وزير الأوقاف للحجاج: أنتم في نعمة فاعملوا على تمامها على الوجه الأكمل
قال الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الحج عبادة بدنية ومالية يضحي فيها الإنسان بجهده وماله، وتحتاج إلى جهد وصبر، وعظم الأجر على قدر عظم العمل وتحمل مشاقه.
واستشهد بقولك رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، في حديث له: "حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ"، مضيفا أنه ربما كانت التضحية بالمال هي الأيسر عند بعض الناس، في حين أن التضحية بالجهد هي الأيسر عند آخرين، غير أن هذا الفارق إنما يكون قبل الشروع في النُسُك.
الحج عبادة بدنية ومالية يضحي فيها الإنسان بجهده وماله
وتابع وزير الأوقاف، أنه عند الشروع في النسك فشيء آخر، ليس فيه غني وفقير، وقوي وضعيف، إنما هي عزيمة وإرادة وتصميم وفقه وفهم ووعي، بحيث يتحمل كل إنسان مهما كانت قدرته قسطا من الجهد والتعب، فسلعة الله غالية، وسلعة الله هي الجنة، والحق سبحانه وتعالى يقول: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ الله الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } (آل عمران: 142)، ويقول سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ الله أَلَا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ} (البقرة: 214).
ويقول سبحانه: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } (العنكبوت: 2، 3)، والأجر على قدر المشقة، وعن ابْن عَبَّاس (رضي الله عنهمـا) أَنه سُـئِلَ: "أيّ الْأَعْمَال أفضل؟ فَقَالَ: أحْمَزهـا، يَعْنِي: أمتنـها وأقواها".
وأشار وزير الاوقاف إلى أنه إذا كان الحاج الراجي رحمة الله (عز وجل) يأمل فضله في تكفير السيئات وغفران الذنوب، وأن يعود من حجه كما ولدته أمه، فعليه ألا يجهل، ولا يصخب، ولا يرفث، ولا يفسق، ولا يضجر من الطاعة، ولا يؤذي حاجًّا، ولا ينفر صيدًا، وأن يكون سلمًا للإنسان والحيوان والطير والحجر والشجر، فالحج مدرسة أخلاقية وتربوية، ومن دروسه التربوية: درس بناء العزيمة والقدرة على التحمل.
وأكد الدكتور مختار جمعة: نقول لكل حاج أنت في نعمة فاعمل على تمامها على الوجه الأكمل بلا ضجر.