ربطنا بعض بحبل عشان منتوهش.. أول ظهور للحاجة سعاد شقيقة جمالات المتوفاة بالحج: النور انطفى بقلبي وعيني
أنا اتذليت من غيرها وكنت خايفة وأنا ماشية لوحدي، كانت روحي وعكازي وكل حاجة ليا.. بهذه العبارة بدأت الحاجة سعاد في أول ظهور لها بعد وصولها من الأراضي المقدسة إلى مصر، وصف أيامها بعد وفاة شقيقتها جمالات، خلال أداء فريضة الحج، ودفنها بأرض مكة.
وروت الحاجة سعاد لـ القاهرة 24، تفاصيل وفاة شقيقتها جمالات قائلة: كانت متوفية وشكلها كان حد حاطتلها مكياج، وشها كله نور وقبول ويدل أنها من أهل الجنة.
واشترت الشقيقتان قبل السفر حبلا برتقالي اللون من محافظة الغربية حتى تربطان به بعضهما البعض، نظرًا لأن الحاجة سعاد لم تستطيع الرؤية سوى بشكل بسيط، وخوف شقيقتها جمالات أن تختفي من أمام أنظارها داخل الحرم، موضحة: جبنا حبل وربطنا بعض بيه عشان منتوهش.
الشقيقتان جمالات وسعاد
ذهبت الشقيقتان جمالات وسعاد، إلى المدينة من السبت إلى الأربعاء، وبدأتا في أداء مناسك الحج، وقبل وفاتها بيوم، كانت تنوي عمل عمرة لشقيقتها الثالثة المتوفاة قبل أشهر، فكانت تتوضأ وتصلي والفرحة تغمرها، لم تصدق أنها أمام الكعبة المشرفة.
صعدت جمالات إلى الغرفة، في اليوم الخامس من أداء فريضة الحج، وورائها شقيقتها سعاد، استعدادًا للنوم والاستيقاظ مبكرًا لأداء العمرة للشقيقة الثالثة، لكنها نامت على جانبها اليمين ولم تصحو مرة أخرى، تلك اللحظة التي انهارت بها شقيقتها سعاد ولم يتمكن الحجاج من السيطرة عليها، حتى أنها مزقت حجابها رغم مرضها.
النور انطفى في قلبي وفي عيني، ونمت أول ليلة في الشارع.. عبارة تصف معنى الألم اللي عشته الحاجة سعاد بعد فراق شقيقتها جمالات، والتي دُفنت في الأراضي المقدسة، بحسب وصيتها لأسرتها قبل السفر، فكانت قالت قبل الذهاب للحج: لو مت هناك سيبوني أوعوا تجيبوني حتى لو معاكم فلوس.
وأكملت الحاجة سعاد مناسك الحج بمفردها، وهي وحيدة خائفة بالأراضي الواسعة دون وجود شقيقتها معها، التي كانت تمسك الطرف الآخر من الحبل، الذي ربطتا بعضهما به، متذكرة كل لحظة كانت تستعد لها شقيقتها جمالات من أجل الحج، فكانت تغمرها سعادة عارمة، حتى أنها طلبت من شخص ما بالحرم تصويرهما سويًا، لتوثيق اللحظة التي كانتا تنتظراها لمدة 20 عاما، تدخران المبالغ حتى تؤديان مناسك الحج، ولم تعلما أنها صورتها الأخيرة.