الأعمال المستحبة في يوم التروية.. الواجب والمستحب والمنهي عنه
الأعمال المستحبة في يوم التروية هو ما نقدمه لكم قبل حلول اليوم الثامن من ذي الحجة، وهو اليوم الذي تبدأ فيه مناسك الحج، ويجتمع الحجاج لتأدية فريضة من فرائض الإسلام رافعين أصواتهم بنداء التلبية، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، وفي هذا التقرير عبر القاهرة 24، نوضح لكم ماذا يفعل المسلم في يوم التروية، سواء كان حاجا أو غير حاج.
الأعمال المستحبة في يوم التروية
تتزايد عمليات البحث عن الأعمال المستحبة في يوم التروية، فقد هلت العشر الأوائل من ذي الحجة للعام الهجري 1444، واقتربت نسائم يوم التروية لتعلن وصولها في اليوم الثامن من ذي الحجة، مع العلم أن يوم التروية أطلق عليه هذا المسمى قديما لأن الحجاج كانوا يرتون من الماء ويجهزونه معهم في هذا اليوم لأن عرفات ومنى لم تكن بها ماء فكانوا يرتوون من الماء إليها.
الواجب في يوم التروية
وأما الأعمال المستحبة في يوم التروية للحاج، فمنها ما هو واجب، ومنها ما هو مستحب، والواجب هو الإحرام والاستعداد لأداء مناسك الحج خطوة بخطوة، فيحرم الحاج إن لم يكن محرمًا، ويحرم أيضا من أراد الحج من أهل مكة في اليوم الثامن من ذي الحجة، ويردد جميع الحجاج دعاء الحج بقول لبيك اللهم حجا فإن حبسني حابس فمحلي حيثما حبستني، ثم يرددون التلبية لبيك اللهم لبيك ويتوجهون إلى منى.
المستحب في يوم التروية
وأما المستحب من أعمال يوم التروية للحاج، هو الإحرام في وقت الضحي، بعد الاغتسال والتطيب، ثم الانطلاق إلى منى والصلاة فيها الصلوات الخمس الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وله أن يقصر الصلاة الرباعية، لكن بدون جمع، كما يسن للحاج المبيت في منى.
المنهي عنه في يوم التروية
واستكمالا لتوضيح الأعمال المستحبة في يوم التروية، فقد نهى جمهور أهل العلم، طواف الحاج بالبيت الحرام بعد إحرامه في يوم التروية، وأما انطلاقه في يوم التروية إلى عرفة دون المبيت في منى ودون انتظار اليوم التاسع من ذي الحجة، فلا حرج فيه لأن الحاج ترك مستحبا وليس واجبًا ولا شيء عليه وحجه صحيح.
أعمال يوم التروية لغير الحاج
قد يعتقد غير الحاج أن فضل يوم التروية مقتصرا على الحجاج فقط، ولكن اليوم الثامن من ذي الحجة هو أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها في كتابه الكريم، كما أنه أحد الأيام التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء.
ذكر الله
يستحب للمسلم غير الحاج اغتنام يوم التروية بالأعمال الصالحة، لا سيما ذكر الله، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ: أَيَّامُ العَشْرِ، وَالأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ، وكان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السُّوقِ في أَيام العشْر يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ الناس بِتَكْبِيرِهِمَا، وكَبَّر محمد بن علي خَلْفَ النَّافِلَةِ.
التكبير والتحميد والتهليل
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلاَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ، وأما صيغ التكبير فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم صيغة معينة فيها، وإنما ثبت عن صحابته رضوان الله عليهم عدة صيغ منها: الأولى: قول: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيرًا، وهذه الصيغة ثابتة عن سلمان الفارسي رضي الله عنه.
وصيغة التكبير الثانية: قول: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ، وهذه الصيغة ثابتة عن ابن مسعود رضي الله عنه، أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه.
وصيغة التكبير الثالثة: قول: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ وأجَلُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ، وهذه الصيغة ثابتة عن ابن عباس رضي الله عنهما، أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه.
الصيام
يستحب صيام يوم التروية للحاج وغير الحاج، كما يسن صيام يوم عرفة لغير الحاج فقط للحصول على البشارة النبوية بتكفير ذنوب سنتين سنة ماضية وسنة باقية، ولكن لا يستحب للحاج صيام يوم عرفة حتى يقوى على مشقة الحج والوقوف بعرفة، وأما الثمانية أيام الأولى من ذي الحجة فلا حرج في صيامها للحاج باتفاق جميع الفقهاء، وبالتالي يدخل الصيام ضمن جملة الأعمال المستحبة في يوم التروية سواء للحاج أو غير الحاج.
الدعاء
يستحب الإكثار من دعاء يوم التروية، فهو يوم مبارك يرجى فيه العبد قبول دعواته خاصة إذا ما توافقت مع صيامه للأيام العشر من ذي الحجة، حيث بشر رسولنا الكريم الصائم بالدعاء المستجاب فقال صلى الله عليه وسلم: ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ.. -ومنهم- الصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، ولذلك يستحب الإكثار من خير ما يقال في يوم التروية من أدعية جامعة لخيري الدنيا والآخرة.
- ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنا واغفر لنا وارحمنا.
- أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو الحي الذي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
- اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم يسرني لليسرى وجنبني العسرى، وارزقني طاعتك ما أبقيتني.
- أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
- اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرًا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي.
- اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يجئ به الريح وأسألك من خير ما تجئ به الريح وأعوذ بك من شر كل طارق يطرق إلا طارق يطرق بخير يا الله يا كريم.
- اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرًا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي.
- اللهم إني أسألك بفضلك وعظمتك وجلالك وهيبتك وجبروتك وقوتك وبأسمائك الحسنى، وصفاتك العلى أن تفرج عنا ما نحن فيه وأن ترفع عنا والوباء والبلاي وأن تقدر لنا الخير فيما نريده وننويه.
- اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا كبيرًا فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني رحمة أسعد بها في الدارين وتب على توبة نصوحًا لا أنكثها أبدًا وألزمني سبيل الاستقامة لا أزيغ عنه أبدًا.
- اللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة، واكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك، ونور قلبي وقبري، واغفر لي من الشر كله، واجمع لي الخير.
- اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قولٍ أو عمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قولٍ أو عمل، ونسألك الأمن والسلام من النار يا رب العالمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم إنا نسألك من خير ما سألك به عبدك ونبيك ورسولك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك من شر ما استعاذ به عبدك ونبيك ورسولك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
فضل يوم التروية
بعد أن رصدنا لكم الأعمال المستحبة في يوم التروية، فلابد من التنويه بفضل ذلك اليوم، والذي يكفيه شرفا إنه يسبق خير أيام الدنيا يوم عرفة، كما يكفيه شرفا إنه أحد الأيام الأوائل من شهر ذي الحجة والتي أقسم الله بها عز وجل في قوله تعالى (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، كما أن العمل الصالح في يوم التروية، أفضل من غيره لأنه اليوم الذي يسبق الركن الأساسي في الحج وهو الوقوف بعرفة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج عرفة.