هل يجوز ذبح الأضحية ثاني يوم العيد؟.. تعرف على آخر موعد للنحر
قد لا يعلم البعض هل يجوز ذبح الأضحية ثاني يوم العيد أم لا؟، ومتى يبدأ وقت ذبح الأضحية من الأساس ومتى ينتهي، وكذلك كيفية ذبح الأضحية والتوقيت المناسب وطريقة تقسيم أضحية العيد، لذلك نقدم عبر القاهرة 24 التقرير التالي لإيضاح كل هذه النقاط.
هل يجوز ذبح الأضحية ثاني يوم العيد؟
ولإيضاح هل يجوز ذبح الأضحية ثاني يوم العيد؟ نؤكد أن مذهب الحنفية والمالكية والحنابلة يرى أن ذبح الأضاحي يكون كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «نَهَى أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلَاثٍ"، أي يوم العيد واليومان الأولان من أيام التشريق.
وعليه يكون ذبح الأضحية ثاني يوم العيد أمر محمود في محله وتوقيته ولا حرج فيه، ويثاب المضحي بثواب التضحية ويلزمه ما يجب على المضحي من سنن وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم نورد بعضها هـنا من يرغب في الاطلاع عليها.
وذهب فريق آخر إلى أن أيام التشريق أيضًا هي أيام نحر، وهذا يعني أن ذبح الأضحية ثاني يوم العيد يقع ضمن الإطار الزمني الممتد حتى رابع يوم العيد، فعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كُلُّ عَرَفَاتٍ مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ، وَكُلُّ مُزْدَلِفَةَ مَوْقِفٌ، وَارْفَعُوا عَنْ مُحَسِّرٍ، وَكُلُّ فِجَاجِ مِنًى مَنْحَرٌ، وَكُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ» أخرجه أحمد في مسنده.
وقال الإمام الشافعي: "فإذا غابت الشمس من آخر أيام التشريق، ثم ضحى أحد، فلا ضحية له".
حكم الأضحية في عيد الأضحى
ولا يخفى على أحد حكم الأضحية في عيد الأضحى وهو أمر محمود وسنة يتبعها القادر ماديًا فقط، وليس على الفقراء حرج أو غير القادرين ولهم أن يأخذوا من أضحية الغني أو القادر.
وفي التفاصيل، ذهب الفقهاء في حكم الأضحية إلى مذهبين،
- أولهما الشافعية والحنابلة حيث يرون أنها سنة مؤكدة في حق الموسر، وهو أرجح القولين عند مالك، وإحدى روايتين عن أبي يوسف، وهذا قول أبي بكر وعمر وبلال وأبي مسعود البدري وسويد بن غفلة وسعيد بن المسيب وعطاء وعلقمة والأسود وإسحاق وأبي ثور وابن المنذر، وهو المفتى به في الديار المصرية.
واستدل هذا الفريق بما ورد أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما "كانا لا يضحيان السنة والسنتين؛ مخافة أن يُرَى ذلك واجبا" أخرجه البيهقي في سننه.
- والمذهب الثاني لابو حنيفة، حيث يرى أن الأضحية واجبة وهو المروي عن محمد وزفر وإحدى الروايتين عن أبي يوسف، وبه قال ربيعة والليث بن سعد والأوزاعي والثوري ومالك في أحد قوليه.
الحكمة من الأضحية
تكمن الحكمة من الأضحية في أنها من شعائر الله التي تقرب العبد من ربه، كما أنها تعد شكرًا للنعم من قبل المقتدر عليها، وتصدقًا على نفسه وأهل بيته بما بعود عليهم بكثرة النعم ورفع البلاءات.
وتأتي الأضحية تكرارًا لطاعة سيدنا إبراهيم عليه السلام لأمر الله حينما أمره بذبح ابنه سيدنا إسماعيل ليفديه الله تعالى بكبش من السماء، وتكرارًا أيضًا لفرحة النبي إبراهيم بالأضحية وذبحها وتوزيع لحومها على الفقراء فرحة بنجاة ابنه الوحيد وقتها.
أضحية العيد وشروطها
من المهم معرفة طريقة اختيار أضحية العيد وشروطها التي تسمح لقبولها كأضحية، وفيما يلي شروط يجب توافرها في أضحية العيد:
- أن تكون من الإبل والبقر بنوعيه، والغنم من الضأن والماعز.
- أن يكون لها سنن محدد كما يلي:
الإبل: لا تقل عن خمس سنوات
البقر: والجاموس لا يقل عن سنتين
الماعز: لا يقل عن سنة
الضأن: لاتقل عن سنة
- يُستحب أن تكون سمينة لأن ذلك أعظم لأجرها وأكثر لنفعها.
- أن تكون سليمة خالية من الإصابة بعيب في اللحم والشحم، كالمرض الواضح والعرج والعمى.
- ألا تكون مكسورة القرن ولا ساقطة الأسنان ولا هزيلة ولا مقطوعة الذنب ولا منتنة الفم.
وللاطلاع على طريقة تقسيم أضحية العيد اضغط هــــنــــا.
فيديو ذبح الأضحية
يستحب للمضحي أن يرى فيديو ذبح الأضحية لمعرفة كيف يباشر الذبح بطريقة صحيح وعلى الشريعة الإسلامية إن كان هو من سيقوم بالذبح، أو ليعلم الطريقة الشرعية حتى يتابع بنفسه صحة ذبح الآخر له.
هل يجوز ذبح الأضحية في الليل ؟
هل يجوز ذبح الأضحية في الليل أم أن الأمر مقتصر على النهار؟، هذا ما أوضحه مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية في أحد فتواه، حيث أكد أن الذبح جائز طوال اليوم ولكن في النهار أولى.
وجاء رأي العلماء حول ذبح الأضحية ليلًا على 3 فرق:
- لا تجزئ في الليل وهو مذهب المالكية وقول للحنابلة
- تجزئ مع الكراهة وهو مذهب الحنفية والشافعية وقول للحنابلة.
- جواز الذبح ليلًا من غير كراهة وهو قول الحنابلة وقال به ابن حزم والشوكاني والصنعاني وابن عثيمين.
متى يبدأ وقت الذبح ومتى ينتهي ؟
حول متى يبدأ وقت الذبح ومتى ينتهي فقد جاء في اصح أقوال أهل العلم أن أيام النحر لهدي التمتع والقران والأضحية 4 أيام تبدأ من أول أيام العيد وحتى رابعه.
وعند الحنفية يبدأ وقت ذبح الأضحية بعد صلاة العيد مباشرة وقبل خطبة العيد، ولمن لم يجدوا إمامًا أجاز لهم البدء بعد الفجر.
أما عند المالكية والحنابلة يبدأ الذبح عقب انتهاء خطبة العيد والقرى التي لا يوجد فيها إمام يجوز لهم البدء في الذبح بتحري أقرب إمام لهم ويذبحون عقب انتهاء خطبته.
بينما يرى الشافعية أن "وقت الأضحى قدر ما يدخل الإمام في الصلاة حين تحل الصلاة، وذلك إذا نورت الشمس فيصلي ركعتين ثم يخطب خطبتين خفيفتين، فإذا مضى من النهار مثل هذا الوقت حل الذبح" وهو قول الإمام الشافعي نفسه.
وخلاصة الأمر فقد أجمع العلماء والفقهاء على أنه لا يجوز ذبح الأضحية قبل طلوع الشمس، لما وروى عن جندب بن سفيان البجلي أنه قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلّم قال: "من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى"، كما روى البخاري عن البراء بن عازب أن النبي محمد قال: "من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله وليس من النسك في شيء".
متى ينتهي وقت ذبح الأضحية؟
ولكن متى ينتهي وقت ذبح الأضحية عند أهل العلم والفقهاء؟، هنا ينقسم الفقهاء على رأيين، الأول أنه ينتهي النحر بانتهاء ثاني يوم عيد الأضحى لنهي النبي عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث، وهذا مذهب الحنفية والمالكية والحنابلة.
والرأي الثاني يذهب إلى أن النحر ممتد لآخر يوم من أيام التشريق وهو رابع أيام عيد الأضحى وهو مذهب الحنابلة.
وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن وقت الذبح يبدأ بعد صلاة العيد وينتهي عند الجمهور عند مغيب شمس اليوم الثاني من أيام التشريق وهو ثاني أيام عيد الأضحى، أما الشافعية يرون أن الذبح ينتهي بمغيب شمس اليوم الثالث للتشريق وهو رابع أيام العيد.
وأكد الأزهر أن أفضل وقت لذبح الأضحية قبل دخول وقت الظهر بقليل أول أيام العيد، لما روي عَنِ البَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أَضْحًى إِلَى البَقِيعِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، وَقَالَ: "إِنَّ أَوَّلَ نُسُكِنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا، أَنْ نَبْدَأَ بِالصَّلاَةِ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَافَقَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ عَجَّلَهُ لِأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ" أخرجه البخاري.