من سيناء وأسوان.. عارضات معرض الجمعيات الأهلية بمكتبة الإسكندرية ينشرون تراثهم ويقاومون ارتفاع الأسعار
افتتحت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، معرضًا لمنتجات الجمعيات الأهلية من مختلف محافظات الجمهورية، جاءت عارضاته من محافظات مختلفة لعرض تراثهم حاملين رسائل مجتمعهم ولكسب قوت عيشهم أيضًا، وفي جعبتهم أعمالهم اليدوية، رفقة المواد الخام للعمل، لربما يطلب أحد الزوار عملًا خاصًا، أو لتمضية ساعات المعرض دون تضييع وقت.
جاء ذلك على هامش فعاليات مؤتمر المجتمع المدني نحو شراكة فعالة في الجمهورية الجديدة، المقام بمكتبة الإسكندرية،
أيادي سيناء تتلف في الحرير
بملابس بدوية يتميز بها أهالي شمال سيناء، تتوسط المهندسة صبحة ابراهيم، منتجاتها المختلفة من حقائب ومفروشات وغيرها من المنتجات اليدوية المطعمة بالتراث السيناوي، أتت من بئر العبد في شمال سيناء، إلى عروس البحر المتوسط حاملة رسالة مجتمعها لعرضها على زوار مكتبة الإسكندرية.
«نحن أصحاب أيادي تتلف في حرير، فبالرغم من معاناتنا مع الإرهاب مازلنا مبدعين وننتج ونحقق دخل للأسر».. بتلك الكلمات بدأت المهندسة السيناوية، حديثها مع القاهرة 24، لتتحدث عن مشروعها الذي بدأته منذ أكثر من 26 عامًا، مردفة: الهندسة وظيفتي لكن العمل اليدوي أكل عيشي ورسالة المجتمع، ففي فرق أن يكون لدي دخل مادي أغني به نفسي وأن أكون حاملة رسالة لمجتمعي.. هذه هي معادلتي احنا كمجتمع قبلي في بئر العبد بشمال سيناء.. كان لازم يبقى فيه تدخل منا لتوفر فرص عمل للسيدات اللاتي حرمهم المجتمع من التحرك للحصول على فرصة عمل ودخل مالي.. فلدينا موروث ثقافي غني جدا يمكننا استغلاله، مثلًا الزي البدوي الشهير، فكرنا كيف ندخله على كل المستلزمات اليومية.. ومن هنا فكرنا في توفير فرص عمل للسيدات في عمق الصحراء".
وعن مشاركتها بالمعرض، تقول إنها كواحدة من أهالي بئر العبد تحرص دائما عن المشاركة بأي معرض لتوصيل رسالتنا للعالم، فهناك صورة نمطية عن سيناء أنها منطقة حرب لا تعرف الفن ولا الإبداع، ولكننا أصحاب أيادي تتلف في حرير، فبالرغم من معاناتنا مع الإرهاب مازلنا مبدعين وننتج ونحقق دخل للأسر بمنتجات نوبية تواكب العصر لأنامل ثلاثين سيدة وفتاة، وألوان تسر أعين الزائرين يتزين معرض الجمعيات الأهلية بمعروضات النوبة، حيث تتشكل منتجات بخيوط مبهجة لتصبح قطعة فنية مختلفة، من اكسسوارات، وروائح وبخور ومرايات وأطباق.
عائشة حسين مختار، من النادي النوبي العام في الإسكندرية ورئيس اللجنة النسائية في النادي، تقول إن النادي يشارك بمعرض الجمعيات الأهلية بالمنتجات اليدوية ذات طابع نوبي للتسويق للتراثهم والحفاظ عليه من الاندثار بمنتجات عصرية تواكب أذواق مشتري اليوم، حيث ترعى السيدات في منتجاتها الحدثية في اختيار الألوان والتصميم، موضحة: "بنشتغل خرز والكوروشيه والاكسسوارات النوبية المتميزة، والشنط دات التصميم الحديث.. نحرص على عرض منتجات ذات التراث النوبي ومنتجات أخرى أيضًا بتصميم جديد ويدخل فيها ملامح التراث".
ترى العارضة النوبية أن المعرض فرصة كبيرة للتسويق لمنتجاتهم وسط زبون جديد كزائري مكتبة الإسكندرية، حيث يحرص النادي على المشاركة في معارض ديارنا للمنتجات اليدوية والتراثية لوزارة التضامن الاجتماعي، الذي ينظم بمختلف محافظات مصر، قائلة: نشارك في كافة معارض ديارنا أيًا كان المحافظة المقام فيها، فنحن ننتظر معارض الوزارة من معرض للاخر للمشاركة، ومعرض اليوم نعرض به منتجاتنا بأسعار منخفضة عن أسعار البيع خارج المعرض، حيث تبدأ الأسعار من 10 جنيهات وحتى 400 جنيهًا.
منتجات صديقة للبيئة
منذ خمس سنوات تقريبا، حيث بداية مشروع سلمى صالح عيد، إحدى عارضات معرض الجمعيات الأهلية، القائم على جذوع الشجر، تمنت عرض معروضاتها في مكتبة الإسكندرية لما لها من مكانة خاصة وسط نفوس الإسكندرانية ولكن كانت اسعار العرض داخلها تقف عائل أمامها حتى تواصلت معها وزارة التضامن الاجتماعي للاشتراك بمعرض الجمعيات الأهلية على هامش المؤتمر، فهي عارضه بشكل مستمر في معارض ديارنا للتراث اليدوي وأيضًا معرض تراثنا، ولكن ذلك المعرض له مذاق خاص لديها"، مردفة: من بداية عملي وانا كنت أتمنى عرض منتجاتي بمكتبة الإسكندرية، ولكن الأسعار كانت عالية جدا، وعندما تواصلت معي التضامن كنت مبسوطة فأخيرًا سأكون عارضه بالمكتبة..
"بصنع من جزوع الشجر كل ما تتخيليه.. أي موديل بتخيله على جزع الشجر، جدوع الشجر تعتبر من مخلفات البيئة، بستغل مخلفات الطبيعة وبوظفها أعمل منها ترابيزة أباجورة، أباجورات ملح، أباليك، براويز، ساعات وأيضًا مرايات" تقول سلمى، مضيفة أن صناعة منتجاتها ليست بالهين فهي صناعة تحتاج للقوة أولًا وكثيرا ما تنجرح جراء التعرض الدائم لأخشاب الأشجار وتقطيعها وتشكيلها، حيث تعمل وحيدة بمشروعها، تقوم بالتقطيع ومن ثم تشكيل الخشب مرورا بالتصميم واختيار الألوان؛ لتمزج بين فن الديكوباج والألوان على مخلفات الطبيعة.