الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

يوسف زيدان: اختلفت مع عبد الوهاب المسيري حول موسوعة اليهود لهذه الأسباب

يوسف زيدان
ثقافة
يوسف زيدان
الأربعاء 26/يوليو/2023 - 03:50 م

تحدث الكاتب يوسف زيدان عن الدكتور عبد الوهاب المسيري وعلاقته به، كاشفا عن اختلافه مع المسيري حول موسوعته الشهيرة حول اليهود وكيف كان موقف المسيري من ذلك. 

وكتب يوسف زيدان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: عرفتُ الدكتور عبد الوهاب في فترة انتقاله من تخصُّصه الأصلي وهو الأدب الإنجليزي، إلى الاهتمام بالتراث اليهودي وقضايا الواقع الثقافي، ثم رئاسته في أواخر عمره لحركة المعارضة المصرية لحُكم مبارك، وهي الحركة المعروفة باسم كفاية.. وكنت أيامها أشاغبه بأن اسم الحركة خاطئ، فالكفاية تُقال للشيء الجيد أو الإيجابي فرض الكفاية، شخص كفؤ، في هذا القدر كفاية.. وسألني أول مرة قلت له ذلك، وهو يضحك بطريقته اللطيفة: ويتقال إيه للحاجة السيئة زي حُكم مبارك ؟ قلت: يُقال بس.. قال مندهشًا: بس، كلمة فصيحة!!.. فأجبته: فصيحة جدًا.

وأضاف: ومع عمق المودة التي دامت بيننا سنوات، كان هناك اختلاف في الرؤية الكلية عند كلٍّ منا، ففي الفترة التصوفية التقليدية من حياتي، كان إسلاميًّا يميل قليلًا إلى جماعة الإخوان، وفي الفترة التي علوتُ فيها بالتصوف، وعلا بي إلى ما فوق سقف الديانات والمعتقدات، صار هو المفكر الإسلامي بالمعنى الإخواني، غير الصريح.. وغير المُعلن.

 

سر اختلاف يوسف زيدان وعبد الوهاب المسيري 

وأردف يوسف زيدان: في تلك الفترة الأخيرة، التي امتدت لسنوات، كان يكتب الموسوعة اليهودية التي نشرتها دار الشروق، وقد شاركتُ فيها بكتابة بعض الموضوعات، وشكرني في مقدمتها المنشورة على تلك المشاركة.. وقد تعلمتُ منه درسًا مهمًا، يوم اتصل بي لدعوتي للمشاركة في ندوة لمناقشة الموسوعة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، فور صدورها في مجلدات كبار، وأخبرني بأن الندوة ستكون بحضور عصمت عبد المجيد أمين عام جامعة الدول العربية، آنذاك، وعدد كبير من مندوبي الصحف المصرية والعالمية وقد كانت وسائل الإعلام آنذاك، تهتم بما يجري في الساحة الثقافية المصرية.. ولا تتجاهلها تمامًا، وتتوقّاها، مثلما هو الحالُ الآن.

كُنا في ذاك اليوم نتحدث عبر التليفون الأرضي أيامها لم يكن الهاتف المحمول قد ظهر، ولا كان أحد يتوقّع ظهوره فاعتذرتُ منه عن عدم المشاركة في الندوة، ولمّا سألني عن السبب أجبته بأنني وجدته بعد اكتمال الموسوعة، يُقيم بناءها على ثلاث قواعد أساسية، يعتقد هو أنها السمات المميزة للفكر اليهودي والصهيوني: الجماعة الوظيفية، العلمانية الشاملة، الحلولية.. وأرى من جانبي، أن هذه السمات الثلاث لا يختص بها اليهود، ولا تختص بهم. ففي تراثنا، المماليك والزنج جماعتان وظيفيتان، والعلمانية حاضرة بقوة عند مفكرينا القدماء الموصومين بالإلحاد والهرطقة، وأما الحلولية فهي تهمة فقهية قديمة، طالما ألصقها المتعصبُّون والمحدودون ذهنيًا، بالصوفية من أمثال الحلاج وعين القضاة الهمذاني وعفيف الدين التلمساني.. يعني، السمات الثلاث موجودة في تراثنا، ولا يختص بها تراث اليهود.

قال لي: ولو، أنا مُصرّ على اشتراكك في الندوة، وقل رأيك هذا على الملأ.. سألته: هل لديك رد على كلامي هذا ؟ قال: ستعرف في الندوة.. فلم أجد بُدًا من تلبية الدعوة، ويوم الندوة قلتُ من فوق المنصة ما أراه، تفصيلًا، فكان ردَّه عليَّ بعد ضحكته المعتادة: طيب، عمومًا هذا رأي الجنرال يوسف زيدان.

واستمرت الصلةُ بيننا من بعد ذاك اليوم، قوية وطيبة، مثلما كانت دومًا.. وهكذا عرفتُ، أنه في أحيانٍ نادرةٍ جدًا، يصحُّ قولهم الاختلاف في الرأي لا يفسد للودِّ قضية.. أما في العموم والمعتاد، فإن الخلاف في الرأي يفسد كل قضايا الود، ويطيح بها.

تابع مواقعنا