آيات تحصين النفس من الحسد والسحر والشهوات.. آيتان تكفياك كل ليلة
أنزل الله آيات تحصين النفس من العين والحسد والسحر وكل شر، لنستعين بها في حفظ أنفسنا وأرزاقنا، وتعد سورة البقرة الأشهر في الوقاية من شرور الإنس والجن، ولكن هل توجد آيات محددة من سور أخرى للرقية والتحصين، وهل هناك أحاديث نبوية وردت بها، وكيف يمكن تحصين البيت كله؟ كل هذا نقدمه عبر القاهرة 24 في السطور التالية.
آيات تحصين النفس
تتعدد آيات تحصين النفس بين سور كاملة وآيات محددة، وقد جاء في فضلها أحاديث نبوية صحيحة، فيما قد زاد البعض عليها بما لم يرد في السنة النبوية الشريفة، وقد قال الله تعالى "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ" فالقرآن كله شفاء ودواء إلا أن بعض السور والآيات لها مفعول خاص في التحصين والرقية.
لذلك نعرض قائمة بآيات التحصين الواردة عن السنة النبوية:
- سورة البقرة: وخاصة آية الكرسي وآخر آيتين من السورة.
- سورة الفاتحة.
- سورة الناس.
- سورة الفلق.
- سورة الإخلاص.
آيات تحصين النفس والبيت
آيات تحصين النفس والبيت لها مفعول قوي في استقرار أحوال الأسرة وتآلف قلوبهم وحلول البركة في أرزاقهم، فهي آيات تحصن المنزل وأهله من الحسد والعين، وهناك فرق بين الحسد والعين، فالحسد هو ما قد يحدث من استكثار النعمة على الإنسان بمجرد سماعها عنه، أما العين فهي تصيب النعمة عند رؤيتها.
وأهم سورة تقي المنزل وأهله من شرور الإنس والجن هي سورة البقرة، فقد أكدت دار الإفتاء في منشور لها على فيس بوك "تذكر قراءة آخر آيتين من سورة البقرة قبل أن تنام"، مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وسلم "الآيَتانِ مِنْ آخِر سُورةِ البَقَرةِ، مَنْ قَرأَهُمَا في لَيْلةٍ كَفَتاهُ".
ولفتت في شرح الحديث إلى أن هناك 3 تفسيرات للفقهاء:
- أن الآيتين تجزئان عن قيام الليل.
- تجزئان عن قراءة القرآن بشكل عامٍّ في هذه الليلة.
- إنهما تكفيان من كل سوء.
ودل حديث آخر عن فضل رابع لسورة البقرة بأنها تطرد الشيطان من البيت 3 ليالٍ، فقد ورد عن النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله كتب كتابًا قبل أن يخلِق السموات والأرض بألفي عَام، أنزَل مِنه آيتين خَتم بهما سُورة البقرة، ولا يُقرآن في دار ثلاث ليالٍ فيقربهَا شيطانُ"، رواه الترمذي.
آيات تحصين النفس من السحر
وردت آيات تحصين النفس من السحر في سورة البقرة كما دلت الأحاديث النبوية، وقد يستعين البعض بآيات أخرى لم ترد في السنة لكنها تحمل معنى التحدي ضد السحرة وأعمال السحر، ففي حديث شريف رواه مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم "اقرَؤوا البقرَة؛ فإنّ أخذَها بَركة وتركَها حَسرة، ولا تستطِيعها البَطلَة السَّحرة".
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي الكريم قال: "لا تجعلُوا بيُوتكم قبُورا؛ فإنّ البيتَ الذي تُقرأ فيه سُورة البَقرة لا يَدخُله الشيّطان" رواه مسلم، ففي الحديث خير دليل على فضل قراءة سورة البقرة لعلاج السحر والتحصين منه.
وفي السياق وضعت دار الإفتاء المصرية في فتوى لها، شروط اتفق عليها جمهور الفقهاء للرقية من كل داء يصيب الإنسان وهي بأن تكون الرقية:
- بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته.
- باللسان العربي أو بما يُعْرَف معناه من غيره.
- أن يعْتَقَدَ أنّ الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بإذن الله تعالى وقدرته.
واستدلت دار الإفتاء بما رواه مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: كنّا نرقِي في الجاهليّة، فقلنَا: يا رسولَ الله، كيفَ تَرى في ذلك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «اعْرِضوا عَليَّ رُقاكُمْ، لَا بَأسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُن فِيه شِركٌ".
ويمكن الزيادة على سورة البقرة بقراءة السور التالي في رقية السحر والتحصين منه:
- الفاتحة والمعوذتين والإخلاص 3 مرات.
- وَأَوْحَيْنَآ إِلَىَ مُوسَىَ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ. فَوَقَعَ الْحَقّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ. فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ. وَأُلْقِيَ السّحَرَةُ سَاجِدِينَ. قَالُوَاْ آمَنّا بِرَبّ الْعَالَمِينَ. رَبّ مُوسَىَ وَهَارُونَ.
- وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ. فَلَمّا جَآءَ السّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مّوسَىَ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مّلْقُونَ. فَلَمّآ أَلْقُواْ قَالَ مُوسَىَ مَا جِئْتُمْ بِهِ السّحْرُ إِنّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ. وَيُحِقّ اللّهُ الْحَقّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ.
- قَالُواْ يَمُوسَىَ إِمّآ أَن تُلْقِيَ وَإِمّآ أَن نّكُونَ أَوّلَ مَنْ أَلْقَىَ. قَالَ بَلْ أَلْقُواْ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيّهُمْ يُخَيّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنّهَا تَسْعَىَ. فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مّوسَىَ. قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنّكَ أَنتَ الأعْلَىَ. وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوَاْ إِنّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السّاحِرُ حَيْثُ أَتَىَ.
تحصين النفس من الحسد
يتحقق تحصين النفس من الحسد بأذكار الصباح والمساء والتي تتضمن آيات محددة من القرآن الكريم تعمل كحاجز صد ضد الحسد والعين، وهي سورة الإخلاص ثلاثًا، والمعوذتين ثلاثًا، وآية الكرسي، وآخر آيتين من سورة البقرة في أذكار المساء.
وقالت دار الإفتاء المصرية أن الحسد حرام بإجماع الأمة وهو "أن يتمنى الحاسد زوال نعمة المحسود"، وعللت سبب تحريمه بأنه "اعتراض على الحق سبحانه وتعالى، ومعاندة له، ومحاولة لنقض ما فعله وإزالة فضل الله عمَّن أهَّله له".
فيما أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لم يرد دليل من السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال أذكار الصباح والمساء مجموعة بما نقرأه الآن بل قرأها منفردة، وشددت على أن "العين لها تأثير على الإنسان بالحسد كما ورد في القرآن والسنة".
ونصحت الإفتاء بحرص الإنسان على الابتعاد عن الحسد المنهي عنه شرعًا "فالحسد يضر الحاسد في دينه فيجعله ساخطًا على قضاء الله، ويضره في دنياه فيجعله يتألَّم بحسده ويتعذَّب ولا يزال في غَمٍّ وهَمٍّ".
وعادت الإفتاء لتشدد على أن المؤمن على يقين بأن الحسد لن يضره إلا بما كتبه الله عليه "فلا يجري وراء الأوهام والدَّجَّالين، وينبغي عليه أن يُحَصِّن نفسه وأهله بقراءة القرآن والذكر والدعاء".
وأوضحت دار الإفتاء خطوات العلاج من الحسد كالتالي:
- قراءة المعوذتين.
- قراءة فاتحة الكتاب.
- قراءة آية الكرسي.
- قراءة القرآن والذكر بصفة عامة.
- عليه بالتعوذات النبوية نحو: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق».
- يكثر من الدعاء لله عز وجل أن يصرف عنه السوء والعين والحسد.
- لا حرج عليه في طلب الرقية من الصالحين.
فيما حذرت من سوء الظن بالآخرين بسبب أوهام، "فلا يجوز للمسلم أن يسيء الظن بإخوانه ويتهمهم بأنهم حسدوه"وذلك لمجرد أحداث صادف وقوعها ظهور نعمة ما قد لا يكون لها علاقة بمن يظن فيهم ذلك.
تحصين النفس من الجن
لم تخلو سورة البقرة من آيات تحصين النفس من الجن، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن لكل شيءٍ سنامًا وإنّ سنامَ القرآنِ سورةُ البقرَة، مَن قرَأها في بَيته لَيلًا لَم يَدخل الشّيطان بَيته ثلاثَ لَيالٍ".
كما ورد عن أبي مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قَرأ بالآيَتينِ مِن آخِر سُورة البَقرة فِي ليلةٍ كَفتَاه" رواه البخاري، وهذا ما يدل على أن تحصين النفس من الجن يكون بالمعوذتين وآية الكرسي وآخر آيتين من سورة البقرة، وأن الاكتفاء بآخر آيتين من البقرة تكفي المسلم شرور الجان طوال الليل.
وفي فتوى يابقة، حذرت دار الإفتاء من اللجوء لـ "الدجالين الذين يحتالون على الناس ويأخذون أجرًا منهم بدعوى أن هذه رقية، فالأفضل أن يُقصَد الصالحون ممن عُرِفت أمانتهم وعدالتهم".
فليس هناك حرج من طلب الرقية من الصالحين الذين لا يتحدوث في الغيب ولا يشركون الجان أمور الخلق، وشددت الإفتاء ايضًا أن الرقية والقرآن هما مساعدان على الشفاء "مع التنبيه على ضرورة الأخذ بباقي أسباب العلاج والشفاء الأخرى، التي جعلها الله سبحانه وتعالى في كونه سببًا لذلك".
آيات تحصين النفس من الشهوات
يقول المولى في حق آيات تحصين النفس من الشهوات "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ"، فالشهوات هي ميل النفس لفعل شيء ما محرمًا أو عن طريق حلال ولكن بشكل يشغل الإنسان عن العبادة وقد يجره إلى كبيرة من الكبائر أو معاصي أخرى متعلقة.
ويثير الشيطان الشهوات لدى الإنسان ويطرد تلك الوساوس المعوذتين وآية الكرسي، كما أن تحصين النفس من الجان يمنع الشهوات، والصلاة والمواظبة عليها تجعل الإنسان في حصن دائم من الشهوات، وقراءة القرآن كله وأي سورة منه تذكر الإنسان بربه وبعصيانه وعقوبة كل عاصٍ هي حصن من الشهوات أيضًا، إلى جانب الأدعية التي يرددها الإنسان لطلب المعونة من الله على شهواته.
دعاء تحصين النفس من الشهوات بالصور
وفيما يلي دعاء تحصين النفس من الشهوات بالصور.