السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مركز الدراسات والحوار للروم الأرثوذكس.. منارة لحوار الأديان وتجسيد للعيش المشترك

الإثنين 10/يوليو/2023 - 03:15 م

انطلاقًا من إيماننا وإدراكنا أنه ومن الأهمية القصوى أن يكون للكنيسة الأرثوذكسية مؤسسات فاعلة في المجتمع، ومن أجل تجسيد رسالتها السامية، ومحبتها وانفتاحها على العصر ومتطلباته، جاءت فكرة تأسيس المركز البطريركي للحوار والدراسات لبطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس ليكون لها مركز للحوار ينسجم مع دورها الممتد عبر العصور.

وإيمانًا بأن العيش المشترك بحاجة دائمًا إلى الحوار البناء، بادر صاحب الغبطة بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس ثيوذوروس الثاني بإنشاء مركز الدراسات والحوار في دير مار جرجس البطريركي في مصر القديمة، والذي يُعد المشروع الأول من نوعه في جمهورية مصر العربية التابع لبطريركية الروم الأرثوذكس، إذ تم افتتاح هذا المركز يوم السبت 6 نوفبر/تشرين الثاني 2021، بحضور ممثل عن الأزهر الشريف وممثلون عن جميع الكنائس التي تُمثل مجلس كنائس مصر والذي كان لي الشرف العظيم أن أكون الأمين العام له حتى فبراير الماضي.

إذًا في مصر القديمة وفي مجمع الأديان تحديدًا، في هذه المنطقة العريقة تاريخًا وحضارة، والغنية بعبق التاريخ الراسخ الجذور، أصبح هنالك مركز للحوار، يوفر تسهيلات وتقنيات القرن الحالي. ليخدم بذلك الحوار بين الأديان وبين الكنائس المسيحية، ولاستضافة اجتماعات مجلس كنائس مصر واللجان المنبثقة عنه، ومؤتمرات الشباب وكافة مراحل الحياة من الذين يحتاجون إلى من يجمعهم، ويسمعهم ويوفّر لهم بيئة نقيّة تُحفِّزهم على إبراز مواهبهم الإبداعية وتوجيه طاقاتهم من أجل خدمة الإنسان والمجتمع والوطن.

ونتيجة لذلك يلتمس اليوم الجميع في هذا المركز روح المحبة والتعاون والتلاقي مع كافة الإخوة لتجسيد العيش المسيحي الإسلامي المشترك الممتد منذ قرون طويلة في أرض الكنانة المباركة الذي جسدته قولًا وعملًا.

ومن الجدير بالذكر أن خدمات هذا المركز لا تقتصر على أبناء الوطن فحسب بل تشمل الأشقاء من الدول المجاورة والأصدقاء من العالم أجمع، لكي يكون هذا المركز منارة ومقصدًا للحكمة والفكر البناء وساحة مشرقة للنقاش وبوابة لتلاقي الحضارات وجسرًا يربط الشرق مع الغرب بما يلائم ثقافتنا.

يحتوي هذا المركز على قاعة إجتماعات مزودة بأحدث التقنيات والوسائل الحديثة المتطورة والتي من شأنها تسهيل إقامة المؤتمرات للوفود الرسمية للكنيسة والبطريركية ولإقامة المحاضرات والاجتماعات، بما يصب في مصلحة تبادل الخبرات. ويضم أيضًا كنيسة صغيرة على اسم القديس مرقس الإنجيلي مؤسس كنيسة الإسكندرية، كما يضم أيضًا مكتبة وقاعات متعددة الأغراض.

ومن الجدير بالذكر أن أي زائر يأتي إلى الدير يجد صورة مشرفة للعيش المشترك بمصر، وذلك حينما تجد أشخاصًا من ديانات مختلفة يزورون الدير ويدعون الله بقلوب مؤمنة، كما يوجد مئات اللوحات الرخامية في مزار القديس إستفانوس داخل الدير لأشخاص مسلمين ومسيحيين يشكرون الله القدير على المعجزات التي حصلت لهم في هذا المكان المقدس.

وتُعرض أيضًا في نفس المزار واحدة من عكازات رعاية البابا كيرلس السادس، البطريرك الـ116 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية مع أيقونته، كتذكار لزيارته التاريخية التي قام بها في ستينيات القرن الماضي للدير، إذ اصبح هذا المزار مقصدًا للآلاف من الإخوة والأخوات من الكنيسة القبطية للتبرك من عكاز رعاية أبيهم الروحي الموجودة في الدير. إذًا وقبل إنشاء مركز الحوار، كان الدير وما زال وسيبقى بنعمة الله شهادة حية للوجود المسيحي في مصر وملتقى للأديان ومختلف الكنائس المسيحية.

في النهاية نشعر بالحاجة الداخلية، أن نصلي بعميق مشاعر المحبة والرجاء من أجل مصر المباركة، من أجل مصر العظيمة التي تقدم وتجسد في كل يوم أروع الأمثلة في المحبة والعيش المشترك للعالم أجمع، ونصلي أيضا من أجل هذه البلاد التي احتضنت العائلة المقدسة، كما نصلي من أجل قيادتها وجيشها وكل شعبها أن يحفظهم الله ويمدهم بالعزم والقوة والثبات من أجل خدمة "أم الدنيا" ورفعتها... آمين.

تابع مواقعنا