كيفية تقسيم أضحية العيد حسب الشرع.. وكلمة واحدة قد تحرم أكل اللحوم
شروط تقسيم أضحية العيد مهمة للغاية لاكتمال أجر التضحية، فالمضحي لا بد وأن يطلع على طريقة تقسيم أضحية العيد، بين الأهل والأقارب والجيران والفقراء وأهل بيت المضحي، وهو ما نقدمه عبر القاهرة 24 في التقرير التالي.
تقسيم أضحية العيد
يختلف تقسيم أضحية العيد إلى ثلاثة أقوال مجتمعين على ضرورة منح الفقراء نصيب منها لا أن يستخدم لحومها المضحي وأهله فقط، وتأتي الآراء حول تقسيم أضحية العيد كالتالي:
- عند الشافعية: أفضلية توزيع أضحية العيد على الفقراء والمحتاجين، وأن يأكل منها المُضحّي القليل.
- عند المالكية لا توجد تقسيمة محددة، بل يترك الأمر في التوزيع للمضحي مستدلين في ذلك الرأي بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن ثوبان مولى الرسول صلّى الله عليه وسلّم: "ذَبَحَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ضَحِيَّتَهُ، ثُمَّ قالَ: يا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هذِه، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ منها حتَّى قَدِمَ المَدِينَةَ".
- عند الحنفية والحنابلة: يتم تقسيم الأضحية ثلاثة أجزاء؛ ثلث للفقراء وثلث للإهداء وثلث للمضحي.
كيفية تقسيم أضحية العيد
أوضح مجمع البحوث الإسلامية، كيفية تقسيم أضحية العيد بطريقة شرعية، حيث أكد أنه "قد نص الفقهاء على استحباب تقسيم الأضحية أثلاثًا: ثلث للفقراء والمساكين، وثلث للإهداء، وثلث للأكل ولأهل البيت".
وبيّن المجمع أن أهل العلم استدلوا بقوله تعالى في سورة الحج {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}، أي أن القصد الأول للأضحية إطعام البائس الفقير وهم المحتاجون غير القادرين على شراء اللحوم وخاصة مع ارتفاع أسعار اللحوم هذه الفترة.
واستكمل مجمع البحوث الإسلامية "وليس هذا التقسيم على وجه الإلزام والوجوب" أي أنه لا يوجد دليل إلزامي بتقسيمها إلى 3 أثلاث، وأردف قائلا: "بل للمضحي الحُرّية في تقسيمها كيف شاء، وكما يشاء؛ فيأكل منها ما يشاء، ويتصدّق بما يشاء، ويُهدي ما يشاء".
يأتي رأي المجمع في تقسيم أضحية العيد مستندًا على أن رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ضَحِيَّتَهُ، ثُمَّ قَالَ: {يَا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هَذِهِ}، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ مِنْهَا حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ} رواه مسلم.
إلا أن المجمع عاد ليؤكد أنه كلما كان نصيب الفقراء من أضحية العيد أكبر، كان أجر المضحي فيها أعظم، لحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الذي جاء فيه: "أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا بَقِيَ مِنْهَا؟" قَالَتْ: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا قَالَ: "بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا" رواه الترمذي.
ويشير الحديث حسبما أوضح المجمع إلى أن ما يأكله الإنسان يبلى ويفنى، أما الصدقة وإدخال السرور على المحتاجين يبقى أثره في الآخرة، مستدلًا أيضًا بحديث رواه مسلم أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يَقُولُ الْعَبْدُ: مَالِي، مَالِي، إِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ: مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى فَاقْتَنَى، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ، وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ".
وأوضح المجمع أن الحديث الأخير يعني أن "الذي يحصل للإنسان من ماله ثلاثة أمور كلها فانية إلا واحدة باقية، وهي ما ادخره لآخرته، قال تعالى: "مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ".
متى ينتهي ذبح الأضحية
وحدد مجمع البحوث الإسلامية متى ينتهي ذبح الأضحية في فتوى له عبر الفيسبوك، مؤكدًا أن "المقصود من الأضحية إراقة الدم بذبح ما يتقرب به إلى الله من بهيمة الأنعام في أيام النحر".
وأوضح أن أيام النحر تبدأ بيوم عيد الأضحى إلى آخر أيام التشريق؛ أي غروب شمس آخر يوم من أيام عيد الأضحى؛ لقوله صلى الله عليه وسلم "مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلًا أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِقُرُونِهَا، وَأَظْلَافِهَا، وَأَشْعَارِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ، لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا". رواه ابن ماجه.
هل يجوز ذبح الأضحية ثاني يوم العيد ؟
أوضح القاهرة 24 إجابة السؤال هل يجوز ذبح الأضحية ثاني يوم العيد في تقرير منفصل يمكن الاطلاع على تفاصيله من هــــنــــا ومختصره أنه قد يكون آخر يوم يجوز فيه ذبح الأضحية عند بعض الفقهاء مع رأي آخر يحقق ما يتمناه البعض من مد فترة النحر لأكثر من ذلك.
دعاء ذبح الأضحية في العيد
من المهم ترديد دعاء ذبح الأضحية في العيد، وهو سنة لمن أراد ذبح أضحيته بطريقة شرعية تبعده عن الشبهات، فلا يجوز استخدام أي طريقة لفقد الأضحية حياتها كالصعق الكهربائي والرمي بالرصاص وما شابه ذلك من أعمال تنافي الشريعة الإسلامية.
ويسن للمضحي أن يقول عند اعتزام ذبح الأضحية "بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، هذا عني"، وإن كان المضحي قد وكّل أحدًا ليذبح الأضحية عنه فيجب أن يقول من سيقوم بالذبح "بسم الله والله أكبر اللهم هذا منك ولك هذا عن فلان اللهم تقبل من فلان وآل فلان" ويسمي صاحب الأضحية.
وعند ذبح أضحية العيد أو أي حيوان بقصد أكله مما حلل الله للمسلمين يجب التسمية شرطًا من دونه تحرم لحوم أي دابة على المسلم، وعند ذبح أضحية عيد الأضحى يجب التسمية أيضًا ويستحب الزيادة بما سبق ذكره.