تعرف على حكم من قص أظافره خلال الأضحية.. وهذا موقف النساء
يكثر البحث عن حكم من قص أظافره وهو يريد أن يضحي عبر شبكة الانترنت، بمناسبة عيد الأضحى 2023، حيث يستعد المضحون لذبح أضاحيهم وقد اتبع بعضهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم بعدم قص الشعر والأظافر خلال الأيام العشرة من ذي الحجة حتى بعد الذبح، ولكن البعض قص من شعره أو اظافره عمدًا أو جهلًا أو نسيانًا، فما حكمه؟
حكم من قص أظافره وهو يريد أن يضحي
يقدم القاهرة 24 حكم من قص أظافره وهو يريد أن يضحي سواء ناسيًا أو متعمدًا أو لا يعلم سنة النبي في ذلك، وفي المجمل هذه سنة فلا يأثم تركها ولكن يثاب الأخذ بها زيادة على ثواب ذبح الأضحية.
وفي ذلك السياق قالت دار الإفتاء المصرية عبر خدمة الفتاوى المصورة على يوتيوب، أن من لا يضحي له أن يفعل ما يرد من قص وحلق للشعر والأظافر، أما من اعتزم الأضحية فإنه من بداية شهر ذي الحجة أو من بداية الأخذ بنية الذبح أيهما أقرب، فيلتزم بعدم قص الأظافر والشعر أو حلق أيًا كان.
وأوضحت الإفتاء أن من اعتزم أو نوى الأضحية بعد دخول العشر الأوائل من ذي الحجة، فيستحب له من بداية النية أن يلتزم بالسنة في ذلك، وإن فعل ذلك ناسيًا أو متعمدًا لا ينقص من أجره شيء وليس عليه حرج.
حكم قص الشعر والأظافر للمضحِّي من النساء
نأتي إلى حكم قص الشعر والأظافر للمضحِّي من النساء، فإن الرجال لهم لحية وشعر يحلقونهما، فأما النساء فلا تحلق في طبيعة الحال ولكنها تزيل شعر جسدها بطرق مختلفة في مجملها تعطي نفس نتيجة الحلق وهي إزالة الشعر من الجسد، كذلك قص الأظافر وتقليمها.
وينطبق حكم من قص أظافره وهو يريد أن يضحي وأيضًا من أراد قص شعره قبل الأضحية على المرأة أيضًا إذا نوت أن تضحي من مالها الخاص، فيستحب ألا تزيل من شعر جسدها عمومًا بما فيه وجهها، ولا تقص أظافرها ولا تبردها من دخول العشر من ذي الحجة وحتى الذبح، وهذا بمجرد النية حتى وإن لم تشترِ الأضحية بعد.
وذهب جمهور العلماء إلى أن الأحاديث الواردة في هذا الشأن تخص المضحي فقط، ولا تشمل أهله أو زوجته أو زوجها إن كانت امرأة مضحية، كما لا تشمل الموكل عن المضحي بالذبح، بل تخص صاحب المال ومن يدفع ثمن الأضحية نفسه.
حكم حلق الشعر لمن نوى الأضحية
كذلك الأمر في حكم حلق الشعر لمن نوى الأضحية، فيستحب له دون وجوب أن يُمسك عن حلاقة الشعر في كل بدنه ووجهه، لأن السنة تتبع في هذا الشأن بداية من الأيام العشر أو بداية النية.
وذهب جموع العلماء والفقهاء على أن "من فعل ذلك عمدًا أو نسيانًا فلا شيء عليه، كما أنه لا يؤثر في صحة أضحيته".
وهناك من يرى أن على الناسي أو المتعمد لحلق الشعر أو قص الأظافر أن يستغفر الله تعالى على ذلك، فقد جاء في المغني لابن قدامة "إذا ثبت هذا؛ فإنه يترك قطع الشعر وتقليم الأظافر، فإن فعل استغفر الله تعالى ولا فدية فيه إجماعًا سواء فعله عمدًا أو نسيانًا".
ومن فضل ذبح الأضحية ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة أم المؤمنين، أنه قال:"ما عَمِلَ آدَمِيٌّ من عملٍ يومَ النَّحْرِ، أحَبَّ إلى اللهِ من إهراقِ الدَّمِ إنها لَتَأْتِي يومَ القيامةِ بقُرُونِها، وأشعارِها، وأظلافِها، وإنّ الدَّمَ لَيَقَعُ من اللهِ بمَكانٍ، قبلَ أن يقعَ على الأرضِ، فَطِيبُوا بها نَفْسًا".
حكم حلق الذقن للمضحي
أيضًا حكم حلق الذقن للمضحي وحده دون أهله الكراهة، فوفقًا لدار الإفتاء ان من أراد ذبح أضحية عيد الأضحى، أو وكل أحدًا للذبح عنه، أن يمسك عن إزالة أي جزء من جسده، ولا إثم عليه إن لم يُمسك.
وتابعت دار الإفتاء: "فيكره له إزالة شعره أو تقليم أظفاره، ولا يَحْرُم"، وكذلك أوضحت أن حلق الذقن عمومًا مباح ولا يأثم صاحبه مع استحباب الإعفاء اتباعًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
الحكمة من عدم قص الشعر والأظافر للمضحي
تأتي الحكمة من عدم قص الشعر والأظافر للمضحي، في أنها سنة نبوية مؤكدة لما ورد من الأحاديث ومنها:
- أخرج البخاري في صحيحه عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها قالت: "كُنْتُ أَفْتِلُ قَلاَئِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَيَبْعَثُ هَدْيَهُ إِلَى الكَعْبَةِ، فَمَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ مِمَّا حَلَّ لِلرِّجَالِ مِنْ أَهْلِهِ، حَتَّى يَرْجِعَ النَّاسُ".
- أخرج مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا».
- في رواية أخرى في صحيح مسلم أيضًا: «إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ».
وحكمة تلك السنة النبوية الشريفة، أن يبقى كامل الجسد خلال أيام العشر من ذي الحجة للعتق من النار، كما أوضحت دار الإفتاء المصرية في بيان سابق لها، كما أن ذلك الأمر يجزى عليه المسلم بأجر اتباع السنة.
كما أرجعت الإفتاء اتباع السنة في الذبح لـ"التشبه بالمحرم في شيء من آدابه، وإلا فإن المضحي لا يعتزل النساء ولا يترك الطيب واللباس وغير ذلك مما يتركه المحرم".
أيام قص الشعر والأظافر
تكون أيام قص الشعر والأظافر بالنسبة للمضحي هي ما قبل اعتزام النية للأضحية، أو قبل غرة شهر ذي الحجة، وله فعل ما شاء بعد ذبح الأضحية من قص شعر وأظافر وحلق لحية أو إزالة شعر الجسم للنساء.
وقولهم في حكم من قص أظافره وهو يريد أن يضحي، إن فعل ذلك قبل الأضحية أيضًا فلا إثم عليه، وهو مذهب جمهور الفقهاء.
وحدد الشرع في قص الأظافر وتقليمها ألا تتجاوز 40 يومًا لحديث أنس عند مسلم: "وقت لنا في قص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة ألّا نترك أكثر من أربعين يومًا".