التكبير المطلق والمقيد.. ننشر أوقاته وصيغه وارتباطه برقم 23
يكثر التكبير المطلق والمقيد أيام العشر من ذي الحجة، لما له من أثر طيب في التقرب إلى الله وكسب الحسنات، ويختلط على العامة الفرق بين النوعين من التكبير وصيغتهما، وهل يجوز الجمع بينهما أو ترديدهما في غير أيام عيد الأضحى، لذا نقدم لكم عبر القاهرة 24 المعلومات المتعلقة بـ تكبيرات عيد الأضحى بالتفصيل.
التكبير المطلق والمقيد
يختلف التكبير المطلق والمقيد حسب الصيغة والوقت، فالتكبير المطلق هو التكبير المسموح به في كافة الأوقات طوال العام، هو الذي لا يتقيد بشيء، فيُسن دائمًا، في الصباح والمساء، قبل الصلاة وبعد الصلاة، وفي كل وقت، وخلال العشر من ذي الحجة.
أما التكبير المقيد فهو الذي يقال عقب الانتهاء من الصلوات المفروضة، خاصة الجماعة، وهو له صيغة وعدد محدد، وقد جعل الله تعالى عيد الأضحى يوم سرور وفرحة للمسلمين، إذ يذبح خلاله المسلمون الأضاحي ويوزعونها على الفقراء لتعم الفرحة جميع المسلمين باختلاف أحوالهم، كما اختار المولى أن يكافئ المحسنين بيوم عرفة الذي يعد صيامه سبيلًا لمغفرة ذنوب عامين من العمر، سنة ماضية وأخرى قادمة.
ما هو التكبير المطلق والمقيد ومتى يبدأ؟
ويظل ما هو التكبير المطلق والمقيد ومتى يبدأ؟، السؤال الأبرز في هذا التقرير، فبعدما شرحنا معنى التكبيرين، نتحدث عن توقيت كل نوع منهما على حدا، فالتكبير المطلق يبدأ من غروب شمس آخر يوم من ذي القعدة، ويمتد حتى آخر يوم من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة؛ أي حتى رابع أيام عيد الأضحى، في أي وقت.
أما التكبير المقيد فإنه يتقيد بيوم عرفة، حيث يبدأ عقب صلاة فجر يوم عرفة ويستمر إلى غروب شمس آخر أيام التشريق، وهذا بالإضافة إلى التكبير المطلق، ولكن يشترط أن يقال التكبير المقيد عقب الصلوات فقط لغير الحاج، أما الحاج فيبدأ التكبير المقيد في حقه من ظهر يوم النحر.
ومن أهم ما يميز التكبير المقيد، أنه يجب أن يستمر خلال 23 صلاة، تبدأ بصلاة فجر يوم عرفة، وتنتهي بصلاة عصر آخر أيام التشريق وهو رابع أيام العيد، وبجمع صلوات هذه الأيام الخمسة، سيكون المجموع 23 صلاة يقال بعدها التكبير المقيد.
ما هي صيغة التكبير المقيد؟
وللإجابة عن سؤال هي صيغة التكبير المقيد؟، يجب التفرقة بين الحاج وغير الحاج، فالحجاج يبدؤون التكبير المقيد عقب الصلوات بدايًة من فجر عرفة وحتى ظهر يوم النحر وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك الذي من أفضل الأيام عند الله تعالى.
فعن عبد الله بن قرط -رضي الله عنه-: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ -تبارَكَ وتعالَى- يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ)، ويعود فضل يوم النحر إلى أنه اليوم الذي يؤدي فيه الحجاج الشعائر المتممة للحج، وهي: رمي جمرة العقبة، والنحر، والحلق والتقصير، والطواف حول البيت، والسعي بين الصفا والمروة.
ولغير الحاج، يسن التكبير المقيد عقب التسليم من الفريضة، ودون أن يتحدث أو يقوم من مكانه، يستغفر ثلاثًا ويقول: "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام " حينئذٍ يبدأ بالتكبير المقيد.
وأكدت دار الإفتاء المصرية، أنه لم يرد في صيغة التكبير شيء محدد بخصوصه في السنة المطهرة، ولكن درج بعض الصحابة منهم سلمان الفارسي على التكبير بصيغة:
"الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، لا إله إلا الله وحدهُ، صدق وعدهُ ونصر عبدهُ وأعز جندهُ وهزم الأحزاب وحدهُ، لا إله إلا الله ولا نعبدُ إلا إياهُ، مُخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِ على سيدنا محمدٍ، وعلى آل سيدنا محمدٍ، وعلى أصحاب سيدنا محمدٍ، وعلى أنصار سيدنا محمدٍ، وعلى أزواج سيدنا محمدٍ، وعلى ذرية سيدنا محمدٍ، وسلم تسليمًا كثيرًا".
إلا أن دار الإفتاء عادت لتؤكد أن "الأمر فيه على السعة؛ لأن النص الوارد في ذلك مطلق، وهو قـوله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ}، ما يعني أنه يجوز التكبير بأي صيغة أحبها المسلم.
وهناك 3 صيغ أخرى تعتمد على التكبير فقط دون الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآله مثل:
"الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله، الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد".
"الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله، الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد".
"الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله، الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد."
كيف يكون التكبير المطلق؟
ولكن، كيف يكون التكبير المطلق؟، هنا نوضح أن التكبير المطلق يجوز للمسلم أن يجهر به في الطرقات وفي الأسواق، وفي منى، ويلقى بعضهم بعضًا فيكبر الله، وعلى سبيل التهنئة بالعيد الكبير أيضًا، كما تدخل صيغته السرور في النفس لأنه يرتبط في الغالب بالأعياد.
ويسن في صلاة عيد الأضحى، أن يكبر المسلم جهرًا في كل موضع، في مصلى العيد، وفي الطريق إليه، وخلال الجلوس فيه انتظارًا لوقت الصلاة، وألا يجلس صامتًا سواء في عيد الفطر، أو عيد الأضحى، لأن التكبير الجماعي يسر القلب ويعد من تعظيم شعائر الله.
وللتكبير في العموم فضل كبير، إذ أن المسلم عندما يقول "الله أكبر" مرة واحدة تكتب له 20 حسنة وتحط عنه 20 سيئة، مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم برواية أحمد: "إن الله تعالى اصطفى من الكلام أربعًا:
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فمن قال: سبحان الله؛ كتبت له عشرون حسنة، وحطت عنه عشرون سيئة، ومن قال: الله أكبر، مثل ذلك. ومن قال: لا إله إلا الله، مثل ذلك، من قال: الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه، كتبت له ثلاثون حسنة، وحط عنه ثلاثون خطيئة، فمن قال "الله أكبر" مرة واحدة كتبت لَهُ عشرُون حَسَنَة، وحطت عَنهُ عشرُون سَيِّئَة".
وجاء في تفسير القرطبي عند قول الله تعالى: "وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا" وَيُقَالُ: أَبْلَغُ لَفْظَةٍ لِلْعَرَبِ فِي مَعْنَى التَّعْظِيمِ وَالْإِجْلَالِ: اللَّهُ أَكْبَرُ، أي صفه بأنه أكبر من كل شيء. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: قَوْلُ الْعَبْدِ: اللَّهُ أَكْبَرُ، خير من الدنيا وما فيها.
هل يجتمع التكبير المطلق والمقيد؟
ولكن، هل يجتمع التكبير المطلق والمقيد؟، نعم هناك أوقات يجتمع فيها التكبيرين، ففي أصح أقوال العلماء هناك خمسة أيام يجتمعان فيها، وهي: يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة.
هل يجوز التكبير في غير العيدين؟
وأخيرًا، هل يجوز التكبير في غير العيدين؟، وهذا سؤال هام إذ يربط البعض أذكار معينة بالأعياد، وهو خطأ كبير، لأن التكبير من أنواع الذكر المستحبة والمطلوبة والمشروعة في كل زمان ومكان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الكلام بعد القرآن: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر".
ولكن الفيصل هنا كيفية التكبير، ففي المواضع السابقة يسن الجهر بالتكبير احتفالًا بالعيد والأيام المباركات، ولكن في الأيام المعتادة رفع الصوت ليس من السنة وغير مستحب إن وصل إلى مستوى عالٍ، وفي أية حال فإن التكبير بأي صيغة مقبول ولكن الالتزام بما سنه الله تعالى من الأمور المحمودة، وليس هناك أبلغ من قول "الله أكبر" لإحياء سنة التكبير في جميع الأوقات، وهو رأي دار الإفتاء المصرية.