حكم صيام يوم عرفة للحاج.. مكروه في حالة واحدة أوضحتها الإفتاء
يجهل البعض حكم صيام يوم عرفة للحاج هل هو جائز أو ممنوع أو واجب، وحيث يبعدنا عن صيام يوم عرفة ساعات فقط، إذ تحتفل الأمة الإسلامية غدًا بصيام يوم عرفة والتكبير والتهليل والدعاء فيه، نقدم لقرائنا عبر القاهرة 24 تقريرًا مفصلًا عن حكم الصوم فيه للحاج وغير الحاج.
حكم صيام يوم عرفة للحاج
ويقترن صيام يوم عرفة للحاج مع مجهود بدني وظروف خاصة بمناسك الحج والأراضي المقدسة، وصيامه له شرط واحد هو الاستطاعة ومع عدم وجود استطاعة يكون صيامه مكروه.
فقد ورد في فتوى لدار الإفتاء المصرية منشورة على صفحتها الرسمية، أن صوم يوم عرفة مستحب لغير الحاج ويكره صيامه للحاجِّ إن كان يضعفه الصومُ عن الوقوف والدعاء.
واستدلت الإفتاء بما جاء في "تحفة الفقهاء" ومختصره أن صوم يوم عرفة للحاج له حالتين:
- إِن كَانَ يُضعفهُ عَن الْوُقُوف بِعَرَفَة ويخل بالدعوات فَإِن الْمُسْتَحبَّ لَهُ أَن يتْرك الصَّوْم؛ لِأَن صَوْم يَوْم عَرَفَة يُوجد فِي غير هَذِه السَّنة، فَأَما الْوُقُوف بِعَرَفَة فَيكون فِي حق عَامَّة النَّاس فِي سنة وَاحِدَة.
- وَأما إِذا كَانَ لَا يُخَالف الضعْف فَلَا بَأْس بِهِ، وَأما فِي حق غير الْحَاج فَهُوَ مُسْتَحبٌّ؛ لِأَن لَهُ فَضِيلَة على عَامَّة الْأَيَّام.
واستدلت أيضًا الإفتاء بما جاء في "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع" باستحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج "لِكَثْرَةِ الْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ بِالنَّدْبِ إلَى صَوْمِهِ، وَلِأَنَّ لَهُ فَضِيلَةً عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الْأَيَّامِ".
وحكم صيام يوم عرفة للحاج كما جاء في بدائع الصنائع "مستحب إنْ كَانَ لَا يُضْعِفُهُ عَنْ الْوُقُوفِ وَالدُّعَاءِ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ الْجَمْعِ بَيْنَ الْقُرْبَتَيْنِ، وَإِنْ كَانَ يُضْعِفُهُ عَنْ ذَلِكَ يُكْرَهُ؛ لِأَنَّ فَضِيلَةَ صَوْمِ هَذَا الْيَوْمِ مِمَّا يُمْكِنُ اسْتِدْرَاكُهَا فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّنَةِ".
صيام يوم عرفة يوم قبله أو بعده
واختصرت فتاوى دار الإفتاء المصرية أيضًا حكم صيام يوم عرفة يوم قبله أو بعده، حيث قالت إن المسلم لا يجب عليه لكي يصوم يوم عرفة أن يصوم الأيام الثمانية قبله ولا أن يصوم يوم قبله أو بعده.
وأكدت أن الأحاديث النبوية تحدثت عن استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج من غير اشتراط اقتران صومه بصوم ما قبله؛ فروى مسلمٌ في "صحيحه" عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ».
حديث صيام يوم عرفة
تؤكد المراجع الدينية صحة حديث صيام يوم عرفة الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في السنة النبوية ما ينص على فضل يوم عرفة وأنه كان سنة محببة ومؤكدة عن النبي لم يتركها أبدًا، من الأحاديث ما يلي:
- في "صحيح مسلم" عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ».
- روى أبو داود وغيره عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ، وَالْخَمِيسَ".
- روى النسائي عَنْ حَفْصَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: صِيَامَ عَاشُورَاءَ، وَالْعَشْرَ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ".
- في سنن الترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم، أن ناسًا من أهل نجد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فسألوه، فأمر مناديًا فنادى "الحج عرفة، من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج".
- ورد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: "ما من يومٍ أكثرَ من أن يُعتِقَ اللهُ فيهِ عبدًا من النار، من يومِ عرفةَ، وإنَّهُ ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكةُ، فيقول: ما أراد هؤلاءِ ؟" رواه مسلم.
من جانبها أكدت دار الإفتاء المصرية أن ما ورد من أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد أن "صيام يوم عرفة يكفر ذنوب السنة الماضية، ويَحُول بين صائمه وبين الذنوب في السنة الآتية بإذن الله"، وأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يصوم التسع الأُوَل من ذي الحجة.
فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج
نشر الأزهر الشريف فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج وللحاج على صفحته الرسمية على فيسبوك، مكتفيًا بحديثي النبي صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» رواه مسلم،
وعن عائشة - رضي الله عنها-: «مَا مِنْ السَّنَةِ يَوْمٌ أَحَبُّ إلَيَّ أَنْ أَصُومَهُ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ» المصنّف لابن أبي شيبة.
ويبين الحديثين أن فضل صيام يوم عرفة يتمثل في أنه يكفر ذنوب سنة ماضية وأخرى مقبلة، كما أنه من أحب الأيام إلى الله يستجيب فيها الدعاء أكثر من يوم آخر في العام.
ماذا يفعل الحجاج في يوم عرفة؟
يتساءل غير الحجاج ماذا يفعل الحجاج في يوم عرفة؟، وللإجابة عن السؤال، نبين أن الحجاج يبدأون التوافد إلى جبل عرفات بداية من شروق شمس يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة.
واليوم هو يوم التروية الذي يسبق يوم عرفة، حيث يقضي الحجيج يومهم في منى ثم مع انقضاء الليل وبدء شروق شمس يوم عرفة، يبدؤون التحرك لجبل عرفات للوقوف في أي مكان عليه.
وبمجرد الوصول لنطاق جبل عرفات يسمح للحجاج أن يبقون على أيه هيئة مثل الاضطجاع أو الركوب على دابة أو ما شابه، أو الجلوس على أي شيء أو الوقوف أو النوم فالمهم هو الوجود في نطاق الجبل.
وتبلغ مساحة جبل عرفات 10.4 كيلو متر مربع تقريبًا ويقع شرق مكة المكرمة في الطريق 22 المؤدي إلى الطائف، وحدوده تقع بين جبل عرفة ومزدلفة بمساحة 6 كيلو متر هي المساحة المطلوبة لإتمام الوقوف بعرفة.
بعد الوقوف بعرفة يظل الحجاج طوال اليوم على جبل عرفة يكبرون ويهللون ويدعون ويذكرون الله حتى غروب الشمس ثم يتجهون للكعبة لمنسك آخر هو طواف الإفاضة.
