الجبل بينزف في عيد الأضحى.. قصة ضريح بدون جسد أسطورة «الشيخة سلمي» في المنيا| صور وفيديو
لكل ضريح أسطورته وقصته الخاصة، تعددت الأضرحة التي تحكي قصصا من الماضي ومازالت متداولة حتي الآن، تحمل حكايات أسطورية تتوارثها الأجيال حسب ما يتناقلونه من خرفات ومعجزات خيالية يعجز العقل في تفسيرها، وبطلت قصتنا هي « الشيخة سلمي» التي تعد من أشهر القصص الأسطورية داخل محافظة المنيا، عروس الصعيد، الذي أنشق الجبل ليحميها من اعتداء بعض جنود الروم اللذين راودوها عن نفسها لتدعي ربها أن يحتضنا الجبل ويغلق وهي بداخلة.
ففي قلب الجبل الشرقي وسط المدافن الكائنة بقرية زاوية سلطان، التابعة لمدينة المنيا، تجد ضريحا صغيرا بلا جسد يحاوطه من الأعلي حراس من الوطاويط السوداء، وتغطيه ملاءة خضراء تحمل فوقها عددا من المصاحف، تنظر علي الحائط تجد نزيف الجبل كما يقال انه حيض « سلمي»، إنه ضريح الشيخة سلمي الذي يتبارك به المواطنون داخل وخارج المنيا ويعتقدون أنها تشفي المريض وتزوج الفتيات وتحقق الامنيات.
«انت في حضرت ستنا سلمي»، بهذا الكلمات بدأ محيي محمد عنتر، في العقد السادس من عمره، أحد سكان القرية أن قصة الشيخة سلمي يتوارثها الأبناء من الأجداد منذ زمن طويل، يتسامرون في تداول هذه القصة للأبناء منذ نعونه أظافرهم، مشيرا إلى أن الضريح له سيدة خادمة تأتي كل يوم جمعة لتفتح الباب للزوار ليطوفوا حول المقام لتحقيق أمنياتهم التي تختلف من شخص لآخر.
وأضاف محيي لـ القاهرة 24، أن الرواية الأسطورية تحكي تفاصيل الأحداث التي بدأت عندما هربت سلمي من محاولات اعتداء الجنود الروم واعتراض طريقها عند تجميع الحطب لبيعه في السوق، حتي تستطيع اطعام والدها ووالدتها، مؤكدا أنها كانت من أسرة فقيرة ليس لديهم ابناء غير سلمي، وأثناء هروبها من الجنود وصلت الي هذا الجبل الذي كان مغلقا أمامها فدعت ربنا أن يحميها ويكون الجبل قبر لها، فانشق الجبل وابتلعها ثم انغلق مرة أخرى وهي بداخلة، وفقًا للرواية الذي توارثناها من الأجداد.
وأشار محيي، أن كل يوم. جمعة يأتي الزوار من جميع البلدان سواء داخل محافظة المنيا أو خارجها ليتبارك بالضريح، وعلي يسار الضريح يوجد مكحلة عبارة عن طاقة صغيرة محفورة ببطن الجبل، يتم اشعال بعض الشموع فيها ثم ينتظرون لهيب هذه الشموع التي ينتج منها لون أسود بكثافة يتصاعد ليضعوه في أعينهم مثل «الكحلة» ويقولون أنها كحلة ستنا سلمي.
واستكمل محي، أن أعلى المقام توجد آثار دماء تتجدد كل شهر هجري لمدة 5 أيام كدليل على عذرية الفتاة، وبجانب الانشقاق أيضا لتظهر مثل نزيف الجبل، كما توجد شجرة النبق والتي يأخذون أوراقها لغليها بالماء ويتناولونها ثلاث مرات لتُنجب الفتاة أو السيدة ببركة الشجرة والضريح كما يعتقدون المواطنين من خرفات ومعجزات.
وأختتم محي حديثة لـ القاهرة 24، أن عند قدوم عيد الأضحي المبارك يتم توافد الألاف من الزوار علي الضريح ويقيمون احتفالًا كبيرًا لتحل التبريكات كما يعتقدون في رواية هذه الاسطورة التي تتداول عبر الزمن ومستمر سردها حتي الان وللأجيال القادمة.