حقيقة أزمة كيمياء الثانوية العامة
تابعنا جميعا تلك الحالة من الجدل التي أثيرت حول امتحان الكيمياء للثانوية العامة، وكيف أن الكثير من الطلاب خرجوا يشكون من صعوبة الأسئلة ووصفوها بالتعجيزية.
ولأن الثانوية العامة ليست أمرا عاديا يمكن تجاوزه هكذا كان لابد من النظر في هذا الموضوع للوقوف على الحقيقة فنحن نتحدث عن مستقبل وطن كامل، وليس مجرد طالب لديه طموح معين.. فهؤلاء من سيحملون راية الوطن يوما ما في كافة الميادين والأمر لبس سهلا حتى يمر هكذا مرور الكرام.
وأنا شخصيا لم أقتنع بفكرة أن الامتحان جاء تعجيزيا كما قال البعض وأنه من خارج المنهج، وذلك لأن وزارة التربية والتعليم بها من الأساتذة والخبراء الكثير ولا يمكن أن يحدث ذلك.
وعندما بحثت الأمر تبين أن القصة ليست أن الامتحان صعبا وتعجيزيا كما يقال ولكن كل ما حدث أن الوزارة اعتمدت نمطا مختلفا في طريقة الأسئلة هذا العام وهو يختلف عن كل ما سبق، وذلك ضمن خطة التطوير المهمة والضرورية فنحن نتحدث عن طالب يمكن أن تتعلق حياة البشر بيده في يوم من الأيام، وفكرة دخول الامتحان والاعتماد على الغش والنجاح التي سادت في السنوات الأخيرة والتحق بسببها كثير من الطلاب بكليات القمة بينما مستواهم الحقيقي أقل من ذلك بكثير يجب أن تنتهي.
المشكلة الأكبر هنا أن الطلاب لا يتلقون العلم داخل المدارس ويعتمدون اعتمادا كليا على السناتر التي أصبح أغلب من يدرسون بها شباب حديث التخرج وقليل الخبرة، ومنهم من لم يتخرج بعد، وبالطبع هؤلاء وغيرهم حتى من الأساتذة الكبار يدرسون بحسب الطرق القديمة، ولم يكونوا يعلموا شيئا عن الطريقة الجديدة للامتحان ونتيجة هذا أن الطالب ذهب ليواجه نمطا جديدا للأسئلة لم يتدرب عليها ولا يعلم عنها شيئا من الأساس فكانت الصدمة.
وهنا تقع المسئولية الأولى وبكل صراحة على وزارة التربية والتعليم التي لم تنفذ وعود وزيرها بعودة الطلاب إلى المدارس وإنهاء هذا العبث الذي يحدث في السناتر حتى وصلنا إلى كارثة حقيقية.
كيف لطالب أن يتعامل مع امتحان وضعته وزارة لم يتلقى بها العلم من الأساس؟
أما المسئولية الثانية والتي لا تقل عن الأولى تقع على هؤلاء الذين يستنزفون جيوب أولياء الأمور من خلال الدروس الخصوصية بلا فائدة، والدليل أنهم كانوا في واد والامتحان في واد آخر تماما، ولم يحاولوا التعرف على طريقة وضع الأسئلة رغم أن هناك موقع للوزارة وبنك أسئلة تم وضع ذلك عليه، وكان من الممكن إدراكه بأي وسيلة من الوسائل.
خلاصة القول أنه لابد من عودة الطالب إلى الفصل وتلقي العلم بداخله في المقام الأول وإنهاء هذه الحالة العبثية التي حولت الثانوية العامة إلى عبء ثقيل على كاهل الأسر وسط هذه الظروف، خاصة أننا أصبحنا نرى مهازل باسم المراجعة النهائية، وتكون عبارة عن مئات الشباب والفتيات داخل قاعة أفراح وشاب أو فتاة لا يعملون رسميا في مجال التدريس من الأساس، يمسكون بالمايك وكأنه حفل غنائي راقص وليس مكانا لتلقي العالم وبالمنطق لا يمكن أن يحصل طالب على معلومة وسط كل هذا المشهد الاستعراضي.
وفي النهاية نتمنى أن يكون ما حدث فرصة للمراجعة وعودة الأوضاع إلى مسارها الصحيح.