وزير التعليم: نحتاج لمعلمين لديهم شغف بمهنتهم واحترام لتلاميذهم واحتياجاتهم
شهد الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم الإثنين، مراسم توقيع بروتوكول للتعاون مع مركز تطوير التعليم EDC لإعداد وتدريب المعلمين، وذلك بحضور الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وبدوره أعرب الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الهام، موجهًا الشكر للدكتور أيمن عاشور على استضافة احتفالية توقيع مذكرة التفاهم مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، كما وجه الشكر لمارجريت سانشو القائم بأعمال مديرة البعثة الأمريكية للتنمية الدولية على حسن تعاونها، ودعمها الدائم لجهود تطوير وتحديث التعليم المصري.
وأكد الدكتور رضا حجازي أن التعاون بين وزارة التربية والتعليم المصرية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ليس جديدًا، وإنما هو تعاون قديم ومتواصل، فالآن وفي هذه اللحظة التي نحتفل فيها معًا بتوقيع مذكرة التفاهم هذه تتواصل جهود وأنشطة المشروعات التعليمية التي تمولها الوكالة في إطار استراتيجية التعاون مع الدولة المصرية.
وأشار وزير التربية والتعليم إلى أنه من بين هذه المشروعات مشروع تعزيز مهارات معلمي مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا، ومشروع التعلم في السنوات الأولى، ومشروع قوى عاملة مصر، ومشروع قرية متعلمة، ومشروع التعليم للمستقبل، ومشروع مبادرة تميز المعلم.
وأكد الدكتور رضا حجازي، أنه لا لتطوير للتعليم دون الارتقاء بالمعلم والتعاون المستمر مع وزارة التعليم العالي وكليات التربية من أجل تدريب وتقييم المعلم، مشيرًا إلى أن الوزارة أطلقت العديد من المبادرات والمشروعات التي تهدف إلي تحقيق التنمية المستدامة للمعلمين وتعزيز قدرات المعلمين ومهاراتهم مما ينعكس بشكل مباشر على النهوض بالمستوى التعليمي للطلاب وبالمنظومة التعليمية بالدولة، موضحًا أن كليات التربية جزء لا يتجزأ من عملية التطوير لمسئوليتها المباشرة عن إعداد المعلمين، ومؤكدًا أهمية مواءمة برامج إعدادهم مع جهود الإصلاح الوطنية ومتطلبات المرحلة الحالية والمناهج الجديدة؛ لتطبيق أفضل الممارسات في هذا الشأن
مركز تطوير التعليم EDC
وأضاف وزير التربية والتعليم أن الوزارة قد أطلقت منذ عام 2017 مشروعها الطموح لتحويل التعليم المصري إلى منظومة حديثة متطورة، تهدف إلى إتاحة التعليم الجيد للجميع دون تفرقة أو تمييز على أساس الجنس، أو اللون، أو العقيدة، أو المستوى الاجتماعي، أو الاقتصادي، مستهدفة الاتجاه نحو تحقيق أهداف مصر للتنمية المستدامة 2030، مشيرا إلى أن الوزارة مستمرة في جهودها لبناء النظام التعليمي الجديد؛ ليواكب التغيرات المتلاحقة والمتسارعة على جميع الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، على المستوى القومي والإقليمي والعالمي.
وفي إطار المنظومة التعليمية الجديدة، قال الدكتور رضا حجازي: "سيظل المعلمون المصريون وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وتوفير بيئة عمل داعمة وتقديم خدمات تنمية مهنية متميزة لهم على رأس أولويات الوزارة، فنحن نؤمن بأن المعلمين هم بناة الحضارة، وبأن أثرهم على نمو تلاميذهم المعرفي والاجتماعي والنفسي، والوجداني، والأخلاقي يظل ممتدا مدى الحياة".
ولفت وزير التربية والتعليم إلى أن هوية المعلم لا تتشكل عند التحاقه بالعمل كمعلم بالمدارس على اختلاف أنواعها، وإنما تتشكل منذ بداية التحاقه ببرامج الإعداد بكليات التربية في الجامعات المصرية الحكومية، فبرامج الإعداد يقع على عاتقها اختيار أفضل العناصر ممن لديهم الاستعداد الفطري والقدرات الكامنة اللازمة للعمل بمهنة التعليم، ويمثل ذلك أول لبنة يتم وضعها لبناء فريق العمل من المعلمين المصريين، ويلي اختيار الملتحقين ببرامج إعداد المعلمين ضرورة التعاون الوثيق والعمل التشاركي بين الوزارة وكليات التربية، وذلك لتصميم وبناء وتنفيذ برامج إعداد حديثة متطورة مواكبة للعصر تمكن معلمي المستقبل من المعارف والمهارات والاتجاهات التي نحتاجها لتحقيق أهداف النظام التعليمي الجديد، موضحا أن النظام التعليمي الجديد في حاجة ماسة إلى معلمين يتمتعون بالسمات الشخصية، والمهارات اللغوية الملائمة لمهنة التدريس فضلا عن احترام العمل الجماعي والقدرة على تنظيمه وإدارته بكفاءة، ويمثل ذلك أساسا لنجاح تنفيذ عملية التعلم، القائم على المشروعات.
وأشار الدكتور رضا حجازي إلى: أننا في حاجة ماسة إلى معلمين لديهم شغف بمهنتهم، واحترام لتلاميذهم واحتياجاتهم النفسية والبدنية، قادرين على التواصل مع أولياء أمور تلاميذهم واحترام دورهم، وأهمية مشاركتهم في تعليم الأبناء، مشيرا إلى أننا في حاجة إلى معلمين لديهم القدرة على التفكير الإبداعي، وروح المبادرة، للنهوض بمدارسهم ومجتمعاتهم المحلية، ومؤكدا أننا في حاجة إلى معلمين على قدر عال من الوعي بقضايا المساواة بين الجنسين واحترام الاختلاف والتنوع، وتقدير المتعلمين من ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن تمتعهم بمهارات فائقة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقدرة على فهم الطفرات الهائلة المترتبة على الذكاء الاصطناعي وأثرها على تلاميذهم، على اختلاف أعمارهم، والتعامل مع كل هذا بوعي ومهارة.
وتابع الدكتور رضا حجازي أن توجه العالم الآن نحو الدراسات البينية، وتداخل التخصصات، يفرض علينا ضرورة إعداد معلمين لديهم معرفة وفهم وخبرة بهذا التوجه، ليس فقط بتدريس محتوى متداخل التخصصات سابق الإعداد، وإنما أيضا لديهم القدرة على إعداد هذا المحتوى وتنظيمه وتقديمه لتلاميذهم بمهنية عالية وفهم عميق.
واختتم الدكتور رضا حجازي كلمته قائلا: إن مشروع مبادرة تميز المعلم يأتي ليتوج التعاون بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم الفني، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لدعم جهود الدولة المصرية لبناء هذا الجيل الجديد من المعلمين القادرين على النهوض بالتعليم المصري، وتسريع وتيرة العمل فمصر تسابق الزمن، وتتطلع إلى المستقبل بشغف وإرادة لا تلين تحت قيادة سياسية واعية ومخلصة للوطن، للعمل سويا نحو هذا الهدف المشترك.