حكم تعليق الصور على الحائط.. هل تمنع دخول الملائكة فعلا؟
يثير حكم تعليق الصور على الحائط جدلًا بين المسلمين، فمنهم من يرى أنها تمنع دخول الملائكة في المنزل، ومن يرى أنها للذكرى ولا مانع من تعليقها، ويحسم هذا الجدل أهل الذكر من الإفتاء والأزهر، لذلك يقدم القاهرة 24 تقريرًا مفصلًا حول حكم تعليق مختلف أنواع الصور ويجيب عن سؤال يحير الجميع "هل تمنع الملائكة؟".
حكم تعليق الصور على الحائط
بينت دار الإفتاء المصرية حكم تعليق الصور على الحائط وأيضًا رسمها على الملابس والسجاد وما شابه، مستندة إلى ما ورد عن أَبي طَلْحَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ»، قَالَ بُسْرٌ: فَمَرِضَ زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ، فَعُدْنَاهُ، فَإِذَا نَحْنُ فِي بَيْتِهِ بِسِتْرٍ فِيهِ تَصَاوِيرُ، فَقُلْتُ لِعُبَيْدِ اللهِ الخَوْلَانِيِّ: أَلَمْ يُحَدِّثْنَا فِي التَّصَاوِيرِ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ قَالَ: "إِلَّا رَقْمٌ فِي ثَوْبٍ"، أَلَا سَمِعْتَهُ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: بَلَى، قَدْ ذَكَرَهُ. متفق عليه.
وأوضحت الإفتاء أن هذا الدليل استند عليه بعض العلماء "على أن الصورة على الثوب أو ما شابهه من الأسطح الملساء ليست هي المرادة، وحملوا النهي على الصورة المجسدة".
وحول حديث "إنَّ أصحابَ هذه الصُّوَرِ يُعذَّبون يومَ القيامةِ، فيقال لهم: أَحْيوا ما خلقتُم"، أوضحت دار الإفتاء أن كثير من الفقهاء يرون أن التماثيل المجسدة قصد مضاهاة صنع الله تعالى، هي المراد في تحريم الصور أو التصاوير، خوفًا من أن يؤول أمر الصور المجسَّدة لتعظيمها وعبادتها من دون الله، كما حدث ذلك في الأمم السابقة.
ويعود هذا التخوف إلى ما ذكره ابن عباس "أن ودًّا وسواعًا ويغوث ويعوق ونسرًا أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن أنصبوا إلى مجالسهم التي يجلسون إليها أنصابا، وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عبدت" رواه البخاري.
وتذهب دار الإفتاء إلى جواز تعليق الصور على الحائط طالما توافرت فيها شروط جوازها، أما إن احتوت فحشًا أو عريًا أو مضاهاة لخلق الله فلا يجوز تعليقها، والمضاهاة لا تنطبق على التصوير الفوتوغرافي لأنه انعكاس لخلق الله وليس مضاهاة أو تقليدًا له.
حكم تعليق الصور في البيت دار الإفتاء
ويبحث الكثيرون عن حكم تعليق الصور في البيت دار الإفتاء، لكونها مؤسسة دينية موثوقة ومختصة بإصدار الفتاوى، وقالت دار الإفتاء المصرية إن "تعليق الصور الفوتوغرافية في البيت أمرٌ جائز شرعًا ما لم تشتمل على محرمٍ".
وأوضحت أن تلك الصور إن كانت للصالحين وأصحاب الفضل كالوالدين، "صار ذلك مندوبًا إليه؛ لما في مشاهدة صورهم من البرّ بهم، وتذكرهم والاقتداء بصلاحهم".
واستشهدت الإفتاء بقولها:"وقد ورد في أقوال العلماء ما يتضمن أن الرحمات تتنزل عند ذكر الصالحين".
وأوضحت في فتوى أخرى أن التصوير والرسم جائزان شرعًا، وهما من الفنون الجميلة التي لها أثر طيب في راحة النفوس والترويح عنها.
ولكن اشترطت الإفتاء لجواز تعليقها ألا تتضمن تصويرًا فوتوغرافيًا للمحرمات، وأن تخلو من الآثام، ولا تتضمن رسمًا مثيرًا للشهوات أو كاشفًا للعورات، حيث شددت على أنه "لا يجوز الرسم أو التصوير إذا كان موضوع التصوير أو الرسم جسدًا عاريًا، أو عورةً من العورات التي يأمر الدين والأخلاق والاستقامة والفطرة المستقيمة بسترها".
هل تعليق الصور الشخصية حرام؟
ورد كثير من العلماء على هل تعليق الصور الشخصية حرام؟، بأن التصوير الفوتوغرافي لا يعد مضاهاة لأنه تصوير من خلال الآلة لخلق الله نفسه أي انعكاس له وليس مضاهاة أو تقليدًا للإنسان.
حديث نبوي عن تعليق الصور
ورد أكثر من حديث نبوي عن تعليق الصور وأرجعه الكثير من العلماء إلى فترة النبي صلى الله عليه وسلم والتي كان يُعرف فيها عبادة الأصنام وتكبر الكافرين على الله ومحاولة مضاهاة خلقه، ومن نصوص الأحاديث النبوية ما يلي:
- "إنَّ أصحابَ هذه الصُّوَرِ يُعذَّبون يومَ القيامةِ، فيقال لهم: أَحْيوا ما خلقتُم" رواه البخاري.
- "إنَّ البيتَ الذي فيه الصورُ لا تدخُلُهُ الملائكَةُ"
- حينما بعث عليًا إلى المدينة فكان ممّا أوصاه به النبي: "أن لا تدعَ تمثالًا إلا طمستَه، ولا قبرًا مُشرفًا إلا سوَّيتَه، وفي روايةٍ: ولا صورةً إلا طمَسْتَها".
- روى أبو طلحة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب ولا صورة" متفق عليه.
هل تعليق الصور يمنع دخول الملائكة؟
للإجابة عن سؤال هل تعليق الصور يمنع دخول الملائكة؟، تقول دار الإفتاء على صفحتها الرسمية "والمقرر أن تلك الصور لا تمنع من دخول الملائكة"، وتقصد بذلك أي صورة تعلق على الحائط للأشخاص الاعتباريين أو رسومات أطفال وصور شخصية خالية من المحرمات.
وبررت الإفتاء عدم منع تلك الصور للملائكة أن "المقصود بالصور التي تمنع دخول الملائكة هي التماثيل التي تُتَّخَذ للمضاهاة أو العبادة والتعظيم، أو لأن المقصود بالملائكة ملائكة الوحي، فيكون النهي مخصوصًا ببيت النبوة، ولامتناع مفارقة الحفظة من الملائكة للإنسان على كل حال".
حكم تعليق صور الحيوانات في المنزل
حول حكم تعليق صور الحيوانات في المنزل، يقول الدكتور مجدى عاشور، المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية، في فتوى سابقة له، إن تعليق الصور الفوتوغرافية على حوائط المنزل "لا شيء فيه شرعا".
أضاف أن الدين لا يمنع تلك الصور إلا بشروط، فلا بأس من تعليق الصور الفوتوغرافية للإنسان والحيوان، طالما أنها لا تدعو للفتنة، ولا تكشف سترًا، ولا تكون عارية.
وحول صور الحيوانات أكد أنها جائزة "وليس فيها المضاهاة لخلق اللهِ التي ورد فيها الوعيد للمصوّرين"، كما أن حرمة النحت والتصوير التي تمنع تعليقها أو استخدامها تتلخص في 3 شروط:
- ألا تكون لعلة العبادة.
- ولا لمضاهاة خلق الله.
- ألا تكون بها علامات عورة.
وشدد على أن أية صورة تتضمن إحدى الأسباب الثلاثة أو كلهم "لا يجوز تعليقها"، أما إن كانت غير ذلك فهذا يجوز شرعًا.
حكم تعليق الصور الكرتونية على الحائط
ومما سبق يتضح حكم تعليق الصور الكرتونية على الحائط، وحدد الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتى الجمهورية، شروط حرمتها بأن تكون بغرض العبادة وهو ما لا يوجد في زمننا الحاضر، لذلك أكد أنها صور مباحة.