دعاء الصفا والمروة في كل شوط.. اغتنم أوقات الاستجابة
نستعرض دعاء الصفا والمروة في كل شوط، لما لهذه الشعيرة من أحكام وأمور واجبة لابد لكل حاج أن يراعيها، وهي نسك تحتاج إلى مجهود بدني لتحمل 7 أشواط من الصعود والهبوط بين جبلي الصفا والمروة، كما أنها فرصة عظيمة للدعاء.
وفي تقرير القاهرة 24 التالي نوضح الأدعية المناسبة لكل شوط والمستحبة خلال رحلة الصعود والهبوط للرجال والنساء، كما نضع بين أيدي قرائنا الشرح المختصر للشعيرة.
دعاء الصفا والمروة في كل شوط
ويستحب دعاء الصفا والمروة في كل شوط للحاج والمعتمر، فهما الجبلان اللذان كانا سببًا للحج عمومًا ومنهما بدأت المناسك، فقد كان سعي السيدة هاجر وهي حاملة ابنها النبي إسماعيل عليهما السلام، بين الصفا والمروة بحثًا عن ماء أو طعام، بمثابة كتابة لأول سطر في مناسك الحج والعمرة.
وجاءت هذه الواقعة قبل بناء الكعبة أي أنها أول ما نُفذ من مناسك الحج قبل حتى التكليف به، لذلك هي منسك عظيم ولها شروط يجب التزامها وتعظيمها.
وقالت دار الإفتاء المصرية في بيان سابق، إن السعي بين الصفا والمروة 7 أشواط؛ يبدأ من الصفا، ويختتم بالمروة على أن السعي لابد أن يكون بعد طواف؛ سواءٌ كان ركنًا أو واجبًا أو نفلًا، مضيفة أن الصفة المستحبة للسعي بين الصفا والمروة، أنه يصعد الحاجّ على الصفا حتى يرى الكعبة من الباب، ويستقبل الكعبة، ويقول: "نويت أن أسعى بين الصفا والمروة سعي الحج "أو العمرة" سبعة أشواط لله تعالى".
وأشارت إلى ضرورة التكبير والتهليل والدعاء بما يشاء الحاج، فإن الدعاء مستجاب في هذا الموضع، ثم ينزل متوجهًا نحو المروة ماشيًا بتؤدة واطمئنان قائلًا: "رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم".
وأضافت أنه يستحب أن يشتغل الحاج بالذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى يبقى بينه وبين الميل الأخضر قدر ستة أذرع فيُهَرول، بحيث يلتوي إزاره بساقيه دون عنت أو مبالغة، ناويًا بذلك العبادة، لا المسابقة، ويظل يهرول حتى يتجاوز الميلين الأخضرين، ثم يمشي ببطء وتؤدة حتى يصل إلى المروة فيصعد عليها ويفعل كما فعل على الصفا من تكبير وتهليل وتحميد ودعاء؛ فهذا شوط واحد.
وواصلت: ثم يعود قاصدًا الصفا، ويمشِي في موضع مشيه في الشوط الأول، ويُهَرْول في موضع هرولته، فإذا وصل إلى الصفا فعل كما فعل أوّلًا، وهذه مرة ثانية، وهكذا حتى يكمل سبع مرات؛ مبتدئًا بالصفا مختتمًا بالمروة.
دعاء بداية الصفا والمروة
من المعروف أن دعاء بداية الصفا والمروة من الأمور الواجبة على الحجاج، وتحدث عنه مجمع البحوث الإسلامية في منشور عبر صفحته الرسمية على فيس بوك في وقت سابق، حيث بين أنه إذا توجه الحاج نحو الصفا يقرأ قوله تعالى: (إن الصفا والمَرْوَةَ مِن شَعَائر الله).
ثم يقول الحاج: "نبدأ بما بدأ الله به"، وينظر إلى الكعبة أو متجها إلى الكعبة ويقول ثلاث مرات: "الله أكبر لا إله إلا الله وحده لا شريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكَ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده"، وهكذا في بداية كل شوط.
وأضاف المجمع أنه يستحب للحاج بعد دعاء البداية بعد كل مرة، الدعاء بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة، وإذا وصل إلى المروة صعد عليها، وقال الأذكار والدعوات التي قالها على الصفا.
دعاء الصفا والمروة مكتوب
يستحب أن يحتفظ الحجاج بـ دعاء الصفا والمروة مكتوب حتى يكون لهم عونًا وتذكرة بما فيه الخير للنفس وللغير ومن الأدعية المستحبة في الصفا والمروة:
- اللهم قني عذاب النار يوم تبعث عبادك.
- اللهم ارزقني الجنة بغير حساب.”
- اللهم إني أسألك رضاك والجنة وأعوذ بك من سخطك والنار.
- اللهم إني أعوذ بك من فتنة القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات.”
- “اللهم اجعله حجًا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا وعملا صالحا مقبولا وتجارة لن تبور.
- يا عالم ما في الصدور أخرجني يا الله من الظلمات إلي النور.
- اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار.
- رب قنعني بما رزقتني وبارك لي فيما أعطيتني وأخلف علي كل غائبة لي منك بخير.”
- اللهم لكَ الحمدُ كالذي نقولُ، وخيرٌ مما نقولُ، اللهم لك صَلاتِي ونُسُكِي ومَحْيايَ ومَماتِي، وإليكَ مآبِي، لك رب تُراثِي، اللهم إني أعوذ بكَ من عذابِ القبرِ، ووسْوسَةِ الصدرِ، وشَتاتِ الأمْرِ، اللهم إني أعوذُ بكَ من شرّ ما تَجيئُ به الريحُ.
- ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ.
- اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
- اللهمّ اكْفِنِي بحلالِكَ عن حرامِكَ وأغْننِي بفضلكَ عمن سواكَ.
- اللَّهُمَّ إني أسألُكَ أنْ تَرْزُقَنِي في هَذَا المَكانِ جَوامِعَ الخَيْرِ كُلِّهِ، وأنْ تُصْلِحَ شأنِي كُلَّهُ، وأنْ تَصْرِفَ عَنِّي الشَّرَّ كُلَّهُ، فإنَّه لاَ يَفْعَلُ ذلكَ غَيْرُكَ، وَلاَ يَجُودُ بِهِ إِلاَّ أنت.
- اللَّهُمَّ كما وَقَفْتَنا فِيهِ وأرَيْتَنا إيّاه، فَوَفِّقْنا لذِكْرِكَ كما هَدَيْتَنا، وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمنَا كما وَعَدْتَنا.
- اللهم أعتق رقابَنا ورقابَ آبائنا وأمّهاتنا وسائر قراباتنا من النار يا عزيز يا غفّار.
- اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنا مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ بَلاَءٍ عَافِيَةً، وَاسْتُرْ عَوْرَاتِنا، وَأَصْلِحْ نِيّاتِنا، وَذُرِّيّاتِنا، وَأَحْسِنْ خَواتِمَنا، وَاحْفَظْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِينا، وَمِنْ خَلْفِنا، وَعَنْ أَيْمانِنا، وَعَنْ شَمائِلِنا، وَمِنْ فَوْقِنا، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ نُغْتَالَ مِنْ تَحْتِنا، يا ذا الْجَلاَلِ وَالإِكْرامِ.
- اللَّهُمَّ أَعْطِنا وَلاَ تَحْرِمْنا، وَكُنْ لَنا وَلاَ تَكُنْ عَلَيْنا، وَاخْتِم بِالصّالِحاتِ أَعْمالَنا، وَاشْفِ مَرْضانا، وَارْحَمْ مَوْتانا، وَبَلِّغْ فِيما يُرضِيكَ عَنّا آمالَنا، وَارْحَمْ ضَعْفَنا، وَاجْبُْر كَسْرَنا، وَلاَ تُخَيِّبْ فِيكَ رَجاءَنا، يا فَرَجَنا إِذا أُغْلِقَتْ الأَبْوابُ، يا رَجَاءَنا إِذا انْقَطعَتْ الأَسْبابُ، وَحِيلَ بَيْنَنا وَبَيْنَ الأَهْلِ وَالأَصْحابِ.
- يا قاضي الحاجات، ويا مجيب الدعوات، ويا غافر السيّئات، يا وليّ الحسنات، ويا دافع البليّات، اللهم إنك قلت وقولك الحق: "ادعوني أستجب لكم"، وقلت وأنت أصدق القائلين: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"، اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التّكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، أنت حسبنا ونعم الوكيل، اللهم لا تَرُدَّنا خائبين، ولا من رحمتك مطرودين، "سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".
- اللَّهُمَّ إنَا نسألك باسمك الأعظم الأعزّ الأجلّ الأكرم الَّذِي إِذَا دُعيت به أجبت، وإِذَا سُئلت به أعطيت،
- اللهم يا فارج الهم ويا كاشف الغم، اللهم يا سامع الصوت ويا سابق الفوت، اللهم يا رحمن يا رحيم يا رحمن الدنيا والآخرة ارحمنا رحمة تغننا عن رحمة من سواك.
- اللّهم اشف مرضانا ومرضى المسلّمين، وارحم موتانا وموتى المسلّمين، واقض حوائجنا وحوائج السائلين.
- اللهم اصرف عنّا المصائب، وردّ عنا النوائب، وكُفّ عنا كل المعائب، اللهم احلل الحبال المعقّدة، وسهّل الأمور المشدّدة.
ماذا تقرأ في الصفا والمروة
وفي بيان سابق، أوضحت وزارة الحج والعمرة السعودية، ما يقرأ في الصفا والمروة في الأشواط السبعة للصفا والمروة، والتي تبدأ بجبل الصفا مع التهليل والتكبير واستقبال الكعبة والصلاة على النبي والدعاء للنفس ولمن تحب ثم يبدأ الحجاج السعي.
والسعي يكون سيرًا على الأقدام على مسار معد لذلك، وفي وقت السيدة هاجر كانت الأرض صحراوية لا مظلات فيها ولا ما نراه الآن من أماكن مغطاة ونظيفة ومزودة بماء زمزم.
وأوضحت أنه يلزم على الحجاج الإسراع في المشي "الهرولة" خلال السير في منطقة الميلين الأخضرين بين الصفا والمروة، وعند الوصول للمروة يجب الوقوف قليلا للتكبير والتهليل والصلاة على النبي والدعاء، على أن تكون وجهة الحجاج هي الكعبة، وبهذا يكتمل الشوط الأول من السعي.
فيما تكرر نفس الخطوات في الأشواط السبعة جميعها وعند الانتهاء تمامًا من الشوط الأخير يكون الوقت قد حان للذهاب إلى عرفات ومنى لإكمال مناسك الحج.
دعاء الصفا والمروة حصن المسلم
يبحث الكثيرون عن دعاء الصفا والمروة حصن المسلم، وهو الكتيب الذي يحوي الأدعية المذكورة في القرآن والسنة لكل مناسبة دينية، ويعد صاحبًا لكثير من الحجاج خلال رحلتهم المقدسة للاستعانة به في الدعاء.
وجاء في باب دعاء الوقوف على الصفا والمروة في حصن المسلم الدعاء التالي:
لَمَّا دَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَآئِرِ اللَّهِ﴾ أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ)) فَبَدَأَ بِالصَّفَا فَرَقِيَ عَلَيْهِ حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكبَّرَهُ وَقَالَ: ((لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذلكَ. قَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ)) الْحَدِيثُ. وَفِيهِ: ((فَفَعَلَ عَلَى الْمَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا)).