أعمار متقاربة وأهداف متشابهة│ صداقة بين كبار في السن تصمد لأكثر من 12 عاما: اتقابلنا بعد المعاش.. وبنلف مصر سوا
أصبحت علاقات الصداقة الصامدة لسنوات أمر نادر الحدوث، نتيجة العديد من المصاعب التي تواجه الأصدقاء على مر الزمان، وسط ضغوط الحياة، فتبدأ بمجموعة كبيرة من الأصدقاء، إلى أن تنتهي بشخص واحد من بينهم يكون رفيقًا للروح.
صداقة صامدة لأكثر من 12 عاما
كسر الدكتور ماهر توفيق طبيب الأسنان، وأصدقاؤه تلك القاعدة، بعدما تمكنوا من صمود علاقتهم لأكثر من 12 عامًا، يتخللها التفاهم والأهداف المتشابهة، فضلًا عن العلاقة الطيبة بينهم.
يروي الدكتور ماهر لـ القاهرة 24، مراحل تكوينه لمجموعة أصدقائه الذين تجاوزت أعمارهم الـ 70 عامًا، فيقول: اتعرفنا على بعض بعد ما خرجنا على المعاش، وبقينا بنلف مصر سوا.
تخرج الدكتور ماهر، من كلية طب الأسنان عام 1968م، ثم أدى الخدمة العسكرية قبل أن يسافر إلى خارج مصر للعمل، وعندما عاد في عام 2010، تقابل مع أصدقائه بالنادي الأهلي.
مجموعة أصدقاء بعد المعاش
تعرف ماهر على أصدقائه بعد تخرجه من المعاش، من خلال لجنة الرواد بالنادي الأهلي فرع مدينة نصر، وبعد لقائهم ببعضهم البعض كوّنوا مجموعة يتراوح عددها من 11 إلى 12 فردا، تتراوح أعمارهم مابين 70 إلى 80 عاما.
تعرفت المجموعة معرفة سطحية في بداية الأمر، إلى أن ارتبطت الأقطاب المتشابهة بينهم، من حيث الاهتمامات الثقافية والاجتماعية والتعليمية.
هوايات وأهداف مشتركة
من 2010 وإحنا سوا، وبقينا بنّظم رحلات استكشافية لأماكن مروحنهاش قبل كده، وسافرنا سوا، رأس البر، الإسكندرية، بورسعيد مطروح الأقصر وأسوان الفيوم، ماهر يروي تفاصيل رحلاتهم.
أكد ماهر أن هناك العديد من العوامل التي جعلت صداقتهم تصمد طوال تلك السنوات، أبرزها التفاهم المشترك والأفكار المتشابهة واستكشاف أماكن جديدة، مع إيلاء الرأي للأغلبية، منوهًا: مفيش حد يستبد برأيه، وكلنا ماشيين على قواعد ثابتة، بتنازل فيها لبعض عشان نفضل سوا ومبسوطين.
صداقات ماهر متعددة تستمر لسنوات
لم تكن تلك المجموعة الوحيدة للدكتور ماهر، بل لديهم مجموعتان أخريان لأصدقائه من الكويت، الذي يواظب على رؤيتهم منذ 13 عاما، حتى أنهم يسافرون سويًا إلى الغردقة ويمارسون هواية الصيد، بالإضافة إلى مجموعة الكلية، والتي تجاوزت صداقتهم نحو الـ60 عامًا، ولايزال على تواصل دائم معهم.
وعن مشاركته في مسابقة للسفر مع أصدقائه، قال: ابني هو اللي قالي على المسابقة، وتحمست ليها وقُلت أشارك بصورة لينا، وفعلًا نزلتها ومكنتش متوقع أبدًا رد الفعل الكبير، ولما المجموعة عرفت بمشاركتي فرحوا قوي واتبسطوا جدًا.
واختتم ماهر حديثه ناصحًا الشباب الأصدقاء: حب لأخيك ما تحبه لنفسك، ما تنازلت عنه لصديقك يتنازل عنه لك فيما بعد، ولا تتشبث برأيك مع أصدقائك، فالصداقة الشيء الوحيد الذي يكسر رويتن الحياة اليومي.