هل يجوز صيام عاشوراء بدون نية.. وما حكم التردد في استكمال الصوم؟
يتساءل الكثير من المسلمين هل يجوز صيام عاشوراء بدون نية؟ فصيام يوم عاشوراء أحد أنواع صيام التطوع وتختلف أحكام صيام التطوع عن أحكام صيام الفرض، وهو ما يحرص المسلمون على تحريه في الوقت الحالي لنيل فضل صيام يوم عاشوراء الذي أوضحه النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، ولكن قد يتعرض البعض لحالة من السهو أو نسيان تبييت نية الصيام قبل الفجر، ولذلك نقدم لكم رأي دار الإفتاء المصرية في حكم صيام عاشوراء بدون نية.
هل يجوز صيام عاشوراء بدون نية
هل يجوز صيام عاشوراء بدون نية؟ سؤال يحظى باهتمام العديد من المسلمين، حيث التوقيت الصيفي الذي تتزايد فيه عدد الساعات بين أذان الفجر وأذان المغرب، فضلا عن الموجة الحارة التي تسود البلاد في الوقت الراهن، وهي عوامل قد تكون غير مشجعة للبعض على صيام يوم عاشوراء ما يجعلهم يتركون الأمر بدون تبييت النية من الليل، ولكن صيام يوم عاشوراء له الكثير من الفضائل التي تستحق الصبر واحتساب الأجر.
ولكل من يتساءل هل يجوز صيام عاشوراء بدون نية؟ فقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن صيام عاشوراء هو صيام تطوع ولا يشترط فيه تبييت نية الصيام من الليل، ويجوز لمن استيقظ قبل الظهر أن ينوي الصيام، بشرط ألا يكون فعل شيئًا من المُفطرات من أول طلوع الفجر إلى وقت إطلاق نية الصوم.
كما أضافت دار الإفتاء المصرية في منشور سابق لها على صفحتها الرسمية بموقع فيس بوك، إنه يمكن للصائم إكمال الصوم ما دام لم يتناول طعامًا ولا شرابًا ولا شيئًا من المفطرات، والتردد في قطع نية الصوم والخروج منه لا يبطل الصوم، وبالتالي فإن إجابة سؤال، هل يجوز صيام عاشوراء بدون نية؟ نعم يجوز الصيام بعقد النية قبل الزول أي قبل أذان الظهر بدقائق، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتيها وهو صائمٌ فيقول: «أَصْبَحَ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ تُطْعِمِينِيهِ؟» فتقول: لا فيقول: «إِنِّي صَائِمٌ».
حكم صيام يوم عاشوراء يوم الجمعة
حكم صيام يوم عاشوراء يوم الجمعة من بين الأمور الشائكة أيضا التي يبحث عنها المسلمون حاليا، حيث يحين موعد يوم عاشوراء غدا الجمعة الموافق هجريا 10 من شهر المحرم 1445، وبالتاريخ الميلادي 28 يوليو 2023، ومن المتعارف عليه لدى المسلمين إكراه إفراد يوم الجمعة بالصيام، لأنه يوم دعاء وذكر وعبادة كما جاء في الآية الكريمة "فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلَاةُ فَانْتَشَرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا"، ولذلك يستحب الفِطر يوم الجمعة ليقدر المسلم على أدا هذه العبادات بنشاط وانشراح.
ولكن وفقا لجمهور أهل العلم، يجوز صيام يوم عاشوراء يوم الجمعة، كما يجوز صيام يوم الجمعة إذا وافق عادة للصائم؛ كمن يصوم يومًا ويُفْطِر يومًا، أو إذا وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء، أو كان الصوم لقضاء ما على المسلم من رمضان مَثَلًا، أو إذا صام الشخص يومًا قبل الجمعة أو يومًا بعده، وفي جميع هذه الحالات يصح الصوم ولا حرج فيه وفقا لدار الإفتاء المصرية التي استشهدت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم "وَلَا تَخُصُّوا يَوْم الْجُمُعَة بِصِيَامٍ مِنْ بَيْن الْأَيَّام، إِلَّا أَنْ يَكُون فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ".
حكم صيام يوم عاشوراء منفردا
بعدما أوضحنا لكم هل يجوز صيام عاشوراء بدون نية، نود أن نوضح لكم أيضا حكم صيام عاشوراء منفردا، بمعنى صيام اليوم العاشر من محرم فقط دون صيام تاسوعاء أو إتباعه بصيام الحادي عشر من المحرم، وهو ما أوضحه الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الديار المصرية في منشور له على صفحته الشخصية بموقع فيس بوك كالتالي:
صيام يوم عاشوراء ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة القولية والفعلية، كما ورد الحث على صيام يوم قبله أو يوم بعده؛ ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يومًا أو بعده يومًا ".
وأضاف أن الفقهاء اختلفوا في حكم صوم يوم عاشوراء منفردًا، ففي مذهب الحنفية يُكره صيام عاشوراء منفردا عن التاسع أو عن الحادي عشر، وفي المالكية والشافعية والحنابلة، لا حرج في صومه منفردًا؛ لثبوت الثواب لمن صامه ولو منفردًا كما في حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ "
ولمن يرغب في معرفة المزيد عن حكم صيام يوم عاشوراء منفردا، فإن صيام عاشوراء يأتي على ثلاث مراتب كالتالي:
- صوم التاسع والعاشر والحادي عشر وهذا أكملها.
- صوم التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث.
- صوم العاشر وحده، ولا كراهة في ذلك.
نختم لكم إجابة سؤال هل يجوز صيام عاشوراء بدون نية، بالتأكيد على عِظم الأجر والثواب لصيام أيام الحر، فقال أبو الدرداء عن صيام الهواجر، صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور، وما أوصى به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ابنه عبد الله عند الموت: الصوم في شدة الحر، وكان معاذ بن جبل يتأسف عند موته على ما يفوته من ظمأ الهواجر، وهو ما يتحقق فضله بالحرص على صيام يوم عاشوراء في التوقيت الحالي.
