الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عبد الحليم حافظ أخطأ بتركه تراثا فنيا.. والنتيجة مخصماك

الإثنين 10/يوليو/2023 - 07:25 م

منذ طفولتي وأنا أسمع أغاني عبد الحليم حافظ، صوت يدخل القلب ويحرك المشاعر ويعبر عن حالة الإنسان، وقت الفرح تجد مقطوعة عندليبية تنعشك، ووقت الحزن تجد مقطوعة أخرى تدمر مشاعرك وتجعلك تبكي، وفي حين آخر تجد ما يعبر عن فرحة نجاحك بمقطوعة الناجح يرفع يده، كلها مقطوعات سمعية تنظف الأذن، وتهون على من يسمعها ضغوط اليوم.

علمتُ أن الجمهور كان يتحرك خلفه زاحفًا من الجنوب إلى الشمال، وآخرين يعبرون القارات ليجلسوا أمامه عدة ساعات يستمعون لبعض أغانيه التي عُرفت بالصدق والاحساس والعاطفة، وعلمتُ أن بعض الأشخاص كانوا يصرخون بعد رائعة موسيقية غناها العندليب، وهناك من كان "يسرح" وينسى كل من حوله بعد  كوبليه غنائي بالجواب الموسيقي له.

علمُت أن الجمهور عشق عبد الحليم حافظ بصوته فقط، وظلوا يستمعون له فترة من الزمن دون رؤيته، باعتباره البطل الصوتي والغنائي في فيلم الوداع بطولة الراحل عبدالله غيث، وعلمتُ أن حفله الأول في خمسينيات القرن الماضي شهد حشدا جماهيريا فريدا من نوعه.. ليعرفون شكل هذا الصوت الفولاذي.

عبد الحليم حافظ

كان بطل شعبي غنائي، يأتي له العديد من الجماهير العربية، وينتظر حفلاته صفوة المجتمع وكان الجلوس أمامه بمثابة وقتًا لصفاء الذهن و"ترويقة" للعقل، ولقب بالمطرب الوطني لـ غناءه العديد من الأغاني الوطنية التي كانت تهون على العساكر في مبيت الحروب، وتشعر المواطن المصري بالنصر والفخر.

ورحل العندليب عبد الحليم حافظ وترك أكثر من 200 رائعة غنائية، وظن البعض أنه أذنب وأخطأ بتركه صوتا حتى أصبح في متناول الجميع، هذا يضع صوته على قرف سمعي بعنوان "مسا مني ليكو"، وآخر يستخدم صوته على أغنية "مخصماك".. وغدًا وبعد غد يخرج آخرون ويضعون جوهرة العندليب الصوتية على هطل غنائي آخر.. وعندما تتحدث معهم يقولون "ذكاء اصطناعي"، أو ينكرون ويزعمون أنه مغني Al جديد صوته يشبه صوت العندليب. 

عبد الحليم حافظ لم يخطئ 

وفي حقيقة الأمر، عبد الحليم حافظ لم يخطئ بـ تركه تراثا غنائيا ظل حتى وقتنًا هذا هو الأفضل في الصناعة الموسيقية، ولو كان يعلم باستخدام بصمة صوته على أشباه الأغاني، كان سيحنطها ويوصي بدفنها معه.

ولكن نحن المخطئون، لماذا نسمح لـ هؤلاء الأشخاص بتدمير قيمة غنائية كبيرة ظل اسمها يتردد في جميع أنحاء العالم إلى هذه اللحظة، أين نقابة المهن الموسيقية من الحفاظ على تراثها الفني والغنائي؟ أين عائلة العندليب؟ أين محبي العندليب؟ نحن في كارثة يطلقون عليها "ذكاء اصطناعي" ولابد من إيقافها من قَبل الجهات المختصة!

ويبقى السؤال الذي نحتاج إليه جميعًا جوابًا.. من المستفيد من إفساد التراث الفني؟ هل نتائجه التريند حتى تجعل الجميع يتحدث عنك كـ سارق؟ أم نتائج كثرة المشاهدات لجمع أموال؟ أم تدمير الجانب الإيجابي في الفن المصري؟

تابع مواقعنا