الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

خبيرة هندسة معمارية: عملية تطوير منطقة العسال بشبرا راعت خصوصية السكان

الدكتورة منى زكريا
اقتصاد
الدكتورة منى زكريا والدكتورة رباب المهدي خلال الحلقة
السبت 29/يوليو/2023 - 09:33 ص

قالت الدكتورة منى زكريا خبيرة الهندسة المعمارية واستشارية الترميمات وتجديد المباني إن كل منطقة في مصر لها خصوصية، وأن تجربتها مع عملية تطوير العشوئيات في مصر، خاصة منطقة العسال بشبرا بمحافظة القاهرة، كانت تجربة راعت خصوصية السكان، موضحة أن المنطقة والتي تقع خلف محطة قطار مصر كانت في البداية قبل التطوير عبارة عن مزارع واسطبلات للخيل ولم تكن هناك دورات للمياه بالمنطقة.

وأضافت زكريا، خلال الحلقة الخامسة من بودكاست الحل إيه؟ التابع لـ مركز حلول للسياسات البديلة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والتي أدارتها الدكتورة رباب المهدي، وناقشت خلالها أزمة تطوير العشوائيات في مصرـ وكيفية تطويرها بشكل يراعي حياة الناس دون نزع جذورهم وإزالة مساكنهم، بالإضافة إلى الحفاظ على التراث المعماري، أن أول مرة دخلت فيها منطقة العسال كان في فبراير 2012 وكانت المنطقة مقسمة إلى ثلاثة عزب العزبة الكبيرة هي عزبة العسال وهناك عزبة الصفيح وعزبة جرجس، حيث تبلغ المساحة بالكامل حوالي 4 فدادين.

بداية تطوير منطقة العسال

وأشارت زكريا إلى أن بداية التطوير كانت من خلال بروتوكول تعاون مع محافظة القاهرة، وكان هناك مقاول لتطوير المنطقة، واشترطنا وقتها تشغيل العمال من أهل المنطقة نفسها، لنفاجأ بعد ذلك ببعض السيدات يطلبن العمل أيضا، حيث تتمتع المنطقة بالتكافل فيما بينهم والأمان الاجتماعي والترابط. 

الدكتورة منى زكريا خبيرة الهندسة المعمارية واستشارية الترميمات وتجديد المباني

ولفتت الدكتورة منى زكريا إلى أنه في البداية كانت هناك معوقات قانوينة ولم يكن مسموح لنا بالترميم أو إعادة التأهيل وهو ما احتاج إلى وقت لتغيير ذلك بشكل قانوني.  

وكشفت الدكتورة منى زكريا أن الملاك وقتها كانوا معترضين على بناء دورات مياه خلال عملية التطوير لأنهم كان لهم مصلحة في عدم بنائها للاستفادة من المساحة المخصصة لتلك الدورات وقدموا، بالفعل شكاوي ضد المشروع، لكن المشروع تم بالفعل وتم التطوير في البداية لـ 36 بيت، وتم إنشاء خط مجاري بالمنطقة وكان ذلك إنجازا في حد ذاته. 

وأوضحت زكريا أن ميزانية التطوير كانت وقتها محدودة وتقدر بـ 3 ملايين و700 ألف جنيه وبحثنا عن أرخص طرق للبناء، واقترح البعض إزالة المنطقة وهدمها، وذلك كان يحتاج 50 مليون جنيه وكان هذا البديل الخاص بالهدم مستبعد تماما وتم البناء بالفعل على طريقة الحوائط الحاملة والأسقف الخشبية على طراز العصر المملوكي وكان تصميم المنطقة بهذا الشكل ناتج عن دراسة قمنا بها، حيث أكدت الدراسة أن قرار البناء بالحوائط سيكون ذا جدوى بفارق 40% لصالح الحوائط الحاملة مقارنة ببديل الهدم المكلف.

وعبرت زكريا عن بعض المواقف المحزنة التي صادفتها هناك بمنطقة العسال عندما طلبت من طفل من سكان منطقة العسال رسم شجرة فكانت المفاجأة أنه سألها يعني إيه شجرة؟ لذلك تم تنظيم رحلة لهم بحديقة الأزهر شعروا خلالها بسعادة بالغة خاصة سيدات المنطقة.

وحول طبيعة سكان منطقة العسال بشبرا قالت الدكتورة منى زكريا إنهم كانوا يعملون في رايش المعادن، حيث يقومون بفصل كل معدن على حدة بحرفية فائقة وجاء وقتها مصنع حديد كبير ليشتري هذه المعادن بهدف تصديرها للصين. 

قانون البناء الموحد

وأكدت في ختام حديثها أن لكل منطقة خصوصية منتقدة فكرة وجود قانون بناء موحد لجميع المناطق في مصر، حيث تتمتع كل منطقة بخصوصية إذ تختلف المناطق الصحراوية التي تناسب حياة البدو عن المناطق الساحلية من حيث طبيعة السكان وشكل المباني نفسها، لافتة إلى أن المناطق بمصر القديمة تحكمها علاقات من التكافل والأمان الاجتماعي كما أن تراثنا مليء بالخصوصية.

ومن جانبها قالت الدكتورة رباب المهدي إننا في مصر لدينا أزمات كثيرة ومنها أزمات لها علاقة بالمواصلات وأزمات لها علاقة بالغذاء وبالاقتصاد وأزمات أخرى لها علاقة بالسكن والحفاظ على التراث المعماري فضلا عن أزمات لها علاقة بشكل المدن والقرى التي نعيش فيها.

الدكتورة رباب المهدي

وأوضحت المهدي أنه في عام 2014 أعلنت الدولة أن مشكلة العشوائيات في مصر لها أولوية وفي عام 2021 أعلنت أيضا أنه لن يكون هناك عشوائيات غير آمنة وسيكون عام 2030 بلا عشوائيات أصلا. 

وتابعت المهدي: دائما ما نتحدث عن العشوائيات كونها مشكلة نخجل منها ومن الناس الذين يعيشون فيها ودائما ما نرغب في إزالتها وهدمها ودائما ما نفكر فيها كونها عبئًا، وهناك البعض يتحدث دائما عن العشوائيات بأنها تضر الوجه الحضاري لمصر والتراث المعماري وأنها تشوه وجه المدينة وقليل ما نفكر بها كونها حياة بشر تتأثر ليس فقط بشكل السكن الذي يعيشون فيه بل تتأثر أيضا عندما نحاول إصلاحها إذ قد يتضرر الذين يعيشون بها من ذلك، لافتة إلى أن عدد سكان العشوائيات في مصر يقدر من 8 ملايين إلى 15 مليون نسمة وفق بعض الإحصائيات. 

تابع مواقعنا