رفقا بمصر للطيران
تواجه الشركة الوطنية مصر للطيران حملة هجوم تعد الأشرس في تاريخها الذي اقترب من 91 عاما متربعة على عرش أول شركة طيران في إفريقيا والشرق الأوسط والسابع عالميا، وللأسف تتصدر حملات الهجوم على منصات التواصل الاجتماعي ويتفهم ويدرك الجميع مدى غيرة واعتزاز المصريين على شركتهم الوطنية التي تعد جزءا من لحظات وذكريات جميلة محفورة داخل أذهان كل مصري ومصرية.
الجميع يتقبل الانتقاد على الخروج من قائمة أفضل 100 شركة طيران في العالم ولها أسبابها وما استوقفني هجوم رجل الأعمال المثقف نجيب ساويرس وهو رجل أعمال نقدره ونحترمه جميعا، وقد اعتدنا أن تكون تصريحاته دقيقة بأمور يفهمها وعلى علم كامل بها مثل المقاولات والبورصة وغيرها لكن ليس الطيران!.
وإن كانت التصريحات الصادرة عن مصر للطيران بشأن المعاناة بسبب تداعيات كورونا لا تأخذ بعين الاعتبار أو لم يتم تداولها بشكل بسيط وواضح لتيسر استيعابها، فأود أن أوضح بعض الأمور، فصناعة الطيران ليست بالصناعة المربحة بالشكل الذي يتخيله البعض، وإلا كان المهندس نجيب ساويرس أول مستثمر بها.
فبعد الخسائر العميقة لكوفيد 19 هامش الربح الصافي بلغ 1.2٪ وشركات الطيران تحقق فقط 2.25 دولار لكل راكب في المتوسط ، فإن إصلاح الميزانيات العمومية التالفة وتزويد المستثمرين بعائدات مستدامة على رؤوس أموالهم سيظل يمثل تحديًا للعديد من شركات الطيران، وهذا ليس تصريحا أو اجتهادا شخصيا ولكن هذا تصريح رسمي صادر عن رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) ويلي ويلش بتاريخ 5 يونيو 2023.
لابد أن يمثل لنا هذا التصريح شيئا مهما وهو أن صافي الربح بسيط جدا لكل راكب، وهو 2.25 دولار بالمقارنة لحجم المدفوعات والالتزامات الكبيرة لشركات الطيران ومنها مصر للطيران خلال فترة توقف حوالي عام ونصف بسبب كورونا بنسبة انخفاض في التشغيل تعدت الـ66٪ فهي بمثابة كارثة، ولنا في شركة الإمارات الشقيقة مثالا بتسجيلها 6 مليارات دولار خسائر بسبب كورونا، ولكننا لم نر شائعات عن بيع الإماراتية أو هجوم شرس على مواقع التواصل الاجتماعي، بل تكاتف الجميع حكومة وشعبا على دعم الشركة الشقيقة الإماراتية، ويمكلون ما يسمح لهم بالتعافي بشكل أسرع عن غيرهم، وإن كان التعافي بعد الأزمات الكبرى في عالم الطيران بمثابة تحدٍ كبير قابل للتنفيذ ولكن بشكل بطيء.
في قطاع الطيران المصري الجميع يسابق الزمن في رفع جودة الخدمات المقدمة للراكب وجعل تجربة السفر أكثر سهولة ومرونة مع وضع خطط قريبة المدى لتحديث وزيادة الأسطول مع زيادة عدد نقاط الوصول إلى الوجهات، ولكن أولا رفقا بمصر للطيران فتظل هي دائمًا الذراع الوطنية الجوية لجمهورية مصر العربية، ولنا في أزمة كورونا مثالا عندما تخلت معظم شركات الطيران عن إجلاء رعاياها واكتفت بتحذيرهم من الخروج حفاظا على أرواحهم، إلا مصر للطيران أجلت حوالي 12 ألف مصري، فدائما معكم مهما كانت شدة الأزمات، ودائما هذه مصر للطيران.