مع طرح فيلم Oppenheimer.. قصة أبوالقنبلة الذرية: حذر من مخاطرها المدمرة
تزامنًا مع عرض فيلم Oppenheimer الذي طال انتظاره لمخرج كريستوفر نولان في دور العرض بالسينما العالمية اليوم، نستعرض لكم القصة الحقيقة لـ فيلم Oppenheimer.
القصة الحقيقة لـ فيلم Oppenheimer
يستند فيلم Oppenheimer جزئيًا إلى السيرة الذاتية الحائزة على جائزة بوليتزر لعام 2005 بعنوان American Prometheus: The Triumph and Tragedy of J Robert Oppenheimer، والسيرة الذاتية تدور حول قصة والد القنبلة الذرية أوبنهايمر.
جي روبرت أوبنهايمر، صانع القنبلة الذرية، احتُفل به في عام 1945 بصفته أبو القنبلة الذرية، وبعد تسع سنوات تم اتهامه بأنه المسئول عن جميع الكوارث التي حدثت بالعالم، وفيلم Oppenheimer، أول عمل يتعامل بشكل صحيح مع قصة أوبنهايمر.
من هو جي روبرت أوبنهايمر التي تتمحور حوله قصة العمل؟
ولد أوبنهايمر في عائلة ثرية ألمانية يهودية في مدينة نيويورك، وعائلته كانت تملك مجموعة من الأعمال الفنية أصلية لبابلو بيكاسو وفينسنت فان جوخ.
وفي سن مبكرة، تبين أن قدرة أوبنهايمر الدراسية تفوقت على أقرانه ودخل جامعة هارفارد في سن 18 حيث تخرج بعد ثلاث سنوات فقط بامتياز مع مرتبة الشرف بأعلى تقدير.
وخلال وجوده في الكلية، عانى أوبنهايمر من بعض المشاكل العقلية فكان لديه أفكار انتحارية، وخلال سعيه للحصول على درجة الدراسات العليا في جامعة كامبريدج، ترك عمدا تفاحة ملوثة بمواد كيميائية معملية على مكتب مدرسه.
مع بداية الحرب العالمية الثانية، أصبح أوبنهايمر أستاذ محترم في جامعة كاليفورنيا، وله بالفعل مساهمات عديدة ومهمة في العلوم.
أوبنهايمر ومشروع مانهاتن
في عام 1941، قبل شهرين من دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، وافق الرئيس فرانكلين روزفلت على برنامج لتطوير قنبلة ذرية، تم تجنيد أوبنهايمر من قبل لجنة أبحاث الدفاع الوطني للبحث في بناء قنبلة ذرية.
وفي سبتمبر، تولى الجنرال ليزلي غروفز الذي يلعب دوره مات ديمون في الفيلم، منصب رئيس مشروع مانهاتن، واختار أوبنهايمر لرئاسة مختبر الأسلحة السري للمشروع.
لمدة ثلاث سنوات، عمل أوبنهايمر وفريق ضخم من العلماء على صنع قنبلة ذرية من مختبر عسكري في لوس ألاموس بـ نيو مكسيكو، ونفذوا أول تفجير نووي في التاريخ، والمعروف باسم اختبار ترينيتي في 16 يوليو 1945.
بعد شهر من اختبار القنبلة، تم إسقاط قنبلتين من القنابل التي طورها مشروع مانهاتن على ناجازاكي وهيروشيما باليابان، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 200000 شخص، معظمهم من المدنيين.
جلسة الاستماع الأمنية
بعد نجاح المشروع، واصل أوبنهايمر العمل كمستشار أسلحة نووية للحكومة الأمريكية، لكنه حذر من قدراتها المدمرة، في خطاب ألقاه عام 1953، شبه القدرات النووية للولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بـ عقربان في زجاجة، كل منهما قادر على قتل الآخر.
وفي ديسمبر من عام 1953، قدم أوبنهايمر استقالته ومع ذلك أصر على الدفاع عن نفسه في جلسة استماع أمنية حظيت بدعاية كبيرة، والتي خسرها وسط إذلال علني.
بُذلت محاولات كثيرة، لإصلاح صورة أوبنهايمر، ففي عام 1963، منح الرئيس ليندون جونسون أوبنهايمر جائزة إنريكو فيرمي، وهي أعلى تكريم بالولايات المتحدة.
وبعد خسارته لجلسة الاستماع، لم يتعاف أوبنهايمر من حينها، وتوفي أوبنهايمر بسرطان الحلق في منزله بـ برينستون بالولايات المتحدة في فبراير 1967.