من ورشة بدمياط لرحلات حول العالم.. قصة مواطن يجوب القارات بـ عجلته: عايش بـ كِلية واحدة ونفسي بنتي تكون فخورة بيّا
لا يمكن للموهبة أن تحل محل المثابرة، فهناك الكثير من الموهوبين أصحاب الهوايات حول العالم، ولكن البطل الحقيقي هو من يثابر ويجد القوة على التحمل لما يرغب في الوصول إليه، رغم العقبات الشديدة، وهو ما قام به المصري محمد سليم، الذي قرر أن يتحدى ظروفه الوعرة، ويجوب العالم بدراجته الهوائية، في حين أنه يمتلك كِلية واحدة.
رحلة محمد سليم
من قلب محافظة دمياط، انطلق محمد سليم بدراجته إلى أوروبا، حيث كانت بمثابة الونيس له في مصر في كافة طرقه، يذهب بها إلى ورشة النجارة، ويبيع العفش للزبائن الذي كانت مهنته ينفق منها على دورات تدريبية خاصة بتطوير اللغة.
درس سليم اللغة اليابانية كلغة ثانية في كلية السياحة والفنادق، بحسب روايته لـ القاهرة 24، وتخرج في جامعة الإسكندرية عام 2010، ونظرًا لأن أماكن الدورات التدريبية في القاهرة، كان يقفز بين الجامعة والقطار للقاهرة، وكذلك محافظته دمياط للعمل في النجارة وبيع الموبيليا.
بعد تخرج سليم، عمل في أماكن مختلفة خاصة بالسياحة، إلى أن تمكن من السفر إلى اليابان، آخذًا معه دراجته، حيث نجح في أن يعمل هناك مرشدًا سياحيًا، بعد أن نجح في استخراج التراخيص، بالإضافة إلى عمله سائق تاكسي ليدمج الوظيفتين معًا.
كلية واحدة
محمد سليم وُلد بكِلية واحدة، وخضع لعملية جراحية بها كما أنه مصاب بانزلاق غضروفي، ورغم ذلك لم يتوقف عن تحقيق هدفه، وهو التجول بالعجلة داخل اليابان، فبدأ بمسافات قليلة نجح فيها بأن يشرح لليابان أنه شاب مصري، كما كتب على دراجته، حتى أنه كان يوزّع أوراق بردي تشرح التاريخ المصري للعامة.
المسافات أصبحت آلاف الكيلومترات، وأصبح سليم يسافر داخل اليابان من الشمال إلى الجنوب بالعجلة خلال 28 يوما حبًا في دعم سياحة بلده مصر، وأحب بعد ذلك أن يرى العالم بالعجلة، حيث إنها الوسيلة التي تجعل الشخص يعيش ويستمتع بالمناظر الطبيعية دون سرعة وكذلك دون السير على الأقدام، كونها تعتبر وسيلة وسطية.
وبعد ذلك أخذ محمد دراجته، وسافر إلى هولندا وبلجيكا وشمال فرنسا، وهناك ما يعرف بـ المعدية، والتي أوصلته إلى لندن ثم فرنسا ولوكسمبورج وألمانيا وسويسرا، وأخيرًا انتهت رحلته بالوصول إلى إيطاليا، معبرًا عن سعادته بإنجازه قائلًا: عندي بنت وحيدة ونفسي تكون فخورة بيا.