: نحتاج الدعم النفسي والمستقبل بيد الله
الخوف والترقب سيدا الموقف حاليًا، سويعات تمر وكأنها وقت طويل يضاهي سنوات، لحظات حاسمة تحدد المصير والمستقبل باقي الحياة.. تلك هي مشاعر الأمهات أمام لجان الثانوية العامة اللاتي حرصن على الحضور مع أبنائهن في امتحان اللغة العربية، والذي يعد أولى محطات رحلة الثانوية العامة، فظهرن في أيديهن القرآن والمسابح، ليحطن أولادهن بذكر الله وعنايته، في محاولة منهن لبث الطمأنينة ودرء أي خوف من قلوبهم.
وتواصل القاهرة 24 مع عدد من الأمهات أمام لجنة اللغة العربية للثانوية العامة، حيث روين كيف يتبادلن مع أبنائهن الدعم النفسي، فكل منهم يكون في أشد الاحتياج إلى أن يطمئنه الآخر، كما سردن كيف تمر عليهن لحظات الانتظار أما اللجان، والتي وصفنها بأنها من أصعب الأوقات التي تمر عليهن، وتوقف الزمن عندها، نظرًا لأنها دقائق تحدد المصير.
على الرغم من أن السيدة إستير، لم يكن اليوم هو المرة الأولى لها أمام لجنة الثانوية العامة، إلا أنها صنفتها على أنها الأصعب على الإطلاق، وذلك لأن لديها توأم في مرحلة الثانوية العامة، والتي انتباها الخوف عليهما بعد ما عاشته مع شقيقهما الأكبر، لذلك قررت عدم إلحاق ابنيها الأصغر بالثانوية العامة.
لكن أبناء إستير أصروا على دخول الثانوية العامة، وأن يكونوا بـ تخصص شعبة الأدبي، نظرًا لعشقهم لمادة التاريخ، وبالرغم من خوفهم الدائم طوال الأيام الماضية، إلا أنها تقف حاليًا أمام لجنة اللغة العربية مع والدهم، لتقديم كامل الدعم النفسي لهم، راضين بنتيجتهم أيًا كانت، لكنها قررت ألا تخوض مرة أخرى تجربة الثانوية العامة، مع أبنائها الصغار.
قد يكون من الطبيعي أن تكون ماكثًا في بيتك قبل الامتحان من أجل المذاكرة والمراجعة، لكن كسرت الأم رضوى القاعدة مع ابنتها، وقررت أن تقضي ليلة الامتحان خارج البيت، لتمضي مع ابنتها وقتًا لطيفًا، تنسيان به التوتر والخوف، والتعامل بشكل طبيعي وأكثر هدوءًا.
تعلم السيدة رضوى أن فترة امتحان الثانوية العامة، هي الأكثر تأثيرًا وتكون فيها ابنتها باحتياج للدعم النفسي، ورغم ذلك، تقول إنها أكثر من يحتاج الدعم والراحة، واصفة شعورها: بستناها قدام اللجنة لأن ده راحة نفسية ليا أنا، مجرد إني أشوفها وهي خارجة مرتاحة وهي كمان بترتاح إني اكون معاها.
تضيف الأم أن الخوف ليست من نتيجة الامتحان، وإنما من أن يأتي صعبًا، فيسبب لابنتها اكتئابا وتصبح ضحية عقدة نفسية يصعب عليها أن تخرج منها.
أما الأم ريم، فانتظرت أمام لجنة اللغة العربية اليوم، تعتريها مشاعر الخوف والقلق، مثل ابنتها رضوى تمامًا، ولكن شعور أنها بجانبها وتنتظرها أما اللجنة يرفع من روحها المعنوية، رغم أنها في الحقيقة أكثر من يحتاج الطمأنينة، ولكن ختمت حديثها: مهما خوفنا إحنا بنعمل اللي علينا والمستقبل على ربنا.