تواصل مظاهرات يوم المقاومة بإسرائيل.. احتجاجات واعتقالات وتحذيرات من حرب أهلية| صور
تعيش إسرائيل حالة من الفوضى العارمة والاضطرابات منذ مطلع العام الجاري، على خلفية خطة الإصلاحات القضائية التي يريد تطبيقها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي دفعت لخروج مظاهرات عارمة في كافة المدن الإسرائيلية بشكل متواصل، أدت إلى وقوع اشتباكات بين قوات شرطة الاحتلال والمتظاهرين والتي اعتقلت أعداد كبيرة منهم على مدار الأشهر الماضية.
وتحذر الأوساط الرسمية الإسرائيلية من خطورة المظاهرات والاحتجاجات المتواصلة على المجتمع الإسرائيلي، والتي قد تدفع نحو نشوب حرب أهلية بين طوائف المجتمع، خاصة المجتمع العلماني ونظيره المتدين في تل أبيب، وكذلك يرون أن هناك خطر كبير على كافة مؤسسات إسرائيل، وعلى رئيس المؤسسة العسكرية التي ظهرت فيها بوادر عصيان الأوامر العسكرية ورفض الذهاب للوحدات العسكرية اعتراضًا على خطة الإصلاحات القضائية.
احتجاجات عارمة في إسرائيل
وحسب ما نشرته صحيفة معاريف العبرية، شارك عشرات الآلاف من المتظاهرين في تظاهرات وإغلاق طرق في العديد من المواقع في أنحاء البلاد اليوم الثلاثاء احتجاجًا على خطة الإصلاحات القضائية، وأغلقت الطرق الرئيسية لساعات واعتقل عشرات المتظاهرين فيما تعمل الشرطة على إخلاء المتظاهرين وفتح الطرق أمام حركة المرور.
ومن ناحية أخرى، وقعت اضطرابات بالقرب من بنك إسرائيل الوطني، حيث حاول المتظاهرون دخول المبنى وصدتهم الشرطة واعتقلت عددًا منهم، حيث يتمركز أكثر من 1000 شرطي في مكان الحادث، بينما وقع صدام بين الشرطة الإسرائيلية ومحتجين بمطار بن جوريون في تل أبيب، حيث وصل آلاف المتظاهرين إلى صالات العائدين من الخارج، وأقاموا الاحتجاجات، وفقًا للصحيفة.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى خروج مجتمع المثليين للمشاركة في الاحتجاجات، والذين قالوا: خرجنا اليوم للاحتجاج في عدد كبير من المراكز في جميع أنحاء البلاد لأن كل من يدوس على المحكمة، يدوس على مجتمع المثليين وحقوقه لن نسمح له بذلك.
واعتقلت قوة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي تدعى قوة كابلان 58 شخصا حتى الآن، من بينهم مصور صحفي أثناء تغطيته للاحتجاج، بعد أن زعمت الشرطة أنه ضرب شرطيًا، وتم القبض على المتهم بالاعتداء على شرطي ومخالفة النظام العام، وفقًا لمعاريف العبرية.
وقال مصور يديعوت أحرونوت جيل نيهوشتان، الذي اعتقلته الشرطة بعنف أثناء تغطيته للمظاهرة في حيفا، بعد إطلاق سراحه: كنت أقوم بعملي كما هو الحال في كل مظاهرة، هاجمني شرطي، ودفعته بعيدًا، ادعى أنني لكمته في عينه، ولا أعرف ماذا يريد لكن سيتضح كل شئ مع الوقت.
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، تتواصل الاحتجاجات بشكل كبير في جميع أنحاء إسرائيل، واعتقلت قوات الشرطة ما لا يقل عن 67 شخصًا على مدار اليوم استعدادا لتجديد الاحتجاجات مساءً في عدد من المراكز.
تحذيرات من حرب أهلية في إسرائيل
وبحسب الصحيفة، وصل 800 شاب من عشرات الكيبوتسات إلى بحيرة طبريا في اليومين الماضيين، وقاموا ببناء أطواف لعبور البحر من الغرب إلى الشرق، وكتبوا على أشرعة القوارب: عندما تختفي الديمقراطية، تقترب الحرب الأهلية، ولا توجد ديمقراطية في ظل حكومة نتنياهو، وسيشارك 3500 شاب وشابة من 200 كيبوتس في الاحتجاجات على مدار الأسابيع المقبلة.
وقالت المنظمات الاحتجاجية في إسرائيل: إن الشرطة تقوم عن طريق قوات الحرس الوطني بتفريق المتظاهرين في عدة مواقع، وتتسبب في ازدحام هائل دون سبب، وندعوهم للتوقف عن ذلك وعدم اعتراض المتظاهرين.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية متظاهرين في منطقة نيتاف حيث بدأ الاحتجاج الرسمي بمشاركة آلاف الأشخاص، وفي الوقت نفسه دعا منظمو الاحتجاج عند مفرق كركور المتظاهرين إلى الحضور الساعة 19:00 وقالوا: نحن في خضم معركة بطولية تجري على جبهات عديدة، هذا اليوم مشهود في تاريخ إسرائيل.
وعلق وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن جفير على المظاهرات قائلًا: المتظاهرون تجاوزوا كل الحدود والخطوط الحمراء، وهدد المتظاهرون بإسكات دولة إسرائيل بأنهم سيأخذون خطوة أخرى في خرق القانون، وبالفعل تجاوزوا اليوم كل الحدود والخطوط الحمراء، ومنعوا مرور سيارات الإسعاف، وهذا خطر على حياة الناس.
وتابع: أطالب الجهات القضائية بعدم الاعتراض على قرارات الشرطة والتوقف عن منعنا من التصدي لهؤلاء المشاغبين والبدء في تطبيق القانون من أجل السيطرة عليهم.
وهاجمت وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريجيف المظاهرات في إطار يوم المقاومة، قائلة إن الحواجز غير قانونية، وهذا إجرام، ولا يمكن أن تكون المرأة التي تلد لا تستطيع الوصول إلى المستشفى، وأن المرضى لا يستطيعون ذلك، هذا انتهاك للنظام العام والديمقراطية.
وأضافت ريجيف: لا أحد فوق القانون، الحواجز والطرق المحترقة وإغلاق الطريق السريع والكتابة على الجدران حقيقة لا يمكن قبولها، إذا كانت الهيئات القضائية لا تعرف كيفية إيجاد حل لهذا، فعليها التخلي عن الأمر وترك الأمن يتصرف بحرية، أنهم يدعمون الفوضى ولا يمكن ترك هذا يمر بسهولة.
