متخصصون: كتاب بهاء المري صرخة في وجه من تؤول له نفسه استخدام الوطن أو الدين للقتل
نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، مساء أمس السبت، ثالث فعاليات البرنامج الثقافي المرافق للدورة الثانية لمعرض الأوبرا للكتاب، المنعقد حاليا بساحة دار الأوبرا المصرية، تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة.
وجاءت الندوة بعنوان «من الأدب القضائي» للاحتفاء بكتاب «القتل باسم الوطن والدين.. محاكمات شهيرة وبطولات زائفة»، للمستشار بهاء المري، الصادر عن هيئة الكتاب، وشارك في الندوة المستشار بهاء المري، والناقد والأكاديمي الدكتور سعيد شوقي، وأدار الندوة الكاتب والباحث مروان حماد، وبحضور الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس هيئة الكتاب.
وقال مروان حماد، إن ندوة اليوم ليلة أدبية قضائية بامتياز، تتناول مناقشة كتاب «القتل باسم الوطن والدين» لكاتب متفرد لأنه متخصص في شأن هو دعامة من دعائم الدولة وهو القضاء، لافتا إلى أن مؤلف الكتاب يطلق عليه أديب القضاء.
وأضاف حماد، أن بهاء المري طوع في جلساته التي تعرض على الجمهور أنه ليس قاضيا عاديا، مما جعل المتابع يحب أن يسمع كل لفظ يخرج منه، فهو شاعر أيضا، وعليك أن تنظر إليه لماذا يحب أن يكتب؟ إلا لأنه نشأ في بيئة محيطها الجمال.
ومن جانبه قال الدكتور سعيد شوقي: يتردد في الوسط الثقافي أن المستشار بهاء المري، قاضي بين الأدباء، وأديب بين القضاء، وفي تصوري هو قاضي بين القضاء، وأديب بين الأدباء، وهو طائر في سربه.
وأضاف أن كتاب القتل باسم الوطن والدين، هو إدانة لأشخاص يرون أنفسهم أنهم الجلاد ومنفذي الأحكام، الذين يصنعون من أنفسهم قضاء، ويطلقوا الأحكام، وينفذوها، وفي النهاية يكتشف أنهم لا يعرفون شيئا عن القضاء ولا الفقه ولا الشرع ولا الدين، مؤكدا على أن الكتاب صرخة من المؤلف لجميع المدنيين بالالتزام بالقانون، وما يصدر عن القضاء من أحكام، كما أنه صرخة في وجه كل من تؤول له نفسه استخدام الوطن أو الدين للقتل.
وأضاف أن الكتاب يضم مجموعة مختلفة من القضايا التي مرت على تاريخ مصر سواء تجسس أو فكر أو غيرها، واستخدام فيها الدين ليكون ساترا للقتل باسمه، كذلك البطولات الزائفة الموجودة في الكتاب، هامة جدا، تساعدك على إعادة قراءة التاريخ.
وتابع: سبب اختيار المستشار في كتابه لكلمة اغتيال في القضايا التي تناولها الكتاب، تعود إلى أنه لجأ إلى اللفظ الذي يبين فداحة جرم المتهمين، وكما أن اللفظ يطلق على القتل السياسي.
وقال المستشار بهاء المري، إن كتابه القتل باسم الوطن والدين، لم يهتم فيه بالواقعة، إنما كان يبحث عن المرافعات التي تعد أدبا، فذهب خلف المرافعات الأدبية، ولم يؤرخ في الكتاب لمقتل أحد، مضيفا: لن أتناول قضية الشروع في مقتل الأديب نجيب محفوظ، لأني عندما ذهب إلى مرافعة القضية دفاعا واتهاما وجدتها عادية، ولم يكن فيها ما يحسب على الأدب.
وأضاف ما جمعته في الكتاب لبلاغته فقط، لكن هناك شيئا واحدا يجمع بين كل القتلة الذي تناولهم الكتاب وهو أن كل من قاموا بالقتل شباب، وجميعهم تم خداعهم باسم الوطن والدين، من 1910 حتى اليوم، وتم عرض اتهام النيابة ودفاع المتهم أمام المحكمة.
وأوضح أن أغلب القتلة الموجودين في الكتاب، تم تحريضهم من قبل الجماعات المتطرفة، وكانوا يتلقون التعليمات من هذه الجماعات، لينفذوا أحكامهم على الناس دون وجه حق، ولم يقف القتل عند حد الخصوم بل حدث بين المتطرفين أنفسهم.