الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لص التكنولوجيا الأكبر

السبت 29/يوليو/2023 - 10:09 م

منذ بضعة أيام أطلقت شركة ميتا، التي يرأس تنفيذها مارك زوكربيرج، خاصية قنوات واتساب، التي تماثل تمامًا القنوات الموجودة عبر تليجرام، المنافس الأول لتطبيق واتساب.

وقد يبدو الأمر طبيعيًا ومجرد تنافس بين الشركات، لكن سبقه بأيام قليلة إطلاق تطبيق ثريدز، التابع لمنصة إنستجرام، المملوكة لشركة ميتا؛ ثريدز الذي يشبه إلى حد كبير منصة التدوينات القصيرة تويتر، بل إنه اقتباس لفكرة تويتر، الذي يأتي وسط تخبط مالكها الجديد إيلون ماسك، ومحاولاته لتحويل المنصة للربحية، بعدما اشتراها بقيمة 44 مليار دولار العام الماضي، وهو رقم أعلى بكثير من القيمة الفعلية للشركة.

بعدما استحوذ إيلون ماسك على منصة تويتر اتخذ عدة قرارات متخبطة، وتراجع عن الكثير منها، إلا أن ميتا استغلت قرار إيلون ماسك الأخير بتحديد عدد تغريدات معينة؛ إذ تستطيع الحسابات الموثقة مشاهدة 6000 تغريدة يوميا، و600 للحسابات غير الموثقة و300 للحسابات الجديدة غير الموثّقة.

لنعد لبداية ميتا، فقبل 19 عامًا، وفي يوم 4 فبراير 2004 تحديدًا، أطلق مارك زوكربيرج، الطالب في جامعة هارفارد، البالغ من العمر 19 عامًا وقتها، منصة لتسهيل التواصل بين الطلاب في جامعته عبر الإنترنت، أسماها فيسبوك، قبل أن تتحول لمنصة عالمية.

وفي 2004 أيضا، رفع الأخوان كاميرون وتايلر وينكليفوس قضية ضد مارك زوكربيرج؛ لاتهامه بسرقة فكرة موقع فيسبوك، واستمرت القضية لمدة 6 سنوات، لتنتهي في 2010، بعد اتفاق بين الطرفين، حصل بموجبه الأخوان على 65 مليون دولار.

المفاجأة، أن الفريق القانوني لـ زوكربيرج، الذي دخل إلى جهاز الكمبيوتر الخاص به للبحث عن أدلة تدعم موقفه القانوني، اطلع على رسائل كان يرسلها لزملائه أثناء فترة الجامعة، والتي تم تسريبها للصحافة في وقت لاحق.

وفي إحدى المحادثات كان يقول فيها لأحد زملائه: إذا احتجت لأي معلومات عن أي شخص في جامعة هارفرد فعليه طلبه، إذ إنه يملك أكثر من 4000 بريد إلكتروني وصورة وعنوان وبيانات أخرى لطلاب الجامعة، ليسأله زميله عن مصدرها، فيجيب زوكربيرج “أنهم من أرسلوها بأنفسهم.. لا أعلم لماذا وثقوا بي.. مجرد أغبياء".

الهيمنة على سوق التواصل الاجتماعي

شركة ميتا، التي تمتلك فيسبوك، ومنصة الصور والفيديوهات إنستجرام، وتطبيق المحادثات واتساب، ترغب في الهيمنة على سوق التواصل الاجتماعي؛ فامتلاكها لتطبيق ثريدز أمر مرعب للكثيرين، فخصوصية مستخدمي منصات ميتا منتهكة بشكل بالغ، حيث يتم مراقبة كل تفاصيل المستخدمين وبيعها للمعلنين، فضلًا عن وجود بيانات لا يتم مشاركتها قد لا يعرفه المستخدم عن نفسه.

وتسبب اختراق خصوصية المستخدمين في توقيع غرامات كبيرة على ميتا من الاتحاد الأوروبي وعدة دول أخرى بسبب انتهاكات الخصوصية، وأخرها إعلان النرويج الأسبوع الماضي، أنها ستغرم ميتا نحو 100 ألف دولار يوميا، بسبب انتهاكات الخصوصية ما لم تتخذ إجراءات علاجية، فضلًا عن قول فرانسيس هوجن، مسربة وثائق فيسبوك، إن الشركة تفضل الربح المادي على سلامة المستخدمين.

وعلى الرغم من اعتبار البعض تويتر منافسًا لفيسبوك، إلا أن المنافسة ليست حقيقية نتيجة المزايا المختلفة الخاصة بكل منهما، فموقع فيسبوك موجه للعائلة والأصدقاء، بينما تويتر يهتم بالأخبار والسياسة، أي موجه للنخبة.

وفي وسط التخبط الذي تمر به تويتر، منذ استحواذ إيلون ماسك عليه، وسخط مستخدميه، هو الوقت المناسب للقضاء على المنصة وجذب مستخدميها، والدخول في منافسة مباشرة مع تويتر، ليعلن زوكربيرج عن إطلاق تطبيق ثريدز، الذي تشبه خصائصه ومزاياه تويتر، لتصفه بعض وسائل الإعلام الأمريكية بأنه تطبيق مستنسخ من تويتر.

وهو ما دفع تويتر لتهديد شركة ميتا علنًا بمقاضاتها بسبب سرقتها معلومات سرية وتجارية عن منصة التغريدات بشكل غير قانوني، من خلال موظفيها السابقين، الذين اجتذبتهم ميتا لمنافسة تويتر. 

زوكربيرج المعروف عنه أنه يحب الاقتباس من الشركات الناجحة، فجزء من مشاريعه ابتكرها، والتي تتضمن العملة المشفرة ليرا، وتنقنية الواقع الافتراضي ميتا فيرس، والتي أثبتت فشلها بشكل كبير، وخسر بسببها مليارات الدولارات، والجزء الآخر من مشاريعه مسروق أو مقلد أو استحوذ عليه، وهي أغلب مشاريعه الناجحة، مثل واتساب، الذي استحوذ عليه في عام 2014.

بل وإنستجرام أيضًا استحوذت عليه ميتا في عام 2012 مقابل مليار دولار، وأضافت إليه في 2015 خاصية المراسلة، وإمكانية إضافة أكثر من صورة أو فيديو في منشور واحد، وهي مقتبسة من سناب شات، الذي يسمح لمستخدميه بنشر الصور والمقاطع المرئية في قصص لهم بشكل متسلسل ومتتابع، وتبقى هذه القصص لمدة 24 ساعة لكل قصة. 

فتقليد تويتر ليس الأول في تاريخ زوكربيرج؛ إذ إن شركة ميتا اقتبست عبر منصاتها من منافسيها الآخرين مثل سناب شات، وتيك توك، وغيره؛ ففي هذه الحالة على الشركة إثبات أنه تم سرقة حقوقها الفكرية، وفي أسوأ الأحوال سينتهي الأمر بتسوية.

وفي حالة سقوط تويتر لصالح ثريدز سيسيطر زوكربيرج على معظم سوق التواصل الاجتماعي؛ إذ إنه يمتلك 13% من أسهم شركة ميتا، حيث إن أسهمه تقع في فئة Class B، التي تعطي صاحبها 10 أصوات مقابل كل سهم، وهو يملك 99.8% منها، ما يجعله يتحكم في 61% من حقوق التصويت؛ مما يعزز من سطوة مارك زوكربيرج، لص التكنولوجيا الأكبر، والمهيمن على كبرى شركات التواصل الاجتماعي.

تابع مواقعنا