اشتباكات عين الحلوة.. ماذا يحدث في مخيم اللاجئين الفلسطينيين بلبنان؟
شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا جنوب لبنان، اندلاع اشتباكات عنيفة منذ الليلة الماضية، بعد اغتيال المسؤول في حركة فتح أبو أشرف العرموشي في كمين مسلح، واثنين من مرافقيه، وارتفعت حدة الاشتباكات اليوم الأحد، حيث يشتد القصف وتبادل إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في المخيم والمجموعات المتطرفة.
وحسب ما نشرته وكالة الأنباء اللبنانية، اتهمت الفصائل الفلسطينية المتواجدة في المخيم، المجموعات المتطرفة بتنفيذ كمين راح ضحيته مسؤول في حركة فتح يدعى أبو أشرف العرموشي، إضافة إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 15 آخرين، عقب اشتباكات بين فصائل فلسطينية في عين الحلوة وجماعات متطرفة وهاربين، وتسيطر أجواء الهدوء الحذر على المخيم منذ صباح اليوم.
وفي هذا الصدد، أعلن الجيش اللبناني، إصابة أحد أفراده بشظايا وحالته مستقرة، بعد سقوط قذيفة هاون من اشتباكات المخيم داخل أحد المراكز العسكرية.
واستخدمت الفصائل الفلسطينية بنادق وقاذفات صواريخ داخل المخيم المكتظ، وشوهدت سيارات إسعاف تتقدم في شوارع المخيم الضيقة لنقل الجرحى إلى المستشفى، وفقًا لوسائل إعلام فلسطينية.
اشتباكات مخيم عين الحلوة
ويشار إلى أن مخيم عين الحلوة معروف بلبنان بانعدام القانون والاشتباكات بين الحين والآخر في المكان الذي يؤوي حوالي 55 ألف شخص، وفي عام 2017، انخرطت فصائل فلسطينية في اشتباكات عنيفة لمدة أسبوع تقريبا مع منظمة مسلحة تابعة لتنظيم داعش.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، أن قذيفة مصدرها مخيم عين الحلوة سقطت بالقرب من مستشفى الهمشري في مدينة صيدا، ما أدى إلى وقوع إصابات، في وقت لا تزال الاشتباكات دائرة في المخيم فيما تنشط الاتصالات الفلسطينية اللبنانية على المستويات كافة داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، إن توقيت الاشتباكات الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، في الظرف الإقليمي والدولي الراهن، مشبوه، ويندرج في سياق المحاولات المتكررة لاستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين، كما أن تزامن هذه الاشتباكات مع الجهود التي تبذلها مصر لوقف الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية، هو في سياق الرسائل التي تستخدم الساحة اللبنانية منطلقا لها.
وأضاف: أن هذه الاشتباكات مرفوضة لعدة أسباب، أولها أنها تكرس المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة وهذا أمر مرفوض بالمطلق ويتطلب قرارا صارما من القيادات الفلسطينية باحترام السيادة اللبنانية والقوانين ذات الصلة وأصول الضيافة، وهذه الاشتباكات تشكل ضربة في صميم القضية الفلسطينية التي سقط من أجلها آلاف الشهداء وقدم لأجلها الشعب الفلسطيني التضحيات الجسام في الوطن والشتات.
وأردف ميقاتي: إننا نطالب القيادات الفلسطينية بالتعاون مع الجيش لضبط الوضع الأمني وتسليم العابثين بالأمن إلى السلطات اللبنانية، وهذا هو المدخل الطبيعي لإعادة بسط الأمن والاستقرار داخل المخيم وفي محيطه، كما في سائر المخيمات الفلسطينية في لبنان، كما نطلب من الجيش والأجهزة الأمنية ضبط الوضع في المخيم لما فيه مصلحة لبنان واللاجئين الفلسطينيين على حد سواء.