رفض يعلمها لأولاده.. حكاية العم مأمون أقدم صانع قوارب صيد بقنا: المهنة بتندثر ومبتأكلش عيش
في حارة ضيقة يجلس أمام منزله، ليستريح قليلًا من الطرق على سطح قارب صيد خشبي يعمل على تصنيعه منذ 3 أيام، وحوله قطع خشبية يستخدمها لاستكمال عمله في صناعة القارب، وبجواره أحد أبنائه الخمسة والوحيد الذي تعلم منه تلك المهنة التي قاربت على الاندثار.
أحمد فؤاد، وشهرته مأمون عمره الآن 70 عامًا، بدأ صناعة القوارب الخشبية منذ أن كان عمره 16 سنة، لُيساعد والده، ويُحافظ على حرفة العائلة التي أورثها لنجله بحبح مساعده الحالي في ورشة يديرها داخل منزله بقرية دندرة التابعة لمركز قنا.
حكاية أقدم صانع قوارب في قنا
بصنع قوارب صيد بقالي 60 سنة في مركز قرية دندرة لأني وارثها أبًا عن جد، بتلك الكلمات بدأ العم مأمون، أقدم حرفي في صناعة قوارب الصيد بمحافظة قنا حديثه لـ القاهرة 24، ليروي قصة كفاحه تجاوزت النصف قرن في مهنته صناعة قوارب الصيد.
وأكد المعلم مأمون، أن بداية عمله في المهنة عندما كان يبلغ من العمر 16 عامًا توارثها عن والده وجده وكانت في بدايته يجوب المحافظات لصناعة قوارب الصيد بمختلف أنواعها وأحجامها، مشيرا إلى أنه يتم صناعة القوارب في الوقت الحالي من الخشب الأبيض على عكس السنوات الماضية كانت تتم صناعة القوارب من الخشب الكافور والذي ارتفع سعره بشكل كبير.
صناعة قوارب الصيد تكون بحسب أهواء كل صياد، فكل صياد له طلب معين في القارب الذي يرغب بصناعته من خلال مواصفات اختيارية من ناحية المقاس تحديدًا أيًا كان نوع القارب، بحسب العم مأمون، مؤكدا أن القارب يستغرق 3 أيام تقريبا بمعدل عمل 12 ساعة يوميا، بعكس الماضي والذي كان يستغرق أسبوع تقريبا للانتهاء من صناعة القارب.
الصيادون يأتوا إلى العم مأمون من مختلف مراكز المحافظة لصناعة القوارب لاستخدامها في الصيد أو للعبور بين ضفتي نهر النيل، مشيرا إلى أنه يقوم بعمل مقاسات القارب حسب طلب صاحبه، حيث تختلف الأطوال من 4 أمتار إلى 6 أمتار ويستخدم المنشار اليدوي في قص الأطوال وتجميع الهيكل بالخشب الأبيض.
ويضيف: الإقبال مش زي الأول زمان كنا بنصنع بالـ 10 والـ 15 قارب شهريا لكن دلوقي بنصنع نفس العدد على مدار العام بالكامل.
وأوضح أن في الماضي كانت عمولته في صناعة القوارب تترواح من 15 إلى 30 جنيها، أما الآن فوصلت العمولة لـ 5 آلاف تقريبا نظرا لارتفاع أسعار المادة الخام.
رفض العم مأمون تعليم مهنته ومهنة أجداده في صناعة القوارب لأبنائه الخمسة، بسبب الركود الذي ضرب صناعة قوارب الصيد، إلا أن ابنه الثاني أصر على استكمال رحلته وأصبح يساعده في عمله، قائلا: صناعة القوارب متأكلش عيش دلوقتي والشغل مبقاش زي الأول والأفضل ليهم يتعلموا صنعة تاني.