طهرة للمال وإطعام الفقراء.. وزير الأوقاف يكشف المقاصد السامية للهدي والأضحية
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الهدي في الحج قد يكون واجبًا، وقد يكون مندوبًا، فهو واجب على القارن والمتمتع، وعلى من وجب عليه دم بفعل ما يستوجب فعله دمًا، أو ترك ما يستوجب تركه دمًا، وهو مندوب على المفرد الذي قصد الحج فقط دون العمرة.
وتابع جمعة، في بيان له: إذا كان الله (عز وجل) قد شرع الهدي للحجيج، فإنه قد وسع في أمر الأضحية لهم ولغيرهم، والصك يجزئ في الهدي واجبا كان أم تطوعا، كما يجزئ في الأضحية وغيرها وله فوائد جمة في ضوء ظروف عصرنا الراهن.
وأضاف: للأضحية مقاصد سامية، فهي من جهة طهرة للمال وصاحبه، ومن جهة أخرى إطعام للفقراء، وتوسعة على الأهل والأصدقاء والجيران والأحباب.
وواصل: وهي سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جمهور الفقهاء خلافًا للحنفية القائلين بوجوبها على القادر المستطيع، فقد ضحّى صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَـيْنِ أَقْـرَنَيْنِ أّمْلَحَيْنِ، ولما سئل عن الأضاحي قال: سنَّةُ أبِيْكُمْ إِبْرَاهِيْمَ عَلَيْــهِ السَّلامُ.
وأكمل: ويقول صلى الله عليه وسلم: مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى الله مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ الله بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا.
المقاصد السامية للهدي والأضحية
وأوضح أن أكثر الناس إنما يحفظون أو يفهمون أو يقفون عند قول نبينا صلى الله عليه وسلم: كُلُوا وَأَطْعِمُوا وادَّخِرُوا، وينظرون بما يشبه التقديس إلى أقوال بعض الفقهاء بتقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام: ثلث للفقراء، وثلث للإهداء، وثلث للإنسان وأهله، على أن هذا التقسيم هو عملية تقريبية للتصرف، وكان القصد منه ألا يجور المضحي على نصيب الفقراء، وأن يخصهـم على أقـل تقـديـر بالثلث في أضحيته، فمن زاد زاده الله فضلًا.
وأردف بأنه يغفل كثير من الناس عن أن نبينا صلى الله عليه وسلم، لما رأى بالناس فاقة قال لهم: مَنْ ضَحَّى مِنْكُمْ فَلاَ يُصْبِحَنَّ بَعْدَ ثَالِثَةٍ وَبَقِيَ فِي بَيْتِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، فَلَمَّا كَانَ العَامُ المُقْبِلُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، نَفْعَلُ كَمَا فَعَلْنَا العَامَ المَاضِي؟ قَالَ: كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا، فَإِنَّ ذَلِكَ العَامَ كَانَ بِالنَّاسِ جَهْدٌ، فَأَرَدْتُ أَنْ تُعِينُوا فِيهَا.
وتابع: فحيث يكون الرخاء والسعة يكون العمل بقوله صلى الله عليه وسلم: كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا، وحيث يكون بالناس جهد وحاجة أو شدة وفاقة يكون العمل بقوله صلى الله عليه وسلم مَنْ ضَحَّى مِنْكُمْ فَلاَ يُصْبِحَنَّ بَعْدَ ثَالِثَةٍ وَبَقِيَ فِي بَيْتِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، فما أجمل أن يجمع المستطيع الموسر بين ذبح الأضحية توسعةً على أهله وذويه، وشراء الصكوك توسعة على عامة الفقراء في المناطق الأكثر احتياجًا.