في ذكرى ميلاد سهير القلماوي.. كيف رصدت حياة ابن زمرك الأندلسي؟
تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتبة والمفكرة الكبيرة سهير القلماوي، التي ولدت في مثل هذا اليوم 20 يونيو عام 1911.
سهير القلماوي كاتبة ومترجمة تخصصت في الأدب العربي، وتتلمذت على يد الدكتور طه حسين وحصلت على الماجسيتر والدكتوراه من جامعة القاهرة، ولها الكثير من المؤلفات، منها الشياطين تلهو، في النقد الأدبي، أدب الخوارج، ألف ليلة وليلة، وغيرها من المؤلفات.
من أهم مؤلفات سهير القلماوي كتاب بعنوان ثم غربت الشمس، تتناول فيه حياة أبو عبد الله بن زمرك أحد شعراء الأندلس في عهد الملك الغني بالله، ولد في البيازين أحد أحياء غرناطة لأب قيل عنه إنه كان يعمل حمارا أو حدادا، في حين يؤكد البعض أن والده كان شريفا ذا نسب وليس حمَّارا ولا حدادًا.
كان ابن زمرك تلميذ الشاعر حسام الدين الخطيب، وهو الذي أدخله قصر الحمراء وقربه من الملك، لكن بعد فترة سعى ابن زمرك في قتل أستاذه حتى قتله الغني بالله بإيعاز ابن زمرك.
ابن زمرك شاعر الملك الذي انتهت حياته بالقتل
كان ابن زمرك مقربا جدا من الملك الغني بالله وقال فيه الكثير من الشعر يمدحه ويصف جوده وكرمه، ويصف قصر الحمراء الذي كان تحفة معمارية وآية من آيات العمارة الإسلامية في الأندلس، وقد نقش الكثير من شعر ابن زمرك على جدران قصر الحمراء.
من شعر ابن زمرك يصف جود الغني بالله وإكرامه له:
يا بدرَ تم في سماء خلافة
حفَّتْ نجوم السعد هالة قصرِه
ألبست عبدكَ من ثيابك ملبَسًا
قد قصّرت عنه مدارك شكره
ورضاك عنه خيرُ ما ألبسته
فلقد أشاد بجاهه وببرْه
ألبستني أركبتني شرّفتني
أهديتني ما لا أقوم بحصره
كان شعر ابن زمرك سهل اللفظ، لطيف المعنى، وكان ذا مسحة صوفية لكنه لم يكن متصوفا، حيث تؤكد الدكتورة سهير القلماوي في كتابها ثم غربت الشمس، أن ابن زمرك كان يتردد على مجالس الصوفية في شبابه، وهو ما انعكس على شعره، إلا أنه لم يكن متصوفا.
في الفترة الأخيرة من حياته عندما لم يعد ابن زمرك قريبا من دوائر الحكم والملك كان يسيء إلى رجال الدولة، فأرسل له الحاكم من قتله وقتل معه من وجد من بنيه وخدمه.