الجمعة 20 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الجنتل مان

الخميس 13/يوليو/2023 - 10:38 م

جنتل مان هو مصطلح غربي تم استيراده وفرضه على مجتمعاتنا تدريجيا منذ زمن.. وبما أننا لدينا عقدة الخواجة وابتلعنا الطعم الغربي الذي صور لنا أننا متخلفين ورجعيين وعلينا مواكبة التحضر والتطور. 


كان من بين ذلك فكرة "الجنتل مان" ومان تعني الرجل باللغة الإنجليزية كما يعرف الجميع، أما "جنتل" فيمكن وضع عشرات الجمل والمرادفات للدلالة عليها بحسب استخدامها كما رأيناه، ولكن جميعها تتلخص في أنه رجل مسخ لا يغار على عرضه من الأساس، ومطيع على الدوام وشبه المخنث أمام المرأة بشكل عام، وقد يكون في الحقيقة من أقذر الناس لكنه يظهر الرقة والذوق فقط أمام النساء، وأهم ما فيه أنه لا يسأل أو يتدخل في أمور تخص زوجته أو ابنته أو أي امرأة في حياته يفترض أنه مسئول عنها أسئلة من شأنها هز صورته كرجل جنتل. 


مثل أين ذهبتِ، لماذا تأخرتِ، من ذلك الذي تتحدثين معه، ما هذه الملابس التي تخرجين بها إلى الشارع، والأهم من ذلك عليه أن يؤمن بفكرة صداقة الرجل والمرأة وأن يتقبل وجود أصدقاء ذكور لزوجته أو بناته تحت شعار الثقة فيهن لأن ذلك من أساسيات قواعد الجنتلة. 
 

وإذا حدث وخرج هذا الرجل اسما وليس صفة عن تلك القواعد فإنه يتراجع فورا ويعتذر حفاظا على شكله العام وعدم تغيير الفكرة الجنتلية عنه. 
 

وللعلم كثير من الأوغاد اتخذوا ذلك الأمر ستارا لأغراض دنيئة يوقعون بها النساء والفتيات، من أجل إقامة علاقات وقد تنخدع كثيرات من المغفلات وتقع في ذلك الفخ الذي نصب لهن، ثم تكتشف بعد خسارة كبيرة أنه محض خيال وزيف. 
 

وبالطبع لجعل هذا المصطلح براقا ومقبولا، بداية حمل بعض المعاني الجيدة أيضا كنوع من دس السم في العسل وذلك ما سنجده دائما في جميع الشعارات المسمومة المستوردة التي دمرت منظومة الأخلاق في مجتمعات حملت رسالة سماوية هي الأعظم وقال نبيها الكريم محمد صلى الله عليه وسلم:إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
 

ومن ذلك استمد أمير الشعراء أحمد شوقي كلماته المبدعة: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.. خلاصة قولي لكل ذكر فقط كن رجلا بحق.
 

ورجل تعني الكثير إذا عرفنا معناها وطبقناها بشكل صحيح.. وعن علاقتك بالمرأة، فالإسلام وضع ضوابطها بشكل لم ولن نجد أكثر رقيا ولا تحضرا منه في زمن كانت فيه مهانة في كل الأرض قبل 1400 عام، والآن بكل أسف يعيدونها كسلعة تعرض لكل من كان وكأنها في سوق الرقيق بشكل مختلف عن السابق. 
 

وربما أخذ الغرب كثير من تلك التعاليم كغلاف لمصطلحهم المخادع، ثم تم وضع بصمتهم التي هي الهدف الأساسي التي تحول الرجل شبه ديوث لا يغار على عرضه كما ذكرت آنفا، وإلا فقد صفة الجنتل مان، وأصبح شرقيا رجعيا متخلفا لا يشبه الرجل الغربي المتحضر. 


وها نحن نرى الأمور تتطور تدريجيا حتى أصبح مصطلح "المساكنة" يردد كثيرا ويجد من يروجه ويدافع عنه، وهو لمن لا يعرفه، عبارة عن إقامة فتاة مع شاب في منزل واحد دون زواج، أو مجموعة من الفتيات والشباب حتى. 


وسمعنا على الشاشات امرأة تقول بكل تبجح ليس من حق الرجل أن يسأل زوجته أين قضت ليلتها عندما تأتيه في الصباح أو بالعامية "كانت بايتة فين".


وقد بدأنا نسمع عن اختفاء فتيات ودعوات لله بعودتهن سالمات عبر التواصل الاجتماعي، والدنيا تنقلب رأسا على عقب، ثم بعد ساعات أو أيام نجد أنها عادت إلى بيتها بحمد الله وأنها بخير وفقط.


لكن لا يعرف أحد أين كانت، ولماذا اختفت وكيف عادت وينتهي الأمر بدموع الأب المسكين فرحة بعودة فلذة كبده، وما ذلك إلا من آثار حالة التردي الأخلاقي والخلل الذي نعيشه، والسكوت عن تلك الأمر ودفن الرؤوس في الرمال كالنعام ليست حلا أبدا، وفي المقابل الحماقة في المعالجة ليست مطلوبة أيضا، والأمثلة كثيرة والحدث يطول وما خفي أعظم.. فهل نفيق؟


وأخيرا أود التأكيد عن أن كل ذلك لا يعني أبدا أن يكون الرجل متعجرف ومتسلط سيء المعشر قاسي القلب فالأمر كله بين الإفراط والتفريط.

تابع مواقعنا