إيجابيات وسلبيات الإنتاج المشترك في مائدة مستديرة بمهرجان جربة للسينما العربية
أقام مهرجان جربة للسينما العربية على هامش فعاليات دورته الثانية، مائدة مستديرة حول الإنتاج المشترك ومعوقات الإنتاج بين مصر وتونس، وتحدث فيها كل من الناقد والمنتج التونسي كمال بن وناس، والممثل والمنتج المصري أحمد مجدي، والمنتج المصري أيمن شاهين، والناقدة الفنية فايزة هنداوي، والفنانة التونسية نعيمة الجاني، والممثلة القديرة منى نور الدين، والمخرج مجدي أحمد علي والمدير العام للمهرجان الدكتورة عبلة الأسود.
وقال الكاتب والناقد الفني كمال بن وناس، خلال الندوة: إن الإنتاج المشترك عملية استراتيجية للتوزيع، فنحن كنا نستقبل الأفلام المصرية في الماضي من الموزعين المصريين، ولكن حاليًا نستقبل الأفلام من موزعين فرنسيين، متمنيا الاهتمام بذوق التوزيع في المنطقة العربية، ولا بد أن يكون هناك خريطة واضحة للتوزيع في العالم العربي.
وأضاف بن وناس قائلًا: تاريخيًا تونس قدمت الكثير من التجارب على مستوى الإنتاج المشترك مع الجزائر ومع المغرب، ومصر، وكانت في وقت من الأوقات سوقا للعديد من المخرجين؛ لأن المونتاج والتحميض كان يتم داخل تونس، ولكن كل هذا تم تدميره بسبب اندثار السوق واندثار توزيع الأفلام.
وأوضح أنه في تونس أصبح المنتج ينتج على طريقة الإنتاج المشترك المشروط، بمعنى أنه كل ما نعطيك منحة لا بد أن أعطيك موافقة على إنتاج هذا الفيلم حتى لو كان فيلما قصيرا، وهناك شروط بلا شك في صناعة الأفلام بشكل عام ولكن تظل الأزمة هي ثقافة المتلقي وهوية المتلقي هي التي في خطر لأن الجهل أصبح سائدا.
ومن جانبه، قال المنتج والفنان المصري أحمد مجدي: إن الإنتاج المشترك أهم شيء فيه هو التوزيع وليس هناك ما يسمى إنتاجا مشتركا، ولكن هناك شيء اسمه تعاون الموزعين، ولا يوجد هناك شيء اسمه موزع يشتري، الإنتاج المشترك هو أن كل شخص يوزّع في بلده وهذا غير موجود، ونحن نحتاج إلى التعاون، ومصطلح الإنتاج المشترك تحول إلى توزيع مشترك وهذا هو الأهم؛ لأن الإنتاج نفسه أصبح ليس له قيمة، وأن الأزمة الحقيقية في التوزيع المشترك وليس في الإنتاج المشترك.
وقال المنتج أيمن شاهين: لم أفكر في الإنتاج المشترك مطلقا، لأنه دائم المشكلات وأصبحت هناك محاذير عديدة للإنتاج في العالم العربي، وموضوع الإنتاج المشترك لا أفكر فيه لأنه دائما تحدث به مشكلات بين الطرفين، والإنتاج نفسه له معوقات كبيرة وشديدة حاليا، وليس من السهل الموافقة على أي مشروع، وأيضا مشكلة التمويل من الخارج ليست سهلة على الإطلاق، وأنا من الممكن أن أقبل الإنتاج المشترك ولكن باتفاق مرضي بين الطرفين.
وقال المخرج مجدي أحمد علي: إن الإنتاج المشترك مرتبط بالواقع السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي في البلاد العربية، وعلى سبيل المثال مصر فيها نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، فهل من المنطق أن يتم تجاهل مثل هؤلاء القامات الأدبية في بلد كان بها سوق إنتاج عظيم، وكان مردود هذا الإنتاج يأتي من الجمهور، ويرى أن الفيلم الذي ينجح في جذب الجماهير كان هو الذي يحقق ربحا، ولكن الآن أصبح فيه احتكار لشركات الإنتاج واحتكار للتوزيع، وبالتالي تم القضاء على المنتج الصغير لذلك يتجه الناس إلى المنصات الإلكترونية الآن.
وقالت الفنانة التونسية نعيمة الجاني: إن الإنتاج المشترك سيكون ناجحا دون إملاء شروط بمعنى أنها تتمنى دعم وإنتاج الأعمال الإبداعية بدون تقييد في الإبداع، والإبداع هو أن تخرج الأفلام عن المألوف لتصبح في دائرة الإبداع مثل الفيلم المصري أنا لا أكذب لكني أتجمل، وفيلم مشوار عمر من أبسط الأفلام وأجملها.
وأضافت الفنان المصري شريف حلمي، أن الإنتاج المشترك يبدأ من الفكرة التي تطرح لتكون جاهزة للإنتاج المشترك، وأن العرب لديهم إنتاج وفكر عظيم، وأنه لا بد أن يحدث تواصل وكتابة أفكار لصناعة أعمال تهم المنطقة العربية، وأنه لو هناك سيناريوهات تسمح للعمل المشترك بين البلدان المنتجة سيكون هذا هو المناخ الصحي الذي يسمح بعمل إنتاج مشترك مميز ومهم.